حراك «الناصرية» يشتعل.. والكاظمي يشكل لجنة للتحقيق

محمود طلعت

محمود طلعت

لليوم السادس على التوالي، تجددت المصادمات بين متظاهرين وقوات الشرطة العراقية في شوارع مدينة الناصرية، على خلفية الاضطرابات في محافظة ذي قار جنوبي بغداد.

وأسفرت المواجهات بين المحتجين على تردي الخدمات العامة، وقوات الأمن العراقية المتمركزة هناك، عن إصابة أكثر من 40 شخصًا من الطرفين.

وذكر الإعلام المحلي أن احتجاجات في كربلاء خرجت دعما للتظاهرات في الناصرية.

قتلى بأحداث الناصرية

وبالأمس قال عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي، في تغريدة عبر «تويتر»: «الوضع خارج السيطرة في ‎الناصرية، الدماء تسيل والحكومة تتفرج».

وذكر أن حصيلة الأيام الخمسة من الاحتجاجات في المحافظة، هي مقتل 5 وجرح 271 ضمنهم 147 من القوات الأمنية.

من جهته أشار المرصد العراقي لحقوق الإنسان، في وقت سابق إلى مقتل نحو 10 أشخاص وإصابة أكثر من 120 في مدينة الناصرية.

وأكد مصدر طبي بمدينة الناصرية، أن وتيرة الأحداث تصاعدت في مدينة الناصرية، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بالعشرات في صفوف المتظاهرين والقوات الأمنية.

وانتقدت منظمة العفو الدولية ما وصفته «القمع والصمت المتزايد من جانب الحكومة العراقية إزاء أحداث الناصرية».

وذكرت العفو الدولية -عبر حسابها الرسمي بـ«تويتر»- أن شهودا أفادوا بإطلاق قوات مكافحة الشغب في الناصرية الرصاص الحي على المتظاهرين.

من تظاهرات ذي قار 1

تشكيل لجنة للتحقيق

رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أمر بتشكيل لجنة عليا من كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية للتحقيق في الأحداث التي رافقت المظاهرات الاحتجاجية في محافظة ذي قار.

وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة العراقية، أن اللجنة وصلت مساء اليوم السبت إلى محافظة ذي قار وباشرت أعمالها فور وصولها.

ويرأس اللجنة الفريق الركن باسم الطائي وعضوية عدد من كبار ضباط وزارتي الدفاع والداخلية والأمن الوطني.

استقالة محافظ ذي قار

وبالأمس قدم محافظ ذي قار، ناظم الوائلي، استقالته من منصبه إلى رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، على خلفية الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ أيام والتي أوقعت قتلى وجرحى.

وجاء في طلب الاستقالة المكتوب بخط اليد ونشره الوائلي على صفحاته في منصات التواصل الاجتماعي: «لقد عملت قاضياً لأكثر من عشرين عاماً لم يكن رصيدي إلا سمعتي وإزاء ما يدور من صراعات في محافظة ذي قار لا تخفى على سيادتكم نتاجها الاستحواذ على منصب المحافظ وبغية الحفاظ على دماء أبناء مدينتي واستقرار الأوضاع فيها فإني أضع طلب استقالتي أمام سيادتكم وأرجو الموافقة عليه».

استقالة

تكليف محافظ جديد

من جهته قام رئيس الوزراء العراقي بتكليف رئيس جهاز الأمن الوطني، عبد الغني الأسدي بمنصب محافظ ذي قار.

وعقد الأسدي اجتماعا أمنيا طارئا مع بالقادة الأمنيين في مقر قيادة عمليات سومر بذي قار، لبحث التطورات الأمنية، متعهدا بعودة الهدوء والأمن والاستقرار للمحافظة.

وقال الأسدي «تم تكليفي بمهمة إدارة محافظة ذي قار.. سنكون بخدمة الوطن والمواطن ومحافظتنا المنكوبة الجريحة».

جدير بالذكر أنه في نهاية عام 2019، أدى الغضب الشعبي حيال الفساد والبطالة المستشرية بالعراق إلى انتفاضة غير مسبوقة طبعتها أعمال عنف أسفرت عن مقتل 600 شخص وإصابة 30 ألفا في جميع أنحاء البلاد.

 ووقعت إحدى أكثر الأحداث دموية في هذه التحركات في الناصرية حيث قُتل نحو 30 متظاهرا على جسر الزيتون، ما أثار موجة من الغضب في جميع أنحاء البلاد وأدى إلى استقالة رئيس الوزراء آنذاك عادل عبد المهدي.

وخمدت التظاهرات إلى حد كبير في 2020 في سياق التوترات السياسية وفي مواجهة الوباء، لكنها عادت إلى الظهور الآن في الناصرية.

ربما يعجبك أيضا