مواقف بايدن بشأن الهجرة تفتح الباب أمام أحلام الملايين

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

كثيرة هي القضايا والملفات التي تتضارب فيها المواقف، لا بل تتناقض بين الإدارة الأمريكية السابقة والحالية. ملف الهجرة على رأس هذه الملفات وفي صلبه الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك. فما هي أبرز مواقف الرئيس المنتخب جو بايدن بشأن الهجرة؟

فوز بايدن ينعش آمال الحالمين

بعد فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية اتجهت أنظار الحالمين بالهجرة إلى الولايات المتحدة إلى سيد البيت الأبيض الجديد ليفتح لهم الباب من جديد، بعد أن أغلقه سلفه دونالد ترامب وأحكم إغلاقه عبر مجموعة من التشريعات والقوانين التي تحد من دخول المهاجرين إلى أمريكا.

تحولات جذرية تشهدها إجراءات الهجرة واللجوء في الولايات المتحدة مع بداية ولاية الرئيس المنتخب جو بايدن، وكما كان متوقعا وفور وصوله البيت الأبيض اتخذ بايدن حزمة قرارات تمثل انقلابا على إرث سلفه دونالد ترامب من بينها ملف الهجرة من دول ذات أغلبية مسلمة.

وستنهي الخطوات التي يتخذها بايدن حظر السفر الذي فرضه ترمب على بعض الدول التي تقطنها أغلبية مسلمة. كما تدعو إدارته إلى تعزيز برنامج (الإجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة)، أو ما يعرف ببرنامج (الحالمين) للمهاجرين الذين قدموا إلى الولايات المتحدة وهم أطفال.

ربما الصور والفيديوهات التي انتشرت مع إعلان فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، والتي تظهر طوفان المهاجرين إلى حدود الولايات المتحدة الجنوبية خير شاهد على حالة التفاؤل التي تسود الراغبين بدخول أمريكا مجددا بعد سنوات عجاف في ولاية الرئيس ترامب.

من هم الحالمون ؟

«الحالمون» تسمية تطلق على المهاجرين دون سن الثلاثين عاما الذين وصلوا الولايات المتحدة في طفولتهم بطريقة غير شرعية، ومنحوا أرقام ضمان اجتماعي ضرورية للحصول على عمل أو رخصة قيادة أو الدراسة في الولايات المتحدة.

البرنامج المخصص لحماية الشبان الذين وصلوا بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة عندما كانوا أطفالًا، أطلقه الرئيس الأسبق باراك أوباما وحاول ترامب إنهاءه منذ 2017.

وكانت المحكمة العليا للولايات المتحدة قد منعت ترامب في يونيو من إنهاء برنامج «الحالمين»الذي يستفيد منه حوالي 700 ألف شخص معظمهم من أمريكا اللاتينية، معتبرةً قراره «تعسّفي» و«اعتباطي». القرار مثّل وقتها انتكاسة جديدة للرئيس العنصري دونالد ترامب، ضمن سلسلة انتكاسات مين بها بسبب سياساته العنصرية تجاه المهاجرين، المسلمين منهم تحديدا، والملونين.

مليار أمريكي

هي وعود كان بايدن قد أطلقها خلال حملته الانتخابية ومنها تعهده بوقف عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين وتمكين ما يقارب 11 مليون مهاجر من الحصول على الجنسية الأمريكية وهو ما فشلت فيه إدارات أمريكية سابقة من الحزبين.

«زيادة التعداد السكاني ٣ أضعاف هو الحل الوحيد إقتصادياً وثقافياً لأمريكا للحفاظ على النمو الاقتصادي والهيمنة العالمية». تلك هي نظرة الكاتب «ماثيو إغليسياس» في كتابه «١ مليار أمريكي» الذي يدعو فيه الحكومة الأمريكية على تشجيع زيادة المواليد وكذلك تيسيير الهجرة.

ويصف تاريخ الهجرة إلى الولايات المتحدة حركة البشر إلى الولايات المتحدة بدءًا من أولى المستوطنات الأوروبية نحو عام 1600. بدءًا من ذلك الوقت، استوطن البريطانيون وأوروبيون آخرون الساحل الشرقي لأمريكا.

ربما يذكرنا بتصريحات أليخاندرو مايوركاس، المرشح لتولي منصب وزير الأمن الداخلي في إدارة الرئيس جو بايدن، عندما قال « لقد أتى بي والداي إلى هنا هربا من النظام الشيوعي. سأعمل نهارا وليلا لشرف أمتي ووالداي. ولأجل صورة أمريكا بلد الهجرة والمهاجرين».

بايدن يخاطب ود الجيران

قضية أخرى مرتبطة بالهجرة إلى الولايات المتحدة، ستسلط عليها الأضواء في الأشهر المقبلة، ألا وهي قضية الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك الذي أثار الكثير من الجدل عندما اعتبره الرئيس السابق دونالد ترامب، أحد أولويات إدارته عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية عام 2016 .

هذا الجدار الذي أنجز أكثر من 300 كم منه، كان بايدن قد وعد بوقف العمل به فورا، معتبرا أن بناؤه لن يجدي نفعا في التحديات الأمنية، بينما يكلف دافعي الضرائب الأمريكيين مليارات الدولارات.

وفي مبادرة لكسب ود الجيران، بحث بايدن، مع نظيره المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، سبل إعادة التوطين ومسارات الهجرة القانونية، لتهدئة الأجواء المضطربة بين البلدين في عهد الإدارة السابقة، بسبب تدفق المهاجرين من المكسيك وسعي ترامب لبناء الجدار بين البلدين تتحمل تكلفته المكسيك.

وتتضمن خطة بايدن إنهاء إعلان ترامب حالة الطوارئ الوطنية ووقف تحويل الأموال الاتحادية من وزارة الدفاع إلى بناء جدار على طول الحدود مع المكسيك، وإصدار أمر بمراجعة فورية لحالة وضع الحماية المؤقت للمستضعفين الذين لا يجدون الأمان في بلدانهم التي يمزقها العنف أو الكوارث، والتراجع عن سياسة ترامب بفصل الآباء والأمهات المهاجرين عن أبنائهم على الحدود بما يشمل وقف الملاحقة القانوية للوالدين بسبب مخالفات بسيطة، فضلا عن التراجع عن السياسات الصارمة حيال اللجوء والتوقف عن فرض قيود إضافية على الواصلين عبر الحدود البرية.

ربما يعجبك أيضا