الاحتيال العلمي يتزايد.. هل توقفه الأنظمة الآلية؟

بسام عباس
خطر الاحتيال والسرقات العلمية

أصبح الاحتيال وسرقة الأبحاث أمر شائع في مجال الأبحاث العلمية ما ينذر بالخطر على مستقبل العلم.


يكذب الباحثون أحيانًا بشأن نتائج دراساتهم ويفبركون البيانات لكسب التمويل والمكانة، وأحيانًا يدفعون لإجراء دراسات زائفة وينشرونها باسمهم لكسب المزيد من الأموال.

ويمكن بسهولة رصد بعض هذه السرقات من خلال مراجعة الأقران، الذي أصبح مضغوطًا بسبب تزايد أعداد الأبحاث، وظهر تهديد جديد، ممثلًا في الذكاء الاصطناعي الأكثر تعقيدًا والقادر على توليد بيانات علمية.

علم العلوم

أوضح موقع كونفرزيشن العلمي أن أحدث فكرة لاكتشاف عمليات الاحتيال والسرقات في الدراسات العلمية التي يناقشها الناشرون الأكاديميون، تتمثل في استخدام الأدوات الآلية لفحص جميع الأوراق المقدمة إلى المجالات العلمية بحثًا عن علامات الاحتيال.

قال أستاذ الإحصاء في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، أدريان بارنيت، إنه يعمل مع فريق بحث على معالجة عمليات الاحتيال البحثي باستخدام ما وراء العلوم أو “علم العلوم”، لافتًا إلى أنه مجال جديد، يعمل أعضاؤه مع الممولين والناشرين للتحقيق في تحسينات ممارسة البحث.

حدود الفرز الآلي

سلَّط بارينت، في مقال نشره الثلاثاء 20 يونيو 2023، الضوء على مشكلات الفحص الآلي من خلال أداة فحص جديدة أعلن عنها الشهر الماضي. وكشفت الأداة أن نحو ورقة واحدة من كل ثلاثة أبحاث في علم الأعصاب، ربما تكون مزيفة.

وأضاف أن “هذه الأداة تكشف عن الاحتيال المشتبه به بإبلاغ عنه باستخدام بريد إلكتروني غير مؤسسي، ورغم أن هذا يكشف عن بعض عمليات الاحتيال، يؤدي أيضًا إلى اتهام العديد من الباحثين الصادقين بالسرقة، فقد حددت الأداة 44٪ من الأوراق الأصلية على أنها مزيفة”.

ولفت الكاتب إلى أن إحدى المشكلات الكبيرة في أدوات الفحص تتمثل في أن المحتالين سيجدون الحلول بسرعة، ونظرًا للأموال الطائلة التي سيجنونها، سيبحثون بلا ملل لإيجاد حلول لأنظمة الفحص الآلي.

مراقبة الجودة

قال بارنيت إنه لا يوجد إلا القليل من المهتمين بالكشف عن الاحتيال العلمي، ولعل أشهرهم عالمة الأحياء الدقيقة الهولندية، إليزابيث بيك، التي كشفت بمفرده عن العديد من المحتالين الهائلين، مع حذف الدراسات المزيفة من السجل العلمي، لافتًا إلى أنها تحصل على تمويلها من الجمهور، وليس من أي مؤسسة علمية.

وأضاف أن العالم يفتقد التمويل في هذا المجال، ففي أستراليا، ينفق 0.1٪ فقط من ميزانية البحث العلمي السنوية على مراقبة الجودة، وسيكون كافيًا لتمويل مكتب كامل من المحققين، وتدريب الباحثين في الممارسات العلمية الجيدة، ما يزيد من عائد الاستثمار لـ99.9٪ المتبقية من الميزانية السنوية.

سباق عقول

أوضح الكاتب أن الباحثين الصادقين إذا ضغطوا على المؤسسات العلمية الرصينة لإيجاد حلول للكشف عن الاحتيالات، فسيكون تغييرًا هائلًا، لافتًا إلى أن الناشرين لا يمكن أن يكونوا خط الدفاع الوحيد في مواجهة عمليات الاحتيال.

وأفاد بأن تمويل ابتكار أنظمة فحص أقوى سيكون بداية رائعة، مشددًا على أهمية تمويل الأشخاص وتأهيل الباحثين للابتعاد عن تلك السرقات والاحتيالات. داعيًّا إلى تحويل سباق التسلح مع المحتالين إلى سباق عقول، لأن الباحثين والعلماء الحقيقيين يمتلكون العقول الأفضل.

اقرأ أيضًا: هل تهدد الكتب المقرصنة صناعة النشر.. خبراء يجيبون «رؤية»

اقرأ أيضًا: «الداخلية» الإماراتية و«تريندز» يوقعان مذكرة تفاهم بالمجالات العلمية والبحثية

ربما يعجبك أيضا