الحرائق تخنق تركيا.. وحكومة أردوغان «عاجزة»

محمود طلعت

محمود طلعت

مع كل أزمة تثبت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فشلها وإخفاقها على مرأى من العالم أجمع، آخرها أزمة حرائق الغابات المستعرة منذ نحو أسبوع بتركيا وعجز الحكومة في السيطرة عليها.

طلــــب النــــجدة

ومع امتداد الحرائق بشكل غير مسبوق لعشرات القرى المحيطة، اضطرت تركيا لقبول المساعدة من أذربيجان وإيران وروسيا وأوكرانيا وغيرها.

كما سارع الاتحاد الأوروبي إلى مد يد العون لأنقرة لإنقاذها من وضعها المأساوي الصعب نتيجة الحرائق التي أودت حتى الآن بحياة 8 أشخاص وإصابة العشرات.

وأتت حرائق الغابات التي تجتاح منتجعات ساحلية تركية تطل على المتوسط وبحر إيجه على مساحات واسعة من الغابات وأدت إلى إجلاء السياح من فنادقهم.

وكشفت الحكومة التركية عن أنها لا تملك طائرات مخصصة لمكافحة الحرائق على غرار الدول ذات الغابات الكثيفة، ويتعيّن عليها بالتالي الاعتماد على المساعدة الخارجية لمكافحة الحرائق.

35 محافظة تحترق

الحرائق التي بدأت في 4 نقاط بمحافظة أنطاليا الجنوبية، الأربعاء الماضي، امتدت إلى 35 محافظة أخرى، وسط عجز حكومي في السيطرة على الأوضاع الملتهبة.

دول عديدة برسائل تضامن وتعزية لتركيا في كارثة الحرائق، في الوقت الذي تواصل فيه النيران امتدادها لتلتهم عشرات المنازل والحقول والإسطبلات في العديد من القرى التركية.

ووفقا لأرقام الاتحاد الأوروبي فقد تعرضت تركيا لـ 133 حريقا هذا العام مقارنة بمتوسط 43 حريقا بحلول هذا الوقت من العام بين 2008 و2020.

انتقادات لأردوغان

تداعيات الكارثة امتدت لأبعد من الحرائق، إذ عرّضت الرئيس أردوغان، الذي يخوض انتخابات خلال عامين قد تؤدي إلى تمديد حكمه لعقد ثالث، إلى موجة انتقادات لعدم استجابة حكومته بالشكل المطلوب وبطئها في التعامل مع مثل هذه الكوارث.

كما تعرّض أردوغان لانتقادات كبيرة لظهوره في مقطع فيديو وهو يرمي أكياس الشاي على السكان أثناء قيامه بجولة في إحدى المناطق الأكثر تضررا، فيما رافقه عدد كبير من عناصر الشرطة.

641407f5 02ce 4575 a187 236868f5687d 16x9 1200x676 1

وكتب المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري المعارض فائق أوزتراك من تصرف أردوغان بالقول «شاي! إنه أمر لا يصدق.. أولئك الذين دون حياء، دون قلوب أيضا».

نظريــة المؤامرة

مكتب الرئيس التركي ألقى في البداية مسؤولية الحرائق على «مخرّبين»، لكن ما لبثت أن تبخرت هذه النظرية مع ارتفاع عدد الحرائق.

وقال الرئيس أردوغان، إن بلاده بدأت التحقيق في مؤشرات على صلة الإرهاب باندلاع العشرات من حرائق الغابات جنوبي البلاد.

وأضاف «قواتنا الأمنية بمختلف أذرعها والاستخبارات تقوم بالتحقيقات بخصوص الحرائق، ومثلما يتبادر إلى أذهانكم، يتبادر أيضا إلى أذهاننا أنه ربما يكون للتنظيمات الإرهابية يد في اندلاع هذه الحرائق، وقد أعلن التنظيم الإرهابي العام الماضي أنه سيحرق غاباتنا”.

تحذيرات للسكان

وفي آخر إحصائية، أفادت مديرية الغابات التركية، اليوم الإثنين عن تسجيل 105 حرائق في أنحاء البلاد، مشيرة إلى تواصل اشتعال سبع منها، معظمها على مقربة من مدينتي أنطاليا ومرماريس السياحيتين.

293a45a9 119e 4d91 8ddb 8951bb9d0aae

وفي مرماريس المطلة على بحر أيجه، شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من قمم التلال المغطاة بالغابات، بينما بدت السماء حمراء داكنة خلال الليل فيما ملأ الدخان الجو وسط حرارة بلغت نحو 40 درجة مئوية.

وحذّرت هيئة الأرصاد بدورها السكان من رداءة نوعية الهواء، فيما عانى قاطنون من صعوبات في التنفس في حين بقي متطوعون من دون نوم عدة أيام وهم يحاولون مساعدة عناصر الإطفاء المنهكين على إنقاذ الغابات التي أشار خبراء إلى أن إعادتها كما كانت ستستغرق أجيالا.

ربما يعجبك أيضا