“تعذيب أطفال التوحد”.. اعتداء جديد على الطفولة الخرساء في تونس

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

عنف وقسوة يمكن وصفهما بالتعذيب، هكذا تعاملت المربيات مع الأطفال في مركز للمصابين بمرض التوحد في أريانة بالعاصمة التونسية.

مشاهد أثارت الرأي العام التونسي، وعبر التونسيون عن صدمتهم منها على مواقع التواصل الاجتماعي.

بداية الوقعة

الحكاية بدأت بوضع كاميرات مراقبة لمدة 30 يومًا في المركز، لتظهر مشاهد قاسية من مربيات يقمن بتعنيف وضرب الأطفال بوحشية دون مراعاة احتياجاتهم الخاصة ومدى انعكاسها على سلوكهم العدواني.

الفيديو المجمع أظهر إحدى المربيات وهي في حالة غضب شديد وتقول لأحد الأطفال: “أنت تقتلني غضبا وأنا أقتلك ضربًا.. يداي تؤلماني من قوة الضرب”، ولم تكتف المربية عند هذا الحد بل استعانت بقارورة بلاستيكية واستأنفت تعنيف الطفل على مستوى الرأس.

وفي مقطع آخر بدت نفس المربية وهي تحاول تقييد طفل مصاب بالتوحد من يديه ورجليه، وهو جالس على كرسي ويصرخ محاولا الإفلات، إلا أن المربية وجهت له وابلا من الضربات على رأسه ووجهه.

خبراء ومختصون

مندوب عام حماية الطفولة بتونس مهيار حمادي، أكد أنها عملية تعذيب ممنهجة قامت بها مربيتان في المركز. وقد بادرت السلطات التونسية بوضع الأطفال تحت الرعاية النفسية والصحية في انتظار استكمال التحقيقات.

واستنادا الى ذلك تم ايقاف مديرة مركز رعاية أطفال التوحّد بأريانة والمربيتين العاملتين معها ووضع المركز تحت الرقابة لحين استكمال التحقيقات.

من جانبه، أكد سفيان الزريبي الأخصائي النفسي أن المربي ليس لديه خبرة وغير مدرك بالمشكلة المرضية التي يعاني منها الطفل المصاب بالتوحد.

التحقيقات الأولية كشفت أن المركز الذي وقعت فيه الحادثة هو ملك خاص لسيدة وغير خاضع للقوانين واللوائح.

أنا_صوتك_يا_توحدي_و_ناخولك_حقك

وسرعان ما دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك هاشتاجا تحت عنوان: “أنا_صوتك_يا_توحدي_و_ناخولك_حقك”، مطالبين السلطات بمحاسبة المتورطين في حادثة الاعتداء على أطفال التوحد.

هذا التحرك قابلته الحكومة التونسية بالاعلان عن التحرك فورا لمعرفة ملابسات الحادث واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة ان ثبت الجرم
اللافت أن عددا من أولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد والمودعين في المركز تجمعوا في منطقة المنزه السابع بمدينة أريانة حيث يوجد مقر المركز، للتنديد بالحادثة والاحتجاج على غلق المركز من قبل السلطات، مطالبين بمحاسبة المخطئين بدلا من إغلاقه، فيما فضل 20 عائلة من أصل 120 عائلة فضلوا عدم اللجوء إلى القضاء .

المحللون يرون أن ما حدث في المركز يمثل صورة للاعتداءات بحق الأطفال في عدة مؤسسات معينة بالطفولة في تونس.

الفيديو المتداول أعاد إلى الواجهة ملف اهتمام السلطات التونسية بذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة مرضى التوحد، ومسألة الإمكانيات اللازمة التي توفرها السلطات للنهوض بوضع هذه الشريحة.
https://www.youtube.com/watch?v=e7OmdA45lt4&t=8s
https://www.youtube.com/watch?v=CPFXj0dIEf0
https://www.youtube.com/watch?v=ZDWdy85xdC0

ربما يعجبك أيضا