“تمبكتو”.. لؤلؤة الصحراء

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

سلط موقع “قباب ومنارات” الفرنسي الضوء على لؤلؤة الصحراء، تمبكتو عاصمة الثقافة والحضارة الإسلامية في غرب أفريقيا.

وقال -في التقرير الذي نشره بعنوان “تمبكتو.. لؤلؤة الصحراء”- إنها “مدينة تأسست على الإسلام، وهي بلا شك أحد أهم العواصم التي سطرت مساهمتها في الرسائل الذهبية في تاريخ الأمة الإسلامية، وباعتبارها مركزًا تجاريًا كبيرًا عبر الصحراء، وخلال عدة قرون، أصبحت المدينة تحت حكم إمارة مالي الإسلامية ثم إمارة سونغاي/ سانغاي الإسلامية،واحدة من أكبر مراكز المعرفة الإسلامية، وبمثابة حرم جامعي قائمة على مختلف العلوم، معروف في جميع أنحاء العالم الإسلامي.

وتابع: “منذ القرن الثاني عشر، وبعد سقوط مملكة غانا، نمت جامعة إسلامية في تمبكتو، ليس فقط بدراسة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، ولكن أيضًا في الطب والفلك، والرياضيات، والكيمياء، والجغرافيا، والتاريخ، والفن.. إن حرم مدرسة وجامعة سانكوري، التي بناها أمازيغ قبائل صنهاجة، هي الأكثر شهرة، إلى جانب مسجد دنفرينير، الذي بناه الملك الشهير موسى الأول في القرن الرابع عشر، ومدرسة سيدي يحيى، التي سميت بهذه الاسم نسبة لإمام وعالم أندلسي”.

وأضاف التقرير: “وهكذا ، كان يوجد في المدينة في قمة عصرها الذهبي، أكثر من 25000 طالب من بين 100.000 نسمة، كما سمح النشاط التجاري للمدينة، ووقوعها في طريق القوافل، بتدفق كبير من الكتب: فالذهاب والعودة الدائمة للتجار من جميع أنحاء العالم الإسلامي سمحت لجامعة تمبكتو بتجميع عدد كبير من الكتب والمخطوطات، وهذا بخلاف الإنتاج الذاتي للعلماء وطلبة العلم في المدينة، وكذلك ازدهرت المكتبات الخاصة والمكتبات في كل ركن من أركان المدينة، وتضم مدرسة سانكور أكبر مجموعة من الكتب في إفريقيا منذ مكتبة الإسكندرية، مع مكتبة رائعة تضم حوالي 700 ألف كتاب”.

وأردف بالقول: “يختار كل طالب معلمه وتقدم دورات علمية في فناء المساجد أو في البيوت الخاصة، المنهج الدراسي للمدارس المختلفة كان متماثلاً بدرجة كبيرة ويتكون من أربعة مستويات، وفي نهاية الدراسة يتلقى الطالب عمامة ترمز إلى شهادته، لكل مستوى مكتسب: أولاً، المدرسة القرآنية (تحفيظ القرآن والماجستير باللغة العربية)، ثم الدراسات العامة (العلوم الأساسية: القواعد، والرياضيات، والجغرافيا، والتاريخ ، والفيزياء ، ومقدمة التجارة من جهة، والفقه ، والحديث من جهة أخرى)، تليها درجة أعلى (التخصص، البحث، المناظرات)، وأخيرا المستوى النهائي، مستوى القاضي أو الأستاذ، لأفضل الطلاب، الذين سيذهبون فيما بعد إلى جميع أنحاء غرب أفريقيا للتدريس أو شغل مناصب عالية.

وختم الموقع الفرنسي تقريره: “هكذا ساهمت تمبكتو، لؤلؤة الصحراء، إسهاما كبيرا في أسلمة هذه المنطقة، ولكن الفتح السعدي، في عام 1591 (دخول السلطان المغربي المنصور السعدي للمدينة)، وضع نهاية لهذا العصر الذهبي”.

ربما يعجبك أيضا