الإرهاب البيئي.. جريمة جديدة لنظام الملالي

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

أخطر ما جرى خلال الأيام الماضية، انتقال المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل من المواجهة عبر الوكلاء إلى المواجهة العسكرية المباشرة عبر التعرض للسفينة الإسرائيلية والقصف الإسرائيلي لدمشق، لتؤكد بأن المرحلة المقبلة «خطرة جدا».

تتهم إسرائيل إيران بالإرهاب البيئي بالموازاة مع الإرهاب النووي وتقول إنها تمكنت من رصد مكان السفينة المسؤولة عن تسريب أطنان من القطران على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. حرب كلامية طاحنة بين إيران وإسرائيل، تطلق في فضاء مزدحم بالبارود والطائرات مثل غيوم حرب تتجمع.

بيئي

كارثة بيئية

غيلا جملائيل – وزيرة البيئة الإسرائيلية، قالت إن السفينة مملوكة لشركة ليبية وكانت تنقل شحنة من إيران إلى سوريا، واصفة العملية بـ«الإرهاب البيئي» مشيرة إلى أن طهران لا تقوم بأنشطة إرهابية فقط بل تقوم أيضا بالاعتداءات البيئية.

تعتقد سلطات الاحتلال أن السفينة تحمل علما ليبيا التي أبحرت من إيران اقتربت من المنطقة الاقتصادية الإسرائيلية وتعمدت تلويث المياه. إسرائيل أعلنت أنها ستقاضي المسؤولين عن هذه الكارثة البيئية وستجبرهم على تقديم تعويضات .

إغلاق أجهزة الاتصال.. علامة استفهام

أحد أهم النقاط في حديث الوزيرة الإسرائيلية، أن السفينة المشبوهة أغلقت أجهزة الاتصال خلال إبحارها من شرق البحر المتوسط، لكن وبحسب «يديعوت أحرونوت» فإن الغرض من غلق أجهزة الاتصال ربما لأن الحديث يجري عن عملية تهريب للنفط من إيران إلى سوريا وذلك للإفلات من العقوبات المفروضة على طهران.

ونقلت الصحيفة عن راني عامير، مدير الوحدة البحرية بوزارة حماية البيئة، أن السفينة كانت قد غيرت علم مالطا قبل إبحارها ورفعت علم بنما، بغية التمويه على أجهزة الرصد. ولفتت إلى أن أحد التطورات في مسيرة التحقيقات حدث، أمس الأربعاء، بعد أن تبين أن المادة التي لوثت المياه كانت «نفطًا خامًا» وليست وقودًا للسفن، ما يعني تقليص قائمة السفن المتهمة من 35 سفينة إلى 4 فقط.

وقال عامي دانيال، مدير ومؤسس شركة WindWard الإسرائيلية، والذي شارك بالتحقيقات، إنه في اللحظة التي تبين أن الحديث يجري عن نفطٍ خامٍ، فإن الحديث يجري عن ناقلة مكتظة بالنفط، وإنه تمت دراسة طبيعة حمولات السفن، وتبين أن الحديث يجري عن السفينة «إميرالد» بشكل شبه مؤكد.

نذر مواجهة محتملة

تصاعد لهجة المسؤولين الأمنيين في إسرائيل حيال تعرض سفينة إسرائيلية لعملية تفجير في خليج عمان، والتوتر المتصاعد بين تل أبيب وطهران يبدو أنه يترجم باستعدادات عسكرية من الطرفين تحسبا لأي مواجهة محتملة، بعدما كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن طهران قد تنشر 200 صاروخ طويل المدى في العراق في محاولة لمنع أي رد انتقامي لجيش الاحتلال على أراضيها.

إسرائيل على لسان رئيس وزرائها ووزير دفاعه هددا إيران مباشرة بألا تختبر الجيش الإسرائيلي لكل الاحتمالات وعلى كل الجبهات.

ويعتقد محللون إسرائيليون أن حربًا بحرية مفتوحة قد تندلع بين إسرائيل وإيران، وأن تل أبيب قامت بالرد على عملية السفينة بتنفيذ غارة ضد أهداف إيرانية قرب دمشق، منعًا لنقل المعركة إلى الساحة البحرية.

ربما يعجبك أيضا