في ظهور لافت لـ«كيم».. كوريا الشمالية تحتفل بذكرى التأسيس بعرض عسكري أقل استفزازًا

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

في جنح الليل، وبعرض عسكري أقل استفزازا، نظمت كوريا الشمالية ليل الأربعاء – الخميس عرضا لجرارات زراعية وشاحنات رجال الإطفاء بدلا من الدبابات والصواريخ كما كانت العادة، خلال العرض الثالث عبر أقل من سنة في هذه الدولة التي تملك السلاح النووي بمشاركة قوات الاحتياطي وقوات الشرطة في حضور زعيمها الشاب كيم جونج أون الذي أثار ظهوره هذه المرة العديد من التساؤلات لأسباب سيأتي ذكرها.

احتفالات الذكرى الـ 73

جرار

في التاسع من سبتمبر من عام 1948 تم الإعلان عن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية المعروفة بكوريا «الشمالية»، وهو اليوم الذي تتخذه بيونج يانج يوماً وطنياً.

غير أن هذه هي المرة الأولى منذ عام 2013 التي تنظم فيها كوريا الشمالية عرضًا عسكريًا مع 5.7 مليون من العمال والفلاحين من الحرس الأحمر، تم إطلاقهم كقوات احتياطية بعد خروج القوات الصينية التي قاتلت من أجل الشمال في الحرب الكورية 1950-1953.

تعيش كوريا الشمالية في عالم معزول، حيث وسائل التواصل مع العالم الخارجي شبه مقطوعة، لذا من المستحيل أن نعلم كيف يُفكر سكان كوريا الشمالية، ومن ثم الرسائل وراء عدم ظهور أي من الصواريخ الباليستية الرئيسية في احتفالات هذا العام، على عكس أكتوبر الماضي عندما أقامت البلاد عرضًا عسكريًا قبل الفجر تعرض صواريخ باليستية عابرة للقارات لم تُر من قبل.

عوضا عن ذلك، شارك حرس حزب العمال وأعضاء منه في العرض وكذلك مظليون ووحدات شبه عسكرية وتم تنظيم عرض جوي أيضا وظهر مزارعو تعاونيات يقودون جرارات تنقل قطع مدفعية لقصف المعتدين والقوات التابعة لهم بقوة نيران مدمرة في حالة الطوارئ، وتم استبدال الصواريخ العملاقة المعتادة كأبرز ما في العرض بفرقة الإطفاء التابعة لقوات لقوات الأمن العام.

كيم جونج أون.. ظهور فريد

كيم1

الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، خطف كعادته الأنظار في احتفالات الذكرى الـ 73 لكن هذه المرة بشكل مختلف، فالرجل لم يتحدث كثيرا ولم يوجه قذائفه الكلامية المعتادة للأعداء في الخارج، وهو ما أرجعه سكرتير حزب العمال الحاكم لي إل-هوان إلى أن «الاستعراض العسكري العظيم هو بمثابة احترام أسمى يقدمه أبناء الجمهورية للوطن الأم العزيز»

الزعيم الأكثر إثارة للجدل في العالم واحد من أكثر الشخصيات الغريبة ، المتوحشة ، ظهر وهو يلبس البدلة وربطة العنق للمرة الأولى بعد أن فقد الكثير من وزنه، ما يعيد طرح التساؤلات مجددا حول حالته الصحية التي كانت مثار تساؤلات خلال الأشهر الأخيرة.

استخبارات الجارة الكورية الجنوبية، أوضحت أن خسارة كيم جونج أون نحو 20 كيلوجراما من وزنه، يأتي بعد اتباعه نظاما غذائيا بطلب من الأطباء، نظرا لوجود مخاوف صحية على حياته مترتبة على الوزن الزائد، خاصة إذا علمنا بأن كيم عرف عنه حبه للأغذية ذات السعرات الحرارية العالية، مثل الجبن السويسري، إلى جانب تناوله الكثير من “الكافيار” والنبيذ، فضلا عن التدخين بشراهة.

لا يعتقد البعض بأن حرص الزعيم الكوري الشمالي على خفض وزنه من منطلق الحرص على صحته، بقدر ما تندرج ضمن الرسائل الموجهة للشعب، بأن الزعيم “يعمل لأجلكم، حتى إنه يفوّت أحيانا وجبات طعام، لانشغاله الكبير بقضايا الوطن” في بلد تواجه واحدة من أسوأ حالات نقص الغذاء منذ سنوات.

حروب الجيل الرابع

سترات

المشاهد التي بثها التلفزيون الرسمي من الاستعراض، الذي أُقيم ليلا، ظهر فيها جنود وعمال يرتدون سترات واقية من الغازات، وبحسب شبكة بي بي سي الإخبارية فإن مشاركة جنود وعمال يرتدون سترات وأقنعة واقية من الغازات ربما تشير إلى إنشاء وحدة خاصة بمكافحة تفشي فيروس كورونا في البلاد.

في المقابل، هناك من يرى بأن بيونج يانج توضح للعالم استعدادها لمواجهة القوى العظمى في حروب الجيل الرابع بلبس السترات الواقعية من الغازات، ومن ثم التحضير لحرب بيولوجية قادمة مكونة من أسلحة وفيروسات (وربوتات نانوية)متطورة، انطلاقا من أنه من يملك التطور التكنولوجي يستطيع امتلاك الأرض.

الجدير بالذكر أن بيونج يانج تؤكد باستمرار أن وباء كورونا لم يصل إلى أراضيها، ورفضها الحصول على نحو 3 ملايين جرعة من لقاح سينوفاك بيوتيك الصيني، قائلة إنها يجب أن تُرسَل إلى الدول الأكثر تضرراً من الجائحة، وذلك في الوقت الذي تصر فيه على أنها «لم تسجل أية حالة لحد الآن» وهو ما يشكك فيه العديد من الخبراء.

ربما يعجبك أيضا