رشاوى الدوحة تسقط مع ماكرون

محمود طلعت

رؤية

أبوظبي – ذكرت صحيفة “البيان” الإماراتية، أنه حين رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، العام الماضي، مجموعة من الهدايا الفاخرة، التي قدمها له أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أصيب الأخير بصدمة وإحراج شكلا لطمة قاتلة لنظام بلاده.

وقالت إن تميم بن حمد آل ثاني لم يكن ليعتقد أن هناك أشخاصاً قادرين على مقاومة إغراء هداياه التي يستخدمها رشاوى لشراء الدعم والمواقف لنظامه الذي بات مفضوحاً في أعين شرفاء العالم.

وأشارت إلى أن النظام القطري دأب على تقديم الرشاوى لكسب عملاء، إلا أن تلك الاستراتيجية لا تصلح لجميع الشخصيات، فبعض الشخصيات الأبية لا ترغب في تلويث سمعتها بالحصول على رشاوى قطرية، تلك الإمارة المتهمة بدعم وتمويل الإرهاب.

صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، كشفت في تقرير أن ماكرون، رفض خلال زيارته قطر نهاية العام الماضي، الهدايا التي قدمها له تميم بن حمد، الأمر الذي أثار إحراج النظام القطري.

وتحت عنوان “إيمانويل ماكرون رفض هدايا الأمير تميم في قطر”، أشارت الصحيفة إلى أنه لدى زيارة رسمية للرئيس الفرنسي إلى الدوحة قبل عام، رفض ماكرون هدايا مضيفه الأمير، في خطوة فاجأت البروتوكول القطري، الذي اعتاد توزيع الهدايا الثمينة على ضيوفه ممن لهم مصالح معه.

ووفقاً للصحيفة، فإن الصحفي الاستقصائي الذي أعد التقرير، وهو الفرنسي جورج مالبرنو، حصل على هذه المعلومات من مصدر دبلوماسي في سفارة بلاده في قطر، وتأكد من وقائعها.

في مساء تلك الزيارة، أرسل الديوان الأميري إلى السفارة الفرنسية جميع الهدايا التي أراد تميم تقديمها، وفقاً للتقاليد، إلى إيمانويل ماكرون، الذي قضى يوماً في قطر، لكن الإليزيه اتصل بالسفارة وطالبهم بإعادة هذه الهدايا إلى الديوان.

وبحسب المصدر ذاته، فإن ذلك التصرف فاجأ البروتوكول القطري الذي لم يعتد أن يرفض الضيف الهدايا.

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن أحد أعضاء الديوان الأميري في قطر قوله: “لقد وقعنا عقوداً بقيمة 11 مليار يورو مع فرنسا”، مضيفاً أن “طريقة التعبير عن رضانا للسيد ماكرون كانت هذه الهدايا، وبدلاً من قبولها تمت إعادتها”.

وفي زيارته، وقع ماكرون عدداً من الصفقات مع قطر، بما في ذلك شراء ما لا يقل عن 12 من مقاتلات “رافال” و50 طائرة “إيرباص إي 321″، فضلاً عن امتياز لخط مترو أنفاق في الدوحة، و”ترام واي” في مدينة لوسيل القريبة من العاصمة القطرية، حيث سيجري تنظيم مباريات نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الفوائد كانت غير متوقعة، لكون ماكرون منذ وصوله السلطة أظهر معارضته الشديدة للدوحة، وحتى خلال حملته الانتخابية، وفي الأشهر الأولى من ولايته.

ونقلت الصحيفة عن أحد المقربين من أمير قطر قوله للصحافي الفرنسي خلال الزيارة إنه على الرغم من معارضة ماكرون للسياسة القطرية، إلا أنه تجمعنا الأعمال التجارية.

وعادت لوفيغارو لموقف ماكرون برفض الهدايا، مشيرة أنه لطالما انتقد، عدة مرات خلال الحملات الانتخابية، تساهل فرنسا مع الإرهاب القطري، بعد الكشف عن تلقي مسؤولين فرنسيين هدايا ورشاوى قطرية، عن طريق سفارة الدوحة بباريس.

ربما يعجبك أيضا