البيروقراطية تعرقل الطاقة الأوروبية النظيفة

فاروق محمد

الحرب الروسية الأوكرانية فرضت على الجهات كافة العمل على تعزيز أي فرص تسمح باستبدال الإمدادات الروسية غير المنتظمة ببدائل أكثر أمانًا وأقل تلويثًا.


أظهرت الأيام الأخيرة تقاعس حكومات بعض الدول الأوربية في ما يخص دعم التحول نحو الطاقة النظيفة، رغم التحديات التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية على الإمدادات.

ودفع ذلك، الشركات الكبرى، بقيادة “فيستاس” أكبر مصنّع لتوربينات الرياح في العالم، لمطالبة الحكومات الأوروبية بتسريع الموافقات لمشروعات مزارع الرياح التي قد تواجه عمليات معقدة وعقبات قانونية، بحسب موقع صحيفة “فايننشال تايمز”.

8 أعوام إجراءات إنشاء مزرعة لطاقة الرياح بأوروبا

مصطلح البيروقراطية استخدمه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في مقاله بجريدة “الإندبندنت” البريطانية، مطلع يوليو الماضي، شدد فيه على ضرورة التخفيف من التعقيدات البيروقراطية التي تؤخر تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأشار جوتيريش، في مقاله، إلى أن القارة الأوروبية بحاجة، الآن بالذات، إلى موافقات سريعة، وتكثيف الجهود من أجل تحديث شبكات الطاقة الكهربائية. ويتطلب الحصول على موافقة لإنشاء مزرعة واحدة لطاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي 8 أعوام، مقارنة بمدة تصل إلى 10 أعوام في الولايات المتحدة، أما في كوريا الجنوبية فتحتاج مشروعات توليد الرياح الساحلية إلى 22 رخصة من 8 وزارات مختلفة.

مشروعات عملاقة في الطريق

الأمر لم يقتصر فقط على “فيستاس” في ما يخص المطالبات بتسريع الموافقات على إنشاء مزارع الرياح الجديدة في أوروبا، وقال المدير التنفيذي لـ”أورستد” الدنماركية المطورة لمزارع الرياح البحرية، مادس نيبر، إن المجتمع أصبح بحاجة ماسة إلى نظرة شاملة بشأن كيفية تقليل عملية الموافقات، مضيفًا أن الكثير من الوقت يضيع في الاستماع إلى اعتذار عن التأخيرات.

وتخطط شركتا “ستيج إنرجي” و”كاجال” الألمانيتان لتنفيذ مشروع بطاقة إنتاج 700 ميجاوات، إضافة إلى عزم “لايت سورس بي بي”، أكبر مطور للطاقة الشمسية في أوروبا، بناء مصنع بقدرة 78 ميجاوات في جزيرة صقلية، وتشهد السوق الإيطالية تخطط على نطاق غير مسبوق لنمو الطاقة الشمسية، بحسب “مجلة بي في”.

أين ستكون مراكز الطاقة المتجددة؟

سيكون أحد المشروعين، في المنطقة الجنوبية من صقلية، ومن المتوقع أن يصبح أكبر محطة للطاقة الشمسية في البلاد عند اكتماله،  وهو عبارة عن مجمع طاقة شمسية بقدرة 700 ميجاوات، تنفذه شركة “ستيج إنرجي” بالتعاون مع شركة كاجال “جي إم بي إتش”.

وقال المتحدث باسم “ستيج إنرجي”، إن الخريف المقبل قد يشهد افتتاح المصنع، ولم تذكر الشركة ما إذا كان المشروع اكتملت الموافقة عليه من عدمه، ومن المتوقع أن تولد المنشأة ما يعادل نحو 1400 جيجاوات/ساعة سنويًا.

وسيكون المشروع الثاني مجمعًا للطاقة الشمسية بقدرة 78 ميجاوات الذي استحوذت عليه شركة “لايت سورس بي بي”، من شركة “إي جي أي” ومقرها صقلية، دون الكشف عن القيمة المالية له حتى الآن.

ربما يعجبك أيضا