جوانتانامو.. جنة السجان وجحيم السجناء

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

أصوات صاخبة وكلاب مفترسة وزنازين مظلمة وصعقات كهربائية، ناهيك عن ممارسات غير أخلاقية هي أرحم وسائل التعذيب التي تم استخدامها بمعتقل “جوانتانامو”.

معتقل “جوانتانامو” المثير للجدل يقع في خليج جوانتانامو وهو سجن سيئ السمعة، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية استخدامه منذ عام 2002م، وزجت بكل من يشتبه به أنه إرهابي، غير أن المعضلة تكمن في أن أغلب المعتقلين كانوا من العرب والمسلمين، الذين سجن معظمهم بغير وجه حق.

منظمات حقوقية دولية احتجت مرارا وتكرارا على ما يحدث من جرائم ضد الإنسانية، داخل هذا السجن بحق سجناء اعتقلوا دون حكم مسبق، ودون دليل قاطع يثبت تورطهم.
“جوانتاناموا” النقطة السوداء التي ستظل عالقة في سجل أمريكا، فالتاريخ لن يغفر الجرائم التي ارتكبتها السلطات الأمريكية بحق كل شخص بريء دفع ثمن جريمة لم يرتكبها داخل سجن تنعدم به كل مبادئ الإنسانية.

وبعد 17 عاما من استخدامه قرر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، غلق هذا المعتقل وبدأ في الإفراج عن المعتقلين، إلا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أظهرت وحشيتها من خلال معارضتها لهذا القرار، وصرحت بأن هذا السجن مكان يستحقه كل أشرار العالم وموضع يليق بهم.

وبعد غيابه لسنوات من الظهور الإعلامي خلال فترة حكم الرئيس السابق، باراك أوباما، باستثناء تأكيده الأخير ضرورة إغلاقه، يعود “جوانتانامو” إلى الواجهة بعد تصريح لـ”ترامب”، توعّد فيه منفذ هجوم نيويورك، سيف الله سايبوف، بنقله إلى المعتقل الأسود.

وسايبوف “29 عامًا” مهاجر مسلم من أوزبكستان، وصل إلى الولايات المتحدة قبل سبع سنوات، وأقام في ولاية فلوريدا إلى أن قصد نيويورك لتنفيذ عمليته، التي انتهت بمقتل 8 أشخاص.

وفي إطار سياسات الجمهوري ترامب، أعلن بعد 3 أشهر من توليه رئاسة البيت الأبيض، سعيه إلى تطوير منشآت معتقل جوانتانامو، وذلك بعد موافقة الكونجرس على منحه الميزانية المطلوبة.

معتقل “جوانتانامو” أنشئ في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، ومنذ تأسيسه ضم نحو 780 شخصا، بعد وقت قصير من غزو أفغانستان في أكتوبر 2001، وهجمات القاعدة على مركز التجارة العالمي في سبتمبر2000، وبعد توالي الانتقادات للإدارة الأمريكية، قام “البنتاجون” بعمليات ترحيل متفرقة للمعتقلين، كان آخرها إفراج أوباما عن 200 شخص، ويضم حاليًا 41 رجلا يشتبه في أنهم متهمون بالإرهاب لم يُدَن إلا واحد منهم بجريمة.

وحول ما يتعلق بقتلى “جوانتانامو” أسوأ سجون العالم، فإنه لا توجد إحصائيات رسمية، وهناك تعتيم إعلاميا، لكن في 8 سبتمبر 2012 أعلنت وفاة المعتقل اليمني عدنان فرحان عبد اللطيف في ظروف غامضة، وفي 2003 أعلنت “البنتاجون” عن وقوع 23 محاولة “انتحار”، وكشف مسؤولون أن 25 معتقلا حاولوا الانتحار 41 مرة منذ 2002، وفي يونيو 2006 عثر على 3 معتقلين قتلى، زعمت وزار الدفاع الأمريكية انتحارهم، لكن منظمات حقوقية شككت في أسباب وفاتهم.

ضم المعتقل سيئ الصيت 4 معسكرات، كانت مسرحا لألوان التعذيب وفنون الرعب، من الإيهام بالغرق إلى التغذية القسرية، على مدار سنوات تأسيسه، بحسب ما وصفه مراقبون حقوقيون.

ونشرت “ناشيونال جيوجرافيك”، صورًا تكشف التناقض الصارخ في حياة السجناء والجنود داخل معتقل الموت، وتظهر اللقطات غرف الترفيه والأنشطة التي يستخدمها الجنود في جوانتانامو، وملعب للجولف، وصالة البولينج، وحمام سباحة.

ربما يعجبك أيضا