أفعى التنظيم في مصر.. تفاصيل سقوط القيادي الإخواني محمود عزت بعد 7 سنوات من الاختفاء

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

في ضربة قاتلة لجماعة الإخوان الإرهابية، وبعد مرور 7 سنوات من الملاحقات الأمنية للعناصر الهاربة التي تتولى إدارة التنظيم في الداخل والخارج، نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في القبض على القيادي الإخواني الهارب محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للإخوان مختبئًا بإحدى الشقق السكنية بالتجمع الخامس.

وقالت وزارة الداخلية في بيان، صباح اليوم الجمعة، إنه استمرار لجهودها في التصدي للمخططات العدائية التي تستهدف تقويض دعائم الأمن والاستقرار والنيل من مقدرات البلاد، ورصد تحركات القيادات الإخوانية الهاربة التي تتولى إدارة التنظيم الإخواني على المستويين الداخلي والخارجي، فقد وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني باتخاذ القيادي الإخواني الهارب محمود عزت القائم بأعمال المرشد العالم للإخوان ومسؤول التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية، من إحدى الشقق السكنية بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة مؤخرًا وكرًا لاختبائه على الرغم من الشائعات التي دأبت قيادات التنظيم الترويج لها بتواجده خارج البلاد بهدف تضليل أجهزة الأمن.



ماذا وجدت الداخلية بشقته؟

عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا تم مداهمة الشقة من قبل قوات الأمن وتم ضبط الإخواني، حيث أسفرت عملية التفتيش عن العثور على العديد من أجهزة الحاسب الآلي والهواتف المحمولة التي تحتوي على البرامج المشفرة لتأمين تواصلاته وإدارته لقيادات وأعضاء التنظيم داخل وخارج البلاد، فضلاً عن بعض الأوراق التنظيمة التي تتضمن مخططات التنظيم التخريبية.

المشرف على العمليات الإرهابية عقب ثورة 30 يونيو

بحسب بيان الداخلية الذي بثه التلفزيون المصري وعدد من وسائل الإعلام المصرية، يُعد القيادي الإرهابي المسؤول الأول عن تأسيس الجناح المسلح بالتنظيم الإخواني الإرهابي، والمشرف على إدارة العمليات الإرهابية والتخربية التي ارتكبها التنظيم بالبلاد عقب ثورة 30 يونيو 2013 وحتى ضبطه والتي كان من أبرزها، حادث اغتيال النائب العام الأسبق الشهيد هشام بركات أثناء خروجه من منزله باستخدام سيارة مفخخة والتي أسفرت عن إصابة 9 مواطنين”.

4 أحكام بالإعدام والمؤبد.. تفاصيل الصحيفة الجنائية

تمتلأ صحيفة الحالة الجنائية للقيادي الإخواني محمود عزت القائم بأعمال المرشد،  بصدور أحكام ضده بالإعدام والمؤبد في العديد من القضايا، بالإضافة إلى اتهامات أخرى محل القضاء.

ووفقا لموقع “صدى البلد”، جاءت الأحكام كالتالي:

• الإعدام في القضية رقم ٢٠١٣/٥٦٤٥٨ جنايات قسم أول مدينة نصر (تخابر)

• الإعدام في القضية رقم ٢٠١٣/٥٦٤٣ جنايات قسم أول مدينة نصر (الهروب من سجن وادي النطرون)

• المؤبد في القضية رقم ٢٠١٣/٦١٨٧ جنايات قسم المقطم (أحداث مكتب الإرشاد).

• المؤبد في القضية رقم ٢٠١٣/٥١١٦ جنايات مركز سمالوط (أحداث الشغب والعنف بالمنيا).

ومطلوب ضبطه وإحضاره في العديد من القضايا الخاصة بالعمليات الإرهابية وتحركات التنظيم الإرهابي.

ويواجه محمود عزت تهم التحريض على أحداث العنف التي وقعت برابعة العدوية والنهضة.

لماذا تأخر القبض على “عزت”؟

 بعد حبس مرشد الإخوان محمد بديع في عدد من القضايا الجنائية، أصبح محمود عزت قائما بأعماله بعد ثورة 30 يونيو، وعزت هو الرجل الأول عمليا داخل جماعة الإخوان الإرهابية، لكنه “رجل منكفئ لا يحب الظهور”، وهو ما كشفه الدكتور محمد حبيب، النائب الأول لمرشد الإخوان سابقا، والذي تعامل كثيرا مع محمود عزت.

وبشأن طبيعة تحركات عزت، نقل موقع “اليوم السابع” عن حبيب الذي انشق عن الجماعة الإرهابية عقب ثورة 25 يناير، إن عزت كان منكفئا دائما على التنظيم، ويتحرّك بين مؤسّسات الجماعة بطريقة سرّية، ربما لا يعرفها قيادات الإخوان أنفسهم.

من سيقوم بدور محمود عزت داخل التنظيم؟

 عن الشخصيات التي من المتوقع أن تقوم بدور “عزت” أشار “حيب” إلى أن “عزت” كان يعتمد على معاونين له، طبيعتهم كطبيعته، أي لا يظهرون كثيرًا، ومن هؤلاء طلعت فهمي، وإبراهيم منير ومحمود الإبياري ومحمود حسين وغيرهم.

بدوره علق طارق البشبيشي القيادي الإخواني السابق، الباحث في شؤون التيارات الإسلامية، عن القبض على محمود عزت  قائلا: “كنا نثق أن محمود عزت داخل مصر، والقبض عليه من الأجهزة الأمنية المصرية ضربة قاتلة للتنظيم، نظرا لأن محمود عزت يعد الصندوق الأسود للتنظيم”.

وأضاف: “شخصية محمود عزت تعشق العمل السري وتجيد التخفي وسلوكه أيام كانت الجماعة موجودة يشبه سلوك العصابات السرية ويريد أن يذكر اسمه بعد ذلك في كتب تاريخ الجماعة على أنه شخص أسطورة استطاع خداع كل مؤسسات الدولة المصرية وفعل الأعاجيب ولم تستطع الدولة بكل أدواتها أن تقبض عليه لكن الأمن المصرى لقن الجماعة درسا قاسيا حيث تم إلقاء القبض عليه وهو ما سيربك الجماعة تماما”.

وأشار إلى أن مهمة محمود عزت كان هو الذي يقوم بدور لملمة أشلاء التنظيم بعد أحداث 2013 وهو لا يهتم بحكاية الظهور الإعلامي أو الحديث عنه وعن أخباره حتى لا يؤثر ذلك على المهمة الرئيسية له الآن وهي إنقاذ التنظيم، واصفا “عزت” بالصندوق الأسود للتنظيم”.

وأضاف: “محمود عزت ومعه مجموع القطبيين محمود حسين ورشاد بيومي، أخطر الشخصيات داخل جماعة الإخوان،  وكان خيرت الشاطر بالنسبة لهم هو أداة التنفيذ لقوته ونفوذه المالي”.

خبراء أمنيون: ضربة موجعة للإخوان

ثمّن خبراء أمنيون الضربة الأمنية القوية التي وجهتها وزارة الداخلية ضد جماعة الإخوان بالقبض على القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان محمود عزت، والتي أفشلت المخطط الإرهابي للجماعة خلال الفترة المقبلة، وقال اللواء دكتور علاء الدين عبدالمجيد الخبير الأمني، إن الأوراق التنظيمية التي تم ضبطها برفقة الإخواني “عزت” تؤكد أن الجماعة كانت تخطط لأعمال تخريبية خلال الفترة المقبلة، لا سيما أن هذه الأوراق بينها أجهزة وتقنيات حديثة للتواصل مع العناصر الإخوانية بالداخل والقيادات في الخارج.

ولفت الخبير الأمني، إلى أنه تبين أن عزت المؤسس للكتائب الإخوانية الإلكترونية والداعم لمخطط إثارة الشائعات خلال الفترة الماضية، فضلاً عن تأسيسه الجناح العسكري للإخوان لاستهداف البلاد بأعمال تخريبية.

من جانبه، هنأ الخبير الأمني فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة السابق، رجال الداخلية على الضربة الأمنية الناجحة التي أسفرت عن إلقاء القبض على القيادي الإخواني الهارب محمود عزت القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، موضحا أن هذه العملية الأمنية ستقوض عناصر الجماعة الإرهابية من المضي قدما في تنفيذ أية عمليات إرهابية تستهدف أمن واستقرار الشعب المصري.

وأضاف علام، أن “عزت” يعد من أعنف القيادات الإخوانية، التي سعت لنشر الفكر القطبي الإرهابي بين المجتمع، ونشر الفوضى والعمل على تنفيذ العمليات الإرهابية التي استهدفت الكثير من رجال الدولة المصرية خلال الفترة الأخيرة، تنفيذا لمخططات الجماعة الإرهابية في بث الرعب والخوف بين الشعب المصري.

وأضاف علام: أن جماعة الإخوان الإرهابية تعرضت لعدة ضربات أمنية ناجحة خلال الفترة السابقة، أفقدتها الكثير من قدرتها على تنفيذ مخططاتها الإرهابية، موضحا أيضًا أن جماعة الإخوان فقدت الكثير من شعبيتها في الشارع المصري بعد ما تم كشف زيفها ونواياها، لافتا إلى أن الجسم الكبير لجماعة الإخوان الإرهابية أصبح يعاني الآن من كثرة الضربات الأمنية الموجعة، والتي طالته من قيادتها إلى أصغر عناصره التي تقوم بتنفيذ العمليات.

وتساءل علام، أين كان محمود عزت طيلة هذه الفترة، ومن ساعده على الاختباء داخل الشقق السكنية التي كان يتردد عليها عقب سقوط نظام جماعة الإخوان الإرهابي، مضيفا أنه يجب الآن على رجال الأمن كشف وضبط كل من ساعد وعاون ذلك الإرهابي في تنفيذ تعليماته بالتخطيط للعمليات الإرهابية التي استهدفت النائب العام وغيره من القيادات سواء في الجيش والشرطة والقضاء.

وناشد وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، وسائل الإعلام في توعية وتوجيه المواطنين على الإبلاغ عن أي شخص يتم الشك فيه أنه ينتمي إلى هذه الكيانات الإرهابية، التي تعمل على إراقة الدماء واستهداف أمن واستقرار الشعب المصري، حتى يتثنى لرجال الأمن إلقاء القبض على هذه العناصر الإرهابية وتطهير مصر والوطن العربي من هذا الفكر المتطرف.

 

ربما يعجبك أيضا