رسم النبي محمد.. مسابقة هولندية مشبوهة تستفز المسلمين

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

دعوة للكراهية والعنصرية يطلقها هذا البرلماني الهولندي المتطرف “خيرت فيلدرز” للسخرية من النبي محمد مستفزًا مشاعر مئات ملايين المسلمين حول العالم.

فيلدرز الذي سخّر سنوات عمله السياسي للتحريض ضد المسلمين ودينهم، أطلق دعوة للمشاركة في رسوم كاريكاتورية موضوعها “النبي محمد”، ليضيف بذلك فصلا جديدا من حربه التي طالت من قبل القرآن الكريم والمساجد.

الجائزة المرصودة هى 10 آلاف دولار، وقد تقدم لها أكثر من مئتي رسام، فيما يزال الباب مفتوحا حتى نهاية الشهر الجاري.

الرسومات المشاركة من المخطط أن تعرض على جدران قاعة حزبه داخل البرلمان الهولندي، في الوقت نفسه أعلنت الشرطة الهولندية اعتقال شاب يعتقد أنه يخطط للهجوم على النائب الهولندي ومقر البرلمان.

وقالت الشرطة في بيان إنها بدأت بترصّد المشتبه به البالغ من العمر 26 عاماً بعدما تحدّث في شريط فيديو على فيسبوك عن هجوم سيستهدف منظّم هذه المسابقة.

إدانة هولندية

رسميا، اعتبر رئيس الوزراء الهولندي وزعيم الحزب الحاكم مارك روته أن المسابقة “غير محترمة” و”استفزازية” قائلا: إنه من الصعب عليه أن يتفهم “الهدف الإيجابي” الذي يأمل فيلدرز تحقيقه، لكنه اعتبر أن النائب المعارض يمارس حقوقه بموجب القوانين الهولندية المتعلقة بحرية التعبير.

وفي المؤتمر الصحفي الأسبوعي قال: “يجب أن يجنب الجميع في هولندا، مسيحيين ومسلمين، الضرر جراء مثل هذه المسابقات”.

هو تعد ستكون له بلا شك تداعيات وخيمة تتجاوز المستويات الرسمية، إلا إذا تغلبت لغة العقل وعدم الانسياق لاستفزازت تافهة.

من جهتها، قالت متحدثة باسم وزير خارجية هولندا، ستف بلوك، إنه أكد خلال اتصال هاتفي مع قرشي على أن الحكومة الهولندية لا توافق على خطط البرلماني الهولندي اليميني المتطرف، هيرت فيلدرز، لإقامة المسابقة، مضيفا: أن “المسابقة ليست حكومية”.

منظمة التعاون الإسلامي

موقف لم يرق لعدد من الدول العربية والإسلامية، حيث دانت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي الخطة الخبيثة للبرلماني الهولندي المدعو خيرت فيلدرز، داعية الهيئة الحكومة الهولندية إلى اتخاذ خطوات عملية فورية لمنع هذا الاعتداء التعسفي الذي يمس الحساسيات الدينية لأكثر من 1.6 مليار مسلم حول العالم، مؤكدة أن هذه المسابقة يمكن أن تؤدي إلى إشعال وتعزيز ثقافة التعصب والتحريض على الكراهية.

وقالت الهيئة إن نطاق حرية التعبير ليس مطلقاً كما هو منصوص عليه في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والأهم من ذلك أن المادتين 19 و20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ينصان بوضوح على أن حرية التعبير ليست حرية وحقاً مطلقاً حيث تقتضي ممارستها واجبات ومسؤوليات خاصة لضمان التماسك المجتمعي وكذلك احترام حق وسمعة الآخرين.

ووصفت هذه المنافسة التدنيسية المخطط لها بأنها محاولة واضحة للسخرية من أكثر شخصية تبجيلاً في الدين الحنيف وسعي متعمد للتحريض على الكراهية الدينية والتمييز ضد المسلمين ما يعتبر انتهاكاً واضحاً للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

كما تؤيد الهيئة بيان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي بأنه “حان الوقت لوضع صكوك قانونية ملزمة دوليًا لمنع التحريض والعنصرية والتمييز والكراهية الدينية”.

باكستان

وفي باكستان طالب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الدول الأوروبية باحترام مشاعر المسلمين، مؤكدا طرح الموضوع على أجندة الأمم المتحدة الشهر المقبل، بالتزامن مع مصادقة مجلس الشيوخ الباكستاني بالإجماع على بيان إدانة للمسابقة.

وقال عمران خان: “لا يدركون مدى الضرر الذي يلحقوه بنا عندما يقدمون على مثل هذه الأفعال”.

كما احتج وزير خارجية باكستان الجديد، شاه محمود قرشي، لدى نظيره الهولندي على المسابقة المزمعة لرسوم كاريكاتورية تسيء للإسلام قائلا إن “مثل هذه الأعمال تنشر الكراهية وعدم التسامح”.

وقال الوزير قرشي، أمس الثلاثاء، إنه يعتزم إثارة المسألة مع عدد من زعماء العالم. وأضاف: “طرحنا هذه المسألة على مستويات عدة.. أجرينا اتصالات مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي”.

ونقل بيان لوزارة الخارجية الباكستانية عن قرشي قوله إن المسابقة المزمعة ستؤدي إلى إثارة مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم.

ويعتزم حزب (تحريك لبيك باكستان) تنظيم مسيرة احتجاجا على هذه المسابقة، اليوم الأربعاء.

الأزهر ومصر

أدان الأزهر ودار الإفتاء المصرية المسابقة واعتبراها “استفزازاً للمسلمين في هولندا وخارجها وتشعل فتيل الاضطرابات والصدامات”.

وكشف المتحدث باسم الخارجية، أن الوزير المصري سامح شكري أكد من جانبه على ضرورة عدم الخلط بين قيم حرية التعبير وبين تبني خطاب الكراهية والتحريض والإساءة إلى معتقدات الآخرين، لما لذلك من تأثير بالغ الخطورة على العلاقات بين الشعوب وبين معتنقي الأديان المختلفة.

وأكد وزير الخارجية فى هذا الإطار على أن العالم أحوج ما يكون الآن لتعزيز ونشر قيم التسامح واحترام الرأي الآخر واحترام المعتقدات والأديان لدحر التطرف الديني والإرهاب والعنف وما تسببه مثل هذه الممارسات المرفوضة من تقويض للسلام الاجتماعي واستقرار المجتمعات.

 واتصل وزير خارجية هولندا “ستيف بلوك” بنظيره المصري، معربا عن أسفه وأسف الحكومة الهولندية عن اعتزام عضو البرلمان الهولندي ورئيس حزب “حزب من أجل الحرية” تنظيم مسابقة للرسوم المسيئة للإسلام بمقر البرلمان.

ردود أفعال النشطاء

دشن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” هاشتاج: #weloveprophetMuhammad تعبيراً عن اعتزازهم برسول الإسلام.
ودشن آخرون حملات لمقاطعة المنتجات الهولندية.

خلفيات

عادة ما يثير فيلدرز قلق المؤسسات الرسمية في هولندا، خاصة وأن المجتمع الهولندي من أكثر المجتمعات الأوروبية استضافة للمسلمين والعرب، لا سيما من دول المغرب العربي.

وخضع فيلدرز مرتين للمحاكمة، الأولى في عام 2011 وبرأته المحكمة من تهمة إثارة الكراهية والتمييز ضد المسلمين، واعتبرت أن تصريحاته المعادية للمسلمين جزءاً من نقاش سياسي حول علاقة المجتمع الهولندي بالإسلام.

والثانية في عام 2016 حيث أدانته محكمة في أمستردام بارتكاب جريمة الحض على الكراهية، على خلفية ترديده هتافات مناهضة للمواطنين الهولنديين من أصل مغربي، لكن الحكم لم يمنعه من الترشح للبرلمان، ولم يحرمه من عضويته النيابية، بل يعتقد مراقبون أن الحكم ساهم في زيادة شعبيته.

المسابقة ليست الأولى من نوعها، ففي مايو 2015 أعلن فيلدرز للمرة الأولى عن إجراء المسابقة، وأعلن عن منح جائزة قدرها 10 آلاف دولار أمريكي للفائز.

وبعد تسليم الجائزة في مدينة دالاس الأمريكية؛ أطلق رجلان مسلمان النار على رجال الأمن خارج قاعة الحفل، فأصابا ضابط شرطة، قبل أن ترديهما قوات الأمن قتيلين.

 
 

ربما يعجبك أيضا