“باربي المحجبة” تُلهم أطفال العالم

أماني ربيع

أماني ربيع

بعد أعوام من القولبة والشكل الموحد لدمية باربي التي غالبا ما كانت تظهر في صورة فتاة شقراء بيضاء البشرة ذات قوام نحيف، قامت منتجة الدمية الشهيرة شركة Mattel بإطلاق نموذجا محجبا من اللعبة لأول مرة في تاريخها تكريما للمبارزة الأمريكية ابتهاج محمد شاركت لأول مرة ضمن الفريق الأمريكي في الألعاب الأولمبية عام 2016، وهي ترتدي الحجاب.

وطرحت اللعبة مع الحجاب وزي لاعبة مبارزة تحمل سيفا وخوذة، وسوف يتم طرحها في السواق عام 2018.

وعبر صفحاتها على مواقع التواصل أعلنت شركة Mattel أن نموذج الدمية الجديدة يحتفي بموهبة ابتهاح وشخصيتها التي تلهم نساء العالم بتجاوز كل ما هو تقليدي.

ومنذ مدة تحاول شركة باربي أن تدفع عن نفسها تهمة العنصرية التي التصقت بها طويلا، ودعاوي الناشطين بأنها تروج لنموذج موحد لشكل المرأة لا يتفق مع الواقع الذي تختلف فيه شكل المرأة بين سمراء وبدينة وقصيرة وطويلة.

وفي عام 2016 وبعد 56 عاما على إطلاق “باربي” في مارس عام 1959، طرحت 3 نماذج جديدة للدمية الطويلة والقصيرة، وذات الوزن الممتلئ، في خطوة ثورية اتخذتها الشركة المنتجة في محاولة لرفع المبيعات المتدنية.

وبالإضافة إلى تنوع القوام، ظهرت الدمية بـ 7 ألوان بشرة مختلفة و22 لونا للعيون، و24 تسريحة شعر، وبذلك فتحت Mattel صفحة جديدة مع العالم الذي استقبل الأمر بحفاوة، وتصدر الحدث مجلة “تايم” الأمريكية.

وطرحت الدمية المكتنزة باسم “باربي كيرفي” وهي نموذج على العكس تماما من النسخة الأصلية للدمية التي ابتكرتها روث هاندلر التي ساهمت مع زوجها إليوت في تأسيس شركة Mattel.

وقال ريتشارد ديكسون المدير التنفيذي لـ Mattel إن “باربي تعكس العالم المحيط بالفتيات”، مؤكدا قدرتها على التكيف مع متطلبات العصر مع الحفاظ على جوهرها، وهو الأمر الذي ساهم جعلها الدمية الأولى عالميا، بحسب قوله.

بينما قالت إيفلين ماتزوكو نائبة رئيس الشركة إن من واجب الشركة تجاه الأهالي والأطفال أن تعكس رؤية أوسع عن مفهوم الجمال.

ولفترة طويلة ظلت شركة Mattel رافضة بشكل قاطع لتعديل مظهر الدمية ما عرضها للانتقادات، وأوضحت كيمبرلي كلمون الرئيس المساعد في قسم “باربي” والمسؤولة عن التصاميم في تصريحات عام 2014 أن جسد باربي لم يصمم ليكون واقعيا، بل ليكون من السهل على الفتيات وضع الملابس عليه ونزعها، ورفضت تماما أن يكون للدمية تأثير على مفهوم الفتيات تجاه أجسادهن.

اكن دراسة بريطانية أثبتت العكس عبر مسح على فتيات بين سن الخامسة والثامنة، كشفت عن أن البنات الللاتي يلعبن بـ “باربي” أقل رضى عن أجسادهن وشكلهن من الأخريات، وأنهن يلحمن بجسد نحيف.

ولم تكن Mattel أول شركة ألعاب تكسر الصورة النمطية عن الإنسان، ففي العام 2002، طرحت مجموعة “تونر دول” دمية أسمتها “إيمي” نسبة إلى عارضة الأزياء الأمريكية المعروفة بجسمها المكتنز.

وفي عام 2014، أطلق المصمم الشاب نيكولاي لام من بيتسبرج دمية “لاميلي” التي يتماشى شكلها مع مواصفات الفتيات في مجتمع اليوم.

وكتبت الشركة على تويتر: “ابتهاج لا تزال تلهم النساء والأطفال في العالم أجمع ل كسر الحواجز”.

وعلقت ابتهاج على التكريم قائلة: “أشعر بالفخر بعد أن عرفت أن الفتيات الصغيرات حول العالم يمكنهم أن يلعبن بباربي التي اختارت الحجاب، إنه حلم الطفولة الذي أصبح حقيقة”.

وستطرح شركة Mattel الدمية المحجبة ضمن مجموعة دمى أخرى تحت مسمى “هي البطلة”، وتم صنع تلك الدمى خصيصا لتكريم نساء موهوبات وملهمات مثل راقصة الباليه ميستي كوبلاند والممثلة كريستين تشينوويث والسينمائية والروائية آفا دوفيرناي.

وحصدت اللاعبة ابتهال محمد البالغة من العمر 31 عاما، 3 ميداليات ذهبية في بطولات أمريكية وعالمية، كما حصلت على الميدالية الفضية في مسابقات الفرق في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، عام 2016.

ربما يعجبك أيضا