حريات الإعلام في الأردن.. تقدم غائب وتشاؤم في ازدياد

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق 

عمّان – ظلت حالة الحريات الإعلامية في الأردن لعام ٢٠١٦، على حالها كما في العام الذي سبقها، لكن الفارق أن الإحباط والتشاؤم ازداد عند غالبية الصحفيين الذين ازدادت قناعتهم بأن وسائل الإعلام ساهمت في إذكاء خطاب العنف وإقصاء الآخر.

وبحسب تقرير أصدره “مركز حماية وحرية الصحافيين” يستعرض فيه حالة الحريات الإعلامية في الأردن للعام 2016، كانت قرارات “حظر النشر” غير مسبوقة، في حين كشف وقوع ١٣٥ انتهاكاً تعرض لها ٦٧ إعلامياً وإعلامية.

وحمل التقرير عنوان ” منع من النشر” في إشارة إلى ما شهده العام المنصرم من قرارات حظر نشر في قضايا شغلت الرأي العام الأردني، وعادت معها عقوبتي التوقيف والحبس لكل من يخالف تعليمات حظر النشر في أي من هذه القضايا.

وبين التقرير الذي حصلت “رؤية” على نسخة منه، أن التشريعات تحولت لأداة تقييد لحرية التعبير والإعلام ولا تتوائم مع الدستور والمعايير الدولية لحرية الإعلام وحقوق الإنسان.

وتعرض عدد من الصحفيين بفضل هذا التقييد، إلى انتهاكات حملت صنوفا وأشكالا عدة أبرزها ” المنع من التغطية والنشر والمعاملة المهينة والتهديد بالإيذاء بالإضافة إلى الاعتقال وحجز الحرية التعسفي”.

وبحسب استطلاع أجراه المركز يوثق فيه آراء الصحفيين، فإن ما نسبته ٨٤.٦% من الإعلاميين وصفوا الحريات الصحفية بأنها متدنية ومقبولة ومتوسطة بينما لا يجدها جيدة سوى ١٣% وممتازة فقط ١.٥%.

واللافت في هذه الاستطلاع أن ٨٩% من الصحفيين زادت قناعاتهم بأن وسائل الإعلام ساهمت في إذكاء خطاب العنف وإقصاء الآخر، وتصدر الفيسبوك المرتبة الأولى بين وسائل الإعلام في إشاعة خطاب الكراهية.

واللافت كذلك، تزايد نسبة الإعلاميين الذين يتجنبون انتقاد الحكومة لتصل ٥٤% وبزيادة قدرها ١٤%عن عام ٢٠١٥، فيما يعتقد ٨٠.٥% منهم أن الحكومة تتدخل بعمل وسائل الإعلام.

ويرى القائمون على المركز الحقوقي، أنه مع ” استبعاد تعاميم حظر النشر من المشهد الإعلامي لعام ٢٠١٦، يمكن القول بيسر أن حالة حرية الإعلام في الأردن لم تشهد انتكاسة أو انتهاكات جسيمة لافتة”.

لكنهم يقرون في ذات الوقت؛ أن “حرية الإعلام لم تحقق تقدماً وتطوراً يستحق الإشادة والإقرار به”.

ولفت التقرير إلى ارتفاع عدد الانتهاكات المرتكبة من قبل الأجهزة الأمنية ضد الصحفيين حيث سجل ٥٨ انتهاكاً مقابل ١٩ انتهاكاً في العام 2015.

ربما يعجبك أيضا