جاسوس إثيوبي في الخارجية الأمريكية.. ماذا فعل؟

اتهم أحد مقاولي تكنولوجيا المعلومات بوزارة الخارجية الأمريكية بالتجسس، بعد إرسال وثائق سرية إلى جهات اتصال حكومية أجنبية.

وأعلنت وزارة العدل الأمريكية أن مواطنًا يُدعى أبراهام تيكلو ليما (50 عامًا)،  أعطى هذه الاتصالات حق الوصول إلى حسابه الحكومي الأمريكي، فكان يحمل تصريحًا أمنيًّا سريًّا للغاية، يمكنه من الوصول إلى سجلات الحكومة.

تجسس لصالح إثيوبيا

ذكر مصدران مطلعان على التحقيق، إلى شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، أن ليما متهم بالوصول بنحو غير قانوني إلى العديد من التقارير الاستخباراتية التي كانت مرتبطة بدولة واحدة، واستخدام أوراق اعتماده لطباعة أو تنزيل سجلات سرية وشديدة السرية.

ويقول المحققون إن “ليما كانت لديه اتصالات عائلية”، ولا تذكر سجلات المحكمة اسم الدولة، لكن المصادر أكدت أنها إثيوبيا”.

تطبيق مشفر

قالت الشبكة الأمريكية، أمس 21 سبتمبر 2023، إن “ليما استخدم تطبيق مراسلة مشفرًا العام الماضي لإرسال معلومات سرية تتعلق بالدفاع الوطني، إلى جهة اتصال أجنبية، بما في ذلك الخرائط والصور الفوتوغرافية وأنشطة الجماعات المتمردة وصور الأقمار الصناعية”، حسبما كتب المدعون في وثائق المحكمة.

وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”

وقالت وثائق المحكمة إنه “بين 12 إبريل و21 يونيو، تواصلت حسابات ليما الإلكترونية بإثيوبيا 31 مرة، بما في ذلك خلال فترات زمنية لم يكن فيها في البلاد، ما يشير إلى أنه زود شخصًا آخر في دولة أجنبية بإمكانية الوصول إلى حساباته”.

تكنولوجيا المعلومات

وفقًا لوثائق الاتهام، يعمل ليما مقاولًا حكوميًّا أمريكيًّا، وله مناصب سابقة في العديد من الوكالات الفيدرالية التي يعود تاريخها إلى عام 2019 على الأقل.

وقد بدأ العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات في مكتب الاستخبارات والأبحاث التابع لوزارة الخارجية في عام 2021، بعدما حصل على تصريح أمني.

وقالت أوراق المحكمة إنه يعمل حاليًّا “محللًا لإدارة العقود” في وزارة العدل، وكانت لديه إمكانية الوصول إلى معلومات سرية.

نشاط سرى

وفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية، كُشف عن نشاط ليما السري خلال مراجعة ذاتية استمرت 60 يومًا للشبكات والأنظمة السرية، بعد الكشف عن أن جاك تيكسيرا، أحد أفراد الحرس الوطني الجوي في ولاية ماساتشوستس، قد وصل إلى سجلات وزارة الدفاع السرية، التي تتعلق جزئيًّا بحرب روسيا في أوكرانيا عام 2013.

واتهم تيكسريا بالتجسس، في وقت سابق من هذا العام، ودفع بأنه غير مذنب، ولا يزال محتجزًا حاليًّا.

تقارير استخباراتية سرية

وفقًا للمدعين العامين، بعد لفت انتباه المحققين الفيدراليين إلى ليما، تقول سجلات المحكمة إنه لُوحظ عدة مرات الشهر الماضي وهو يستخدم حسابه السري في وزارة الخارجية للوصول إلى تقارير استخباراتية سرية للغاية، دون إذن.

وشوهد أيضًا وهو يدون ملاحظات أو ينسخ المعلومات السرية في مستندات “وورد”، وزُعم أن ليما خزّن المعلومات الحساسة على قرص، ونقلها بنحو غير قانوني إلى مقر إقامته في ماريلاند.

وزارة تكنولوجيا المعلومات

اعتقال وتوجيه اتهامات

أشاد المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميللر، في بيان، بمكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل، “للعمل الدؤوب الذي أدى إلى اعتقال وتوجيه اتهامات في هذا الشأن”.

وجرى توجيه 3 تهم فيدرالية إلى “ليما”، منها جمع أو تسليم معلومات دفاعية لمساعدة حكومة أجنبية وحيازة معلومات الدفاع الوطني بنحو غير مصرح به، والاحتفاظ بها عمدًا.

وأضاف أن “وزارة الخارجية ستراجع تداعيات الأمن القومي والسياسة الخارجية، وستواصل تنفيذ التوصيات الصادرة عن مراجعة الأمن الداخلي لتعزيز كيفية توفير الوصول إلى المعلومات السرية للغاية، وتعزيز المراقبة الأمنية المستمرة، وحماية المعلومات الحساسة لتقليل مخاطر وقوع حوادث مماثلة في المستقبل”.

الإعدام أو السجن

إذا أُدين ليما، فالعقوبة القصوى لتهمتي التجسس يمكن أن تكون الإعدام أو السجن مدى الحياة، ويمكن أن تؤدي تهمة الاحتفاظ إلى عقوبة قصوى تصل إلى 10 سنوات في السجن.

وفي العام الماضي، حُكم على مهندس البحرية السابق، جوناثان توبي، وزوجته ديانا، بالسجن لمدة عقدين تقريبًا، بعد أن اعترفا بالتآمر لبيع معلومات عن الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية إلى دولة أجنبية.

وقال المحققون إن “جوناثان توبي ذهب إلى حد إخفاء بطاقة ذاكرة في شطيرة زبدة الفول السوداني، في محاولة لتمرير المعلومات السرية”.

اقرأ أيضًا: مخاوف من فضح أسرار التجسس الأمريكية بعد نشر ترامب صورة لموقع إيراني

اقرأ أيضًا: فرنسا تندد بـ«فضيحة» التجسس الأمريكية