الزعتر.. نبتة الشجاعة ومقوي الذاكرة

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

الزعتر من النباتات التي تستخدم على نطاق واسع كغذاء ودواء فاتح للشهية وتكثر زراعته في دول إقليم البحر الأبيض المتوسط، وخاصة مصر وسوريا ويضاف إلى العديد من المشروبات الساخنة، وهو مفيد للجهاز التنفسي ويستخدم لعلاج حالات ضيق التنفس الشديد والتخلص من أمراض السعال الديكي والالتهابات الشعبية الصدرية والربو ويعمل على توسيع الشعب الهوائية ويلطفها، كما يحتوي على العديد من الفوائد المتعلقة بتسكين الألم ويحتوي على مواد مطهرة ومنشطة للدورة الدموية، ويعمل الزعتر على تنشيط الوظائف الحيوية بالجسم المضادة للتسسم ويعمل على تخليص الجسم من العرق.

ويقول الدكتور عصام عمران استشاري التغذية العلاجية، إن الزعتر يحتوي على الكثير من المواد المقوية للعضلات الداخلية كعضلة القلب التي تمنع تصلب الشرايين، وهو يعالج التهابات المسالك البولية والمثانة، كما يعمل على تخفيف ألام وأوجاع المغص الكلوي ويخفض نسبة الكوليسترول في الدم.

وهو أيضًا بحسب عصام عمران، من منبهات المعدة ومنشط قوي ويقوم بطرد الغازات التي تسبب الانتفاخ وعسر الهضم، ويمنع تخمرات الطعام بالمعدة وطرد الفطريات من المعدة والأمعاء إلى جانب أنه يزيد الشهية لتناول الطعام، ويوصف على أنه أحد مطهرات الشعب الهوائية ويقوم بفلترتها للقضاء على البرد وأعراضه.

أشهر المنبهات

ويعتبر الدكتور الدكتور أحمد دياب استشاري علاج السمنة والنحافة أن “الزعتر” أو “السعتر” أو “الصعتر” وكلها مسميات لعشبة واحدة منتشرة في بلدان شمال إفريقيا ودول إقليم البحر المتوسط، يتميز بكثرة فوائدة الغذائية والطبية وهو من منبهات الذاكرة ومقوياتها الشهيرة ولذلك يصفه الكثير من الأطباء وخبراء التغذية للطلاب لكونه يساعد على التذكر وقوة الاستيعاب.

وأضاف “دياب” إن الزعتر مفيد في علاج التهابات اللثة وإزالة أوجاع الأسنان، ويقي من خطر التسوس، وله دور مهم في علاج التهابات الحلق والبلعوم والحنجرة والقصبة الهوائية ويدخل الزعتر كعنصر طبي رئيس في صنع معجون الأسنان ضد أخطار التسوس ومنع نزيف اللثة، ويعمل على احتفاظها بالطبقة الحامية لمينا الأسنان.

رمز الشجاعة

وترى الدكتورة نبال عبد الرحمن استشاري التغذية العلاجية، أن الزعتر كان ينظر له كرمز الشجاعة في الحضارة الغربية خلال العصور الوسطى، وكانت النساء تودع الجنود عند الخروج للحروب بباقات الزعتر وليس الورد لتحفيزهم على القتال في المعارك، وهو شائع استخدام أوراقه مع الشاي لإضفاء الإحساس بالانتعاش، ويشاع عنه خطأً أنه من المواد ذات التركيبة التي تعمل على إنماء نسب الذكاء لدى الإنسان، وهو مفهوم فيه خطأ بعض الشيء لأن الزعتر يحتوي على منشطات للتذكر وعدم النسيان ويساعد على ارتفاع نسبة التركيز الفكري والاستذكار لكونه من منبهات خلايا المخ، وهو غني بمضادات الأكسدة المعروفة بالفيمونين التي تعمل على محاربة الأورام السرطانية وتمنع انتشاره بالجسم.

وفضلًا عن كونه ضيفًا حاضرًا على العديد من أصناف الطعام على المائدة العربية وأشهر الأغذية الداخل فيها فطائر الزعتر والسلاطات إضافة الى خلط أوراقه بالشاي، ولقد أثبتت الكثير من الدراسات الغربية أنه يعمل على المحافظة على خلايا المخ من الإصابة بالشيخوخة عند تقدم العمر بالإنسان، لأنه يحتوي على مضادات الأكسدة المتمثلة في مادة السيمونين التي تحافظ على الخلايا الدماغية من خلط المفاهيم والأحداث والمعلومات ببعضها البعض، وهو غني بالأوميجا 3.

فوائد متعددة

ويقول الدكتور سيد شلبي أستاذ التغذية العلاجية، إن الزعتر كان معروفًا لدى قدماء العرب والمصريين وانتشر لديهم استخدام أوراقه الخضراء لعلاج الكثير من الأمراض والتخلص من سموم ولسعات العقارب ولدغات الأفاعي كما استخدموه كضمادات مهدئة للحروق والندبات والتشرخات الجلدية والتشققات، وهو يساعد على ثبات وتجدد مادة البارودكسين بالمخ المتعلقة بتهدئة الإنسان عند الانفعالات الشديدة والإقدام على الامتحانات أو المواقف الحياتية الصعبة ولذلك يشاع كونه من رافعات مستوى الذكاء العقلي.

ويضيف سيد شلبي، إن الطب الحديث كشف في دراسة بريطانية متقدمة مدى فائدة الزعتر في القضاء على حب الشباب ومشاكله المتفاقمة كحل أكثر فاعلية من العديد من الكريمات والمستحضرات المعروفة، وخاصة لدى أصحاب البشرات الحساسة حيث تمكن خلاصة الزعتر من القضاء على البكتريا النشطة داخل الخلايا الحساسة والتي تتسبب معظم الكريمات في تهيجها وتفاقم مشاكلها عند محاولة معالجة حب الشباب.