مستوطنات إسرائيلية جديدة وقلق غربي.. هل يصنع الفلسطينيون انتفاضة أخرى؟

عمر رأفت
مستوطنات إسرائيلية جديدة وسط قلق غربي وغضب فلسطيني .. هل ستكون بداية انتفاضة أخرى؟

لا تكتفي إسرائيل بالانتهاكات ضد الفلسطنيين، خاصة في قضية المستوطنات التي تقوض إمكانية توقيع اتفاقية سلام وإقامة الدولة الفلسطينية.


سلطت وكالة أنباء رويترز، في تقرير للكاتب رونين زفولون، الضوء على المشهد الدائر في المنطقة ما بين مدينة أريحا الفلسطينية والبحر الميت.

وقالت الوكالة إن المستوطنين الإسرائيليين مبتهجون بعد أن وافقت الحكومة على طلبهم إقامة مستوطنات جديدة في المنطقة المذكورة، في الوقت الذي يتعرض الفلسطينيون فيه للضرب على أيدي الشرطة الإسرائيلية.

انتهاكات إسرائيلية جديدة وسط قلق غربي وغضب فلسطيني

على الرغم من القلق الغربي والغضب الفلسطيني، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو على بناء 9 مستوطنات جديدة في الضفة الغربية هذا الأسبوع، ردًّا على الهجمات الفلسطينية التي أسفرت عن مقتل 9 إسرائيليين.

ورصدت “رويترز” ردود فعل ما يقارب من 35 عائلة إسرائيلية، بالقرب من الطريق الصحراوي للمنطقة التي ستقام عليها المستوطنات الجديدة، ومدى سعادتهم بهذا القرار.

وتحدث إسرائيلي من منطقة دير حجلة بأريحا، يدعى ياجل شموئيل، بخصوص هذا القرار، وقال إن هذا الاعتراف سيسهل عملية ترصيف الطرق وبناء مدارس لأطفال المستوطنة خلال الفترة المقبلة، آملًا أن تتوسع المستوطنة في تلك المنطقة.

تنديد فلسطيني

حسب ما ذكرت رويترز، أقامت إسرائيل منذ حرب عام 1967 نحو 140 مستوطنة على أراضٍ يعتبرها الفلسطينيون أساس دولتهم. وإلى جانب المستوطنات المرخصة، بنت مجموعات من المستوطنين عشرات البؤر الاستيطانية دون إذن الحكومة. وندد مسؤولون فلسطينيون بالخطوة، ووصفوها بأنها استفزازية ودعوا القوى العالمية إلى “دعم الإدانة اللفظية” باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل.

وشددت وكالة الأنباء على أن المستوطنات المقامة في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 غير قانونية بموجب القانون الدولي، وإن توسعها بمثابة أمام إمكانية اتفاق سلمي بين الأطراف لأنها تنهب الأراضي التي يطالب بها الفلسطينيون لإقامة دولتهم.

تصدعات في الحكومة الإسرائيلية

كان إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية أحد الوعود الرئيسة التي قدمها حزب الليكود، بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لقادتهم بعد انتخابات 1 نوفمبر عام 2022. ويقطن أكثر من 450 ألف شخص، أو أقل من 5% من سكان إسرائيل من المستوطنين اليهود، في الضفة الغربية التي يعيش بها حوالي 3 ملايين فلسطيني.

وبينما احتفل قادة الأحزاب المؤيدة للاستيطان بترخيص البؤر الاستيطانية، كشف اقتلاع أشجار كروم العنب، أمس الأول الأربعاء، عن تصدعات في الحكومة الإسرائيلية.

وندد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بعملية الاقتلاع، وألقى باللوم على وزير الدفاع يوآف جالانت، لتجاهله اتفاق الائتلاف الذي منحه سلطات متزايدة في الضفة الغربية بشأن التوسع الاستيطاني.

تل أبيب تصدر قانونًا جديدًا

أبرزت قناة “فرنسا 24” موافقة الكنيست، أمس الأول الأربعاء، بأغلبية ساحقة، على قانون لتجريد العرب المتهمين بتنفيذ عمليات ويتلقون أموالًا من السلطة الفلسطينية.

وسيؤثر هذا المشروع حسب ما أبرزت القناة الفرنسية في مئات من الفلسطنيين، وأدان المشرعون العرب والمسؤولون الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة القرار، ووصفوه بأنه “عنصري”.

وصوت البرلمان بأغلبية 94 صوتًا مقابل 10 أصوات، لصالح القانون الذي يمنح السلطات الحق في تجريد الفلسطنيين من جنسيتهم أو إقامتهم، وترحيلهم إلى الضفة الغربية أو قطاع غزة المجاورين.

إسرائيل تسجن 4700 فلسطيني

لطالما قدمت السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليًّا رواتب لعائلات الفلسطينيين الذين استشهدوا أو دخلوا السجن لشن هجمات على إسرائيليين. وينظر المجتمع الفلسطيني إلى السجناء على أنهم أبطال، حسب وصف “فرنسا 24”.

وتعتبر السلطة الفلسطينية هذه المبالغ المدفوعة شكلًا من أشكال الرعاية الاجتماعية للأسر المحتاجة، لكن إسرائيل تقول إنهم يكافئون من نفذ العمليات ضد الإسرائيلين، ويشكلون حافزًا للآخرين لشن هجمات مماثلة.

وقالت منظمة هاموكيد الحقوقية الإسرائيلية، إن ما يقرب من 4700 فلسطيني سجنتهم إسرائيل بتهمة ارتكاب مخالفات أمنية، منهم 360 مواطنًا إسرائيليًّا أو مقيمًا في القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل في حرب الشرق الأوسط عام 1967 وضمتها لاحقًا.

ربما يعجبك أيضا