انفجار البصرة.. جريمة إرهابية بملامح سياسية

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

انفجار البصرة.. في منطقة مزدحمة وقرب أحد المشافي، هناك من يقول بأن سيارة مفخخة كانت متوقفة قرب أحد المطاعم، فيما أفاد شهود عيان بأن دراجة نارية كانت متوقفة بجوار أحد المطاعم وراء الانفجار. ليطرح العديد من التساؤلات حول دلالات التوقيت والمكان في الانفجار؟

البصرة.. هادئة أمنيا

الغريب أن محافظة البصرة من المحافظات الهادئة أمنيا، ولم تشهد منذ سنوات هجمات يمكن تصنيفها بالإرهابية، كالانفجار الذي وقع اليوم وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

تعيش العراق خلافات سياسية حادة، والبصرة ليست ببعيدة عن تلك الخلافات، فالمشهد يؤكد أنه كلما تأزم الوضع سياسيا كلما زادت حدة الانفجارات وأعمال العنف، معادلة طردية اعتادها العراقيون طيلة السنوات الماضية، حتى يمكن القول إن العراقيين لا يحتاجون للاستماع لتحليلات سياسية وأمنية حول أسباب الانفجار، لأنه وكما يقال «أهل مكة أدرى بشعابها».

مصادر عراقية، تحدثت عن أن الانفجار استهدف مسؤولا أمنيا استخباراتيا، فيما وجه رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي بإجراء تحقيقات «دقيقة وسريعة» بشأن انفجار. وقال في بيان صحفي: “وجهنا بإنجاز تحقيقات دقيقة وسريعة لكشف المخططين والمنفذين للتفجير الإرهابي الجبان الذي استهدف أهلنا في البصرة الحبيبة”.

جريمة إرهابية بملامح سياسية

انفجار البصرة جريمة إرهابية بملامح سياسية وتصعيد مرتفع السخونة يعكس الخلافات والتجاذبات التي تشهدها الساحة العراقية السياسية في أعقاب نتائج الانتخابات الأخيرة التي كشفت سقوط الأحزاب الموالية لإيران.

فعندما تفقد الأحزاب الطائفية شعبيتها، وتفقد المليشيات الطائفية مكانتها، تحدث التفجيرات، انفجار البصرة مثالا. خوفهم من فقدان الحكم جعلهم يفقدون عقولهم. عدم مساعدة إيران لهم زاد من ارتباكهم. زاد عدم توافقهم مع بعضهم البعض خوفهم من بعضهم البعض. لذلك سيصبحون أكثر ارتباكًا، لكن هذا لا يمنعهم من زيادة الوضع الأمني ​​توترًا. اتركوهم، هم الذين يسقطون أنفسهم.

يقول مراقبون إن انفجار البصرة قد يكون عملاً إرهابياً، أو ردة فعل من جهة سياسية أو سبب آخر وكل هذا لا يهم.المهم أن التفجيرات تجربة لم يعد العراقيين مستعدين لعيشها من جديد ولأجل ذلك هم مستعدون لسحب البساط من تحت أقدام كل الطبقة السياسية التي أثبتت فشلها طيلة العقدين الماضيين إن تطلب الأمر.

تداعيات نتائج الانتخابات

البصرة ليست بعيدة عن تداعيات الانتخابات الأخيرة التي أظهرت فشل الأحزاب الموالية لنظام الملالي في طهران، والتي سارعت إلى المطالبة بإلغاء نتائجها والتلويح باللجوء إلى خيارات أخرى منها سيناريو العنف لإجبار مفوضية الانتخابات على إلغائها والضغط على القضاء العراقي وهو ماي يقابل برفض شعبي وسياسي لا سيما من الفائزين في الانتخابات.

هذه التقاطعات الحادة لا يمكن النظر إليها بمعزل عن انفجار اليوم واعتباره حادثا أمنيا «عرضيا» بغض النظر عن مكان وقوعه. لا سيما وأن الانفجار وقع عبر دراجة نارية مفخخة وهو ما يستبعد أن يكون حادثا عرضيا.

في البصرة حراك سياسي، ووضع أمني قد يكون «هش» ومع ذلك لم تشهد المحافظة طيلة الفترة الأخيرة انفجارا كالذي شهدته المدينة اليوم وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول أسباب الانفجار والجهات التي تقف وراءه والذي يستبعد أن تعلن جهة ما مسؤوليتها عن الحادث كما اعتدنا على ذلك في العراق الفترة الماضية.

تبقى محافظة البصرة واحدة من أهم المحافظات العراقية نظرا لأنها تعتبر الرئة الاقتصادية للعراق، فما يصدره العراق من النفط يتم عن طريق محافظة البصرة، وهذا يعطي البصرة أهمية اقتصادية إلى جانب أهميتها السياسية.

ربما يعجبك أيضا