الأغوار.. تعرف على سلة فلسطين الغذائية

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

بإعلان واشنطن ما أسمتها “خطة السلام” الجديدة في الشرق الأوسط، أو كما تعرف إعلاميًا بـ”صفقة القرن” عاد الحديث عن الأغوار من جديد، لا سيما وأن الصفقة الأمريكية تعطي الحق للكيان الصهيوني في ضم الأغوار، التي سبق وأعلن رئيس وزرائه في حملته الانتخابية نيته ضمها حال فوزه في الانتخابات المقبلة.

سلة فلسطين الغذائية

تعتبر الأغوار سلة فلسطين الغذائية الأولى حيث تبلغ مساحتها الكلية 720 ألف دونم يستغل الفلسطينيون منها 50 ألف دونم فقط، للسكن والزراعة فيما يسيطر الاحتلال بمستوطنيه وجيشه على باقي الأرض الفلسطينية.

ينتج المزارعون الفلسطينيون في الأغوار 60 % من ناتج الخضروات، و40 % من ناتج الحمضيات، و100 % من ناتج التمور والموز في ظل وفرة العوامل المناخية التي جعلت من خصائص تربتها خصبة لإنتاج محاصيل متعددة.

بالبرغم من ذلك، فإن هذا الناتج لا يفي باحتياجات السوق الفلسطينية حاليا، في حين كانت تصدر هذه المنتجات للخارج.

سياسة التضييق

تعاني المناطق الزراعية في الأغوار الفلسطينية جملة التحديات التي تقوض قدرة المزارعين على الاستمرار في تطوير وزراعة المزيد من الأراضي. وتعد الإجراءات الإسرائيلية أكبر الهواجس التي تطارد مستقبل المنطقة وتزيد من وطأة  الخناق المفروض على القطاع الزراعي بشكل عام.

ويغلق الاحتلال الإسرائيلي 400 ألف دونم في الأغوار كمناطق عسكرية يحظر على الفلسطينيين ممارسة أي عمل حياتي فيها، فيما تقيم المواقع العسكرية مناطق التدريب لجنودها.

سياسات الاحتلال المختلفة بالتضييق على المزارعين حولت أكثر من 30 ألف شاب إلى عاطلين عن العمل، مما أجبرهم على ترك مزارعهم ولم يجدوا بديلا سوى العمل في المستوطنات الزراعية للاحتلال.

مستوطنات الاحتلال تلتهم الأغوار

منذ العام 1967 أقامت سلطات الاحتلال عشرات المستوطنات على مساحة تتعدى الـ 15 ألف دونم وألحقت بها مساحات زراعية تزيد مساحتها عن 70 ألف دونم من أراضي الأغوار تزرع بأصناف زراعية عالية الربح مثل التمور والحمضيات والعنب والخضروات والاعشاب الزراعية والطبية.

وتوفر لها كميات كبيرة من المياة، حيث تسيطر سلطات الاحتلال على منابع المياة في الغور وتحرم الفلسطينيين من الحصول على الكميات المناسبة من المياة وتعيق إنشاء مشاريع جديدة وقامت بتدمير 160 مشروعا بحجج أمنية.

الاحتلال يستولي على أراضي الأغوار تحت حجج أمنية واهية فيما يعمل على تهجير سكانها ودعم الاستيطان فيها. بالمقابل وسع الاحتلال من الزراعات العضوية شمل ذلك الخضار والتفاح والتمور والبض وألبان الماعوز والتي يصدرها إلى الاتحاد الأوروبي بقيمة 4.5 مليار دولار سنويا.

ربما يعجبك أيضا