خلية للموساد في اسطنبول.. «حرب جواسيس» بين تركيا وإيران وإسرائيل

شروق صبري
تركيا

لم ترد إسرائيل على مزاعم اعتقال تركيا لخلية تابعة للموساد ولم تكشف الصحف التركية عن الإجراءات القانونية بحق عناصرها.


أعلنت وكالة المخابرات الوطنية التركية ومكتب المدعي العام في اسطنبول اعتقال خلية تجسس تابعة للموساد الإسرائيلي.

وفقًا لصحيفة صباح التركية، فإن التحقيق بشأن الخلية المؤلفة من 11 شخصًا، استمر عامًا ونصف العام، واكتشفت السلطات التركية أنها استهدفت شركة واحدة و 23 شخصًا أقاموا علاقات تجارية مع إيران.

خلية مزعومة للموساد

قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، يوم الثلاثاء 23 مايو 2023، إن السلطات التركية استخدمت حزمة تهديد أرسلتها الخلية إلى أحد الأفراد المستهدفين، للكشف عن نشاطها السرى.

وتزعم الصحيفة أن زعيم الخلية يعرف باسم سلجوق كوتشوكايا، وجنده الموساد من خلال عضو في حركة فتح الله جولن المعارضة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والتي تصنفها أنقرة جماعة إرهابية.

مكسب سياسي

في أكتوبر وديسمبر 2022، أعلنت تركيا “عمليات اعتقال” مزعومة لأعداد كبيرة من العملاء المرتبطين بالموساد، واعتقلت 44 شخصًا في ديسمبر ونحو 15 في أكتوبر.

وتزعم الصحيفة الإسرائيلية أنه حتى لو أن بعض أو العديد من الاعتقالات في إيران وتركيا في عام 2022 لم تكن في الواقع لعملاء الموساد، فإن مثل هذه الإعلانات غالبًا ما تكون غطاءً مناسبًا للقضاء على المنافسين السياسيين.

حوادث سابقة

مع ذلك، فإن موجات الاعتقالات المعلنة لعملاء الموساد في عدة دول في فترة زمنية قصيرة كانت غير عادية. وعلى سبيل المثال، أشار تقرير جريدة صباح التركية إلى أن عملية الاعتقال في ديسمبر 2022 ركزت على 7 أفراد، مقابل 44 معتقلاً في ذلك الوقت.

وفي عام 2021، أعلنت وكالة المخابرات الوطنية التركية القبض على شبكة للموساد مكونة من 15 عربيًا، بعد أسابيع فقط من ادعاء وسائل الإعلام التابعة لحماس أن جواسيس فلسطينيين كانوا يعملون لصالح الموساد في تركيا.

الموساد

الموساد

خطط إيرانية

من المفارقات أن المخابرات التركية والموساد عملا معًا عدة مرات في السنوات الأخيرة، لإحباط الهجمات الإرهابية على الأراضي التركية. وفي سبتمبر الماضي، أنقذت عملية مشتركة بين الجيش التركي والموساد عددًا كبيرًا من السياح الإسرائيليين.

في تلك الحادثة، خططت إيران لاختطاف العديد من السائحين والدبلوماسيين الإسرائيليين في اسطنبول، بمن فيهم السفير السابق وزوجته، وكان لديها بالفعل عناصر وجوانب لوجستية للعملية. وجرى إبعاد بعض الإسرائيليين قبل لحظات فقط من العملية.

تعاون تركي إسرائيلي

ألقت المخابرات التركية والشرطة المحلية القبض على ما يقرب من 10 مشتبه بهم، من بينهم قناصة ومتعاونون محليون، في فندق سول وفي 3 شقق مستأجرة أخرى في منطقة اسطنبول.

وانتحلت أصول المخابرات الإيرانية ونشطاء فيلق الحرس الثوري صفة طلاب ورجال أعمال للإيقاع بالإسرائيليين. وقالت تركيا إن الموساد حدد موقع الإسرائيليين المستهدفين، ونقلهم إلى إسرائيل في طائرات خاصة.

ادعاءات تركية

في حين لاحظ الموساد في البداية المخاطر، ومنح تركيا الوقت الكافي للتعامل مع القضية بمفردها، لكن في نهاية المطاف نفذ عمليات تجسس مضادة بالتعاون بين الموساد والسلطات التركية، التي أشاد بها رئيس الوزراء آنذاك، نفتالي بينيت.

وقال بينيت، في إفادة صحفية، إن الجهود العملياتية مع قوات الأمن التركية أثمرت في الأيام الأخيرة، في جهد إسرائيلي تركي مشترك، عن احباط عدد من المحاولات الإرهابية، واعتقل العديد من الإرهابيين على أرض تركية.

إقالة رئيس مخابرات الحرس الثوري

أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي في يونيو 2022، بعد نجاح جهود الموساد والاستخبارات التركية في إنقاذ الإسرائيليين، إقالة رئيس المخابرات في الحرس الثوري الإيراني، حسين طيب. ولم تذكر المحطة أي تفاصيل أخرى عن أسباب إقالة الطيب الذي كان رئيسًا لمخابرات الحرس الثوري الإيراني منذ عام 2009.

الغريب أنه منذ التعاون التركي الموساد، في سبتمبر الماضي، كان هذا هو الادعاء التركي الثالث بأنه ضبط عملاء الموساد.

نشاط الموساد في تركيا

استشهد موقع إسرائيل ديفينس المتخصص في الملفات الأمنية الإسرائيلية بالمعلومات التي ذكرتها وسائل إعلام تركية، بأن جهاز الاستخبارات الوطنية التركية MIT، الذي يترأسه هاكان فيدان، اعتقل المجموعة ووجد من بينها محاضرًا بإحدى الجامعات التركية.

وأضاف أن الموساد في تركيا يواصل أعماله ضد الفلسطينيين، وأن الاستخبارات التركية رصدت عاملين يراقبون طلابًا فلسطينيين يدرسون بالجامعات التركية، بعضهم يدرس في مجالات على صلة بالدراسات الأمنية والأسلحة.

تركيا وإسرائيل

تركيا وإسرائيل

شبكة الموساد في تركيا

أشار إسرائيل ديفنس إلى أنه على الرغم من تحسن العلاقات بين تركيا وإسرائيل، فإن وجود مكتب لحركة حماس في مدينة إسطنبول ظل من الملفات الخلافية للغاية بين الجانبين.

وأضاف أن العملاء نقلوا معلومات حصلوا عليها بشأن الطلاب الفلسطينيين إلى الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”.

اقرأ أيضًا| تمرد الموساد.. هل تشهد إسرائيل انقلابًا على نتنياهو؟
اقرأ أيضًا| ماذا قال رئيس الموساد في حفل تكريم عملاء إسرائيل؟

ربما يعجبك أيضا