العمر «السري» يكشف عن خطر الإصابة بالخرف أكثر من «الفعلي»

اكتشف باحثون أنه عندما يتجاوز العمر البيولوجي للشخص عمره الزمني، فإنه غالبًا ما يشير إلى تسارع شيخوخة الخلايا وزيادة التعرض للأمراض المرتبطة بالعمر.

وسلطت دراسات سابقة الضوء على هذه العلاقة، لكنها كانت محدودة، تاركةً فجوات في فهمنا لكيفية ارتباط الشيخوخة البيولوجية بالاضطرابات العصبية المختلفة.

الشيخوخة البيولوجية تسبب الخرف

قال موقع Science Alert، في تقرير نشره أمس الثلاثاء 7 نوفمبر 2023، إن دراسة سويدية فحصت أكثر من 325 ألف من البريطانيين من كبار السن، وتحققت مما إذا كان العمر البيولوجي المتقدم يزيد من المخاطر المستقبلية للإصابة بالأمراض العصبية، مثل الخرف والسكتة الدماغية وأمراض الخلايا العصبية الحركية.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن عمليات الشيخوخة البيولوجية ربما تساهم بشكل كبير في الإصابة بالخرف والسكتة الدماغية عند التقدم بالعمر، وتشير أيضًا إلى أن إبطاء التدهور الداخلي للجسم قد يكون مفتاحًا للوقاية من الأمراض المزمنة في أواخر العمر.

ممارسة معتادة

أوضحت الدراسة التي نشرت في مجلة (Neurology, Neurosurgery and Psychiatry) أن تقييم العمر البيولوجي من خلال عينات الدم الروتينية قد يصبح ممارسة معتادة في يوم من الأيام، ويمكن التعرف على الأشخاص الذين يعانون من تسارع الشيخوخة قبل عقود من ظهور أعراض الخرف.

وأضافت أن الأبحاث بدأت تشير إلى أن العمر البيولوجي قد يتباطأ أو حتى ينعكس عن طريق التدخل في نمط الحياة، بما في ذلك ممارسة الرياضة والنوم والنظام الغذائي والمكملات الغذائية.

18 مؤشرًا حيويًّا

ذكر الموقع أن فريق البحث، لتقييم العمر البيولوجي، حلَّل 18 مؤشرًا حيويًا، جمعها خلال الفحوصات الطبية التي أجريت بين عامي 2006 و2010. ومن هذه المؤشرات: ضغط الدم، وجلوكوز الدم، ومستويات الكوليسترول، وعلامات الالتهاب، ومحيط الخصر، وقدرة الرئة.

وتابع المشاركين لمدة 9 سنوات لمعرفة من الذي أصيب بأمراض عصبية، ووجد أن الذين لديهم أعمار بيولوجية أكبر في بداية الدراسة كانوا معرضين لخطر الإصابة بالخرف والسكتة الدماغية على مدى الـ 10سنوات التالية.

وأوضح فريق البحث أن تكرار النتائج في مجموعات متنوعة من الأشخاص سيكون الخطوة التالية، آملين في كشف الروابط بين الخلفية الوراثية والشيخوخة البيولوجية والأمراض الرئيسة الأخرى، مثل مرض السكري وأمراض القلب.