“هرمجدون اقتربت”.. كيف ترى الأديان السماوية حرب نهاية العالم؟

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب 
هرمجدون” .. مصطلح يشير إلى الحرب التي ستحدث في نهاية العالم، وذكرته الديانات السماوية بروايات مختلفة، وأجمعت جميعها على أنها حرب طاحنة ستحصل في نهاية الزمان ويكون اليهود طرف فيها.

وينتظر العالم تلك الـ”هرمجدون” منذ قرون، وتنبأ الكثيرون لها بموعد محدد، وكلها مرت دون شيء، وظهرت على السطح مرة أخرى بعد تصدر هاشتاج بعنوان “هرمجدون اقتربت” قائمة الوسوم الأعلى تداولا عبر “تويتر”، ويرجع ذلك إلى الكشف عن إنتاج فيلم جديد يحكي قصة “هرمجدون” ونهاية العالم.

ويقول صناع الفيلم في مقدمته إن هرمجدون هو الاسم العبري للحرب المقدسة التي ستقوم في آخر الزمان، وسيكون الشرق الأوسط هو مركزها في محيط سهل مجدون بفلسطين، ويبدأ صناع الفيلم في سرد رؤية الكتب المقدسة لنهاية العالم ما بين التلمود اليهودي والكتاب المقدس وكلام نبي الإسلام في حديث “لاتقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود”.

ورغم سخرية نشطاء تويتر من التنبؤات الجديدة، تبقى معركة نهاية العالم حديث الأديان السماوية الثلاث “الإسلام والمسيحية واليهودية”، وهي تنبئ بقرب النهاية، وليست هي النهاية.

في الإسلام

الحرب التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلمين يقاتلون فيها اليهود ويسلطون عليهم تكون في آخر الزمان، والظاهر أنها تكون عند خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم وظهور المهدي، ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    
 لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلاالغرقد.

وعلى هذا، فالمراد بقتال اليهود وقوع ذلك إذا خرج الدجال ونزل عيسى ابن مريم، وكما وقع صريحاً في حديث أبي أمامة الباهلي في قصة خروج الدجال ونزول عيسى، وفيه: “وراء الدجال سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى، فيدركه عيسى عند باب لد فيقتله وينهزم اليهود، فلا يبقى شيء مما يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء فيقول: يا عبد الله -للمسلم- هذا يهودي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنها من شجرهم”.

فهذه الأحاديث تدل على أن هذا القتال لليهود سيكون في آخر الزمان، وليس بالضرورة أن تكون حرباً عالمية، وإذا كانت كذلك، فلا يلزم أن تكون هي الحرب العالمية الثالثة، بل يمكن أن تقع حرب عالمية ثالثة قبلها، وقد لا تقع.

ومع كثرة التنبؤات باقتراب نهاية العالم، والحرب الكبيرة التي ستخوضها الأديان في الأرض، توقع الكثير بأن تكون تلك الحرب “نووية” وتعجل بنبوءات الطوفان والزلازل الذي يجتاح الأرض.

ودشن نشطاء “تويتر” للتواصل الاجتماعي هاشتاج “هرمجدون اقتربت” وتداولوا الموضوع بسخرية وضحك من تحديد مواقيت زائفة لنهاية العالم.

ومن أبرز التغريدات الساخرة:

هرمجدون 

هي كلمة عبرية متكونة من كلمتين: هر: جبل، ومجدون: اسم وادٍ في فلسطين يقع في مرج ابن عامر على بعد 55 ميلاً شمال “تل أبيب”، و 20 ميلاً جنوب شرق حيفا وعلى بعد 15 ميلاً من البحر، وتعرف مجدون الآن بتل المتسلم. وقد وردت هذه الكلمة كثيراً في التوراة اليهودية وهي تشير إلى معارك طاحنة يخوضها اليهود ضد أعدائهم.

ويقول الكاتب “مال لنديسي” في كتابه كوكب الأرض العظيم: “أن نابليون وقف بهضبة مجدو ناظراً إلى الوادي متذكراً وقال: جميع جيوش العالم باستطاعتها أن تتدرب على المناورات للمعركة التي ستقع هنا”.

في اليهودية: 
يستند اليهود إلى النص العبري الوارد في “سفر الرؤيا: 16” بأن المعركة المسماة معركة “هرمجدون” ستقع في الوادي الفسيح المحيط بجبل مجدون في أرض فلسطين وأن المسيح سوف ينزل من السماء ويقود جيوشهم ويحققون النصر على الكفار، والنص كما يلي:

 “ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير ـ الفرات ـ فنشف ماؤه لكي يُعدَّ طريق الملوك الذين من مشرق الشمس، ورأيت من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع فإنهم أرواح شياطين صانعة آيات تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء، ها أنا آت كمخلص، طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عرياناً، فجمعهم إلى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون”.

وكان اليهود أكثر تشوقاً لهذا اليوم الموعود الذين يسمونه يوم الله، فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية نبأً من القدس المحتلة أثناء حرب الخليج عام 1991م للحاخام مناحيم سيزمونالزعيم الروحي لحركة حياد اليهودية يقول: “إن أزمة الخليج تشكل مقدمة لمجيء المسيح المنتظر”.

وهذه الاعتقادات ظهرت عند السياسي اليهودي تيودور هرتزل حيث يقول: “إنه ظهر لي ـ في عالم الرؤيا ـ المسيّا ـ المسيح ـ الملك على صورة شيخ حسن وخاطبني قائلاً: إذهب وأعلم اليهود بأني سوف آتي عما قريب لأجترح المعجزات العظيمة وأسدي عظائم الأعمال لشعبي وللعالم كله”.

في المسيحية

تشير معركة هرمجدون الى الحرب النهائية بين الحكومات البشرية والله.‏ فمنذ الآن،‏ تقاوم هذه الحكومات ومؤيدوها الله برفضهم الخضوع لسلطانه.‏ -‏مزمور ٢:‏٢‏- لذلك ستطوي حرب هرمجدون الصفحة الأخيرة في تاريخ الحكم البشري.‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤‏.‏

ترد كلمة “هرمجدون” في الكتاب المقدس مرة واحدة في الرؤيا ١٦:‏١٦‏.‏ فسفر الرؤيا ينبئ أن “ملوك المسكونة بأسرها” سيُجمعون الى “حرب اليوم العظيم،‏ يوم الله القادر على كل شيء” في “الموضع الذي يُدعى بالعبرانية هرمجدون”.

وسيحارب يسوع في هذا اليوم مع جيش من الكلائكة لينتصر على أعداء الله  وهؤلاء هم من يزدرون بالله ويقاومون حكمه-رؤيا 19:11.

ويخالف المسيحيون اليهود في تحديد موقع “هرمجدون”، فاليهود حددوا موقع المعركة في فلسطين، والمسيحيون يرون أن المعركة ليس لها موقع محدد في الشرق الأوسط، ولن تقتصر على منطقة واحدة، بل ستشمل كل الأرض.

ربما يعجبك أيضا