الحجاب الإسلامي وفوبيا حظر “النقاب” في الغرب

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

اليوم انضمت النمسا إلى الدول التى منعت النقاب حيث سيتم فرض غرامة عليهن في الوقت الذي أصدرت العديد من الدول في أنحاء القارة الأوروبية تشريعات تقضي بمنع المرأة المسلمة من ارتداء الحجاب الإسلامي وخاصة النقاب الذي يغطي الوجه ما عدا العينين أو ما يسمى بالبرقع وفرض غرامات وعقوبات على من يخالف هذه القوانين أو التشريعات.

وقد اختلفت الآراء حول هذه القرارات فمنهم من اعتبر أنّ خطوة كهذه تحدّ من الحرية الشخصية للفرد ومنهم من اعتبر أنّها مناسبة في البلدان العلمانية أو لأسباب أمنية خصوصاً بعد استغلال الجماعات المتطرفة اللباس من أجل التنكر.

فرنسا الأولى

في عام 2010 صوت مجلس الشيوخ الفرنسي بالإجماع لصالح قانون يجعل ارتداء النقاب والبرقع، وكذلك الأقنعة والخوذ التي تخفي هوية الشخص، عملا غير قانوني يخضع للملاحقة،وبذلك تكون فرنسا أول دولة أوروبية يحظر فيها على النسوة تغطية وجوههن في الأماكن العامة.

وعلى الرغم من أن فرنسا بها حوالي 5 ملايين مسلم لتكون بذلك أكبر جالية مسلمية في أوروبا الغربية إلا أن الرئيس الفرنسي في وقتها “ساركوزي” قال: “النقاب ليس مرحبا به هنا”، معتبرا إياه “لا يتماشى” مع نموذج الاندماج الفرنسي المرتبط بالعلمانية التي تتبناها الجمهورية الفرنسية والتي يضمنها قانون صدر عام 1984 حظر بموجبه ارتداء أي رمز أو لباس يشير إلى انتماء ديني مهما كان.

كما تضمن القانون الفرنسي المناوئ للحجاب عقوبات للذين يجبرون النسوة على ارتداء هذا الزي قد تصل إلى السجن لعام واحد وغرامة قد تصل إلى 32 ألف دولار.

وعلى الرغم من أنه قد تمت إحالة القضية إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية عام 2014 إلا أن قضاة المحكمة أيدوا ما جاء بالقانون وقرروا أنه لا يعد انتهاكا لحقوق الإنسان.

سويسرا

في عام 2013 تم الإعلان عن استفتاء بجنوب سويسرا لحظر النقاب في الأماكن العامة وبالفعل تمت الموافقة عليه، وتوقّع على المخالفات غرامة تصل لـ90 يورو.

وفي مارس 2017 رفض البرلمان السويسري قانونًا يقضي بحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة في كل أنحاء سويسرا، مشيرة إلى أن عددا قليلا جدًا من السويسريات يرتدين النقاب، وأنه من الممكن أن يؤثر على السياحة.

هولندا

على الرغم من أن هولندا قد منعت النقاب في مدارسها في عام 2007، ولكن في عام 2015 أصدرت الحكومة الهولندية قرارًا يمنع النساء المسلمات من ارتداء النقاب في المدارس والمستشفيات ووسائل المواصلات العامة ، كما يمنع ارتداؤه في بعض المواقف الخاصة، التي من الضروري فيها أن يكون الوجه ظاهرًا، أو لأسباب أمنية، فعلى سبيل المثال، لا يسمح للعاملين في المحاكم ارتداء النقاب لأنه “يقوض حيادية الدولة”، فيما يطلب من النسوة اللواتي يعملن في مهن تطلب التواصل المباشر تجنب ارتداؤه.

وفي التاسع والعشرين من نوفمبر 2016 صدّق البرلمان الهولندي على قانون يحظر ارتداء البرقع والنقاب على وجه الخصوص، بالإضافة إلى أقنعة الوجه وخوذات الدراجات النارية في الأماكن العامة.

بلجيكا

اتبعت بلجيكا خطى مشابهة لفرنسا، وأقرت عام 2011 قانونا يحظر النقاب، وأي نوع من الملابس يمكن أن تخفي وجوه الناس في الأماكن العامة، ويمكن أن تتعرض المرأة المخالفة لسجن لمدة 7 أيام، أو دفع غرامة تقدر بـ1378 يورو.

إيطاليا

لا يوجد حظر رسمي في إيطاليا على النقاب، لكن في عام 2010 فرضت بلدة “نوفارا” قيودا عليه، على الرغم من أنه لا يوجد نظام غرامات حتى الآن، وفي 2014 أصدرت مقاطعة “لومبارديا”، قرارًا بفرض حظر على ارتداء البرقع والنقاب في كافة المرافق الصحية التابعة لها، بالإضافة إلى منع ملابس السباحة الإسلامية.

إسبانيا

العديد من أجزاء كتالونيا في إسبانيا لديها قوانين ضد البرقع والنقاب، وفي عام 2013 ألغت المحكمة العليا الحظر في بعض الأجزاء، على اعتبار أنه يمس حدود الحرية الدينية، لكن بعض المناطق الأخرى تابعت الحظر، فيما قررت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن منع الحجاب لا يخرق حقوق الإنسان.

روسيا

أعلنت منطقة ستافروبول الروسية حظرا على الحجاب وهو الأول من نوعه الذي تفرضه منطقة في الاتحاد الروسى، وأيدت الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا في روسيا في يوليو 2013.

تركيا

لوقت طويل كانت تركيا تحظر ارتداء الحجاب في الأماكن المدنية والمباني الرسمية، ولكن تم تعديل القانون فى 2008 لتخفيف الحظر الصارم في الجامعات على الحجاب ليسمح به ولكن يحظر النقاب، وفى 2013 رفعت تركيا القواعد التي تحظر على النساء ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة في البلاد باستثناء القضاء والجيش والشرطة.

دول أخرى

وعلى نفس المنوال، أقرت “بلغاريا” قانونًا يحظر ارتداء ملابس تخفي الوجه جزئيًا أو كليا في الأماكن العامة، والعقوبات المقررة هي غرامة قدرها مئتي ليفا “مئة يورو” للمخالفة للمرة الأولى، و”750 يورو” لكل مخالفة تالية، وجاء ذلك إثر تنفيذ متشددين هجمات بعدة دول أوروبية.

وفي يونيو 2015 قررت الحكومة التشادية حظر ارتداء النقاب بعد وقوع حادث انتحاري بالعاصمة “انجامينا”، أدت إلى مقتل 33 شخصًا، وحذت الكونغو وبرازافيل والغابون حذو “تشاد”، بعد وقوع هجوم انتحاري في “الكاميرون” بعد تفجير امرأتين منتقبتين نفسيهما في بلدة فوتوكول القريبة من الحدود مع نيجيريا، ما أدى لمقتل 13 شخصًا.

وبسبب “بوكو حرام” تم منع الخمار في منطقة “ديفا” بالنيجر وهى المناطق التى تتعرض لضربات “بوكو حرام” .

منظمة العفو الدولية

تعتقد منظمة العفو الدولية أن فرض مثل هذا الحظر العام على ارتداء النقاب يشكل انتهاكاً لحق النساء في حرية التعبير وحرية الدين إذا اخترن ارتداءه تعبيراً عن هويتهن أو معتقداتهن الدينية أو الثقافية أو السياسية؛ ومن ثم فإن المنظمة تحث الدول على عدم إقرار مثل هذه القوانين، وتحضها على اتخاذ طائفة من الإجراءات التي تكفل للنساء جميعاً حرية ممارسة حقوقهن دون إكراه أو مضايقة أو تمييز.

ربما يعجبك أيضا