أمومة خلف القضبان.. 10 أسيرات يلخصن معاناة الفلسطينيات

محمود

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 184 فلسطينية خلال 2021 بينهن 10 أمّهات حُرمن أطفالهن بفعل سياسات التنكيل.


يحل عيد الأم ثقيلًا على عائلات الأسيرات الفلسطينيات الـ32، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن بينهن 10 أمّهات حُرمن أطفالهن بفعل سياسات الاحتلال.

يصنعن الأمل من المستحيل

الأسيرة أماني الحشيم “33 عامًا” أم لطفلين 7 و8 سنوات، محكومة بالسجن 10 سنوات، تقول في إفادة لنادي الأسير، إن كل ما تمر به الأسيرات لا يمنعهن من مواصلة التشبّث بالأمل والحنان تجاه أطفالهن، فلم تمرّ مناسبة من دون صنْع هدايا لطفليها بأبسط الأدوات، رغم تعنت إدارة السجون.

ومع اقتراب موعد زيارة طفليها وزوجها لها في سجن اليامون، تعكف الأم على تجهيز هداياها التي تصنعها من الخيوط وعلب الطعام وغيرها من الوسائل المتوفرة، لتُسلّمها ليلة الزيارة لإدارة السجن التي تُفتّشها بدقة، عدا عن تحديد عدد القطع المسموح إخراجها شهريًا من السجن.

ويحتفظ ابنا أماني بعدد من الهدايا التذكارية، ولا ينفكّان عن طلب المزيد من أمّهما التي تجتهد في تلافي عقبات إدارة السجون التي تمنع الكثير من الهدايا وحتى المواد التي تصنع منها، إذ لا يسمح للأسيرات، مثلاً، باقتناء أدوات التطريز عدا الإبرة.

أم يخاف طفلها من عناقها

لا ألم أشد على الأم من فراق فلذات كبدها، ولا ألم أشد من أن يخاف طفلها عناقها، كحال الأسيرة الفلسطينية إسراء الجعابيص “37 عامًا”.

إسراء كانت تنقل بعض الأغراض إلى سكنها الجديد، بينها أنبوبة غاز ومع اقترابها من أحد حواجز قوات الاحتلال انفجر بالون السيارة الموجود بجانب المقود، واشتعلت النيران داخل السيارة.. رفضت الجنود إخراجها من السيارة المحترقة رغم صراخها وتوسلاتها، بزعم محاولتها تنفيذ عملية فدائية، رغم أن الشرطة الإسرائيلية ذاتها أعلنت أنه حادث سير عادي.

مع حروق من الدرجة الأولى والثانية أتت على 65% من ملامح جسدها ووجها، وفقدانها 8 من أصابع يديها، تغيرت شكل إسراء تمامًا، وبات ابنها معتصم (8 سنوات) يخافها ويخشى عناقها، فهي ليست أمه التي يعرفها.

رضع في أقبية الزنازين

“شو أعمل إذا ولدت بعيد عنكم وتكلبشت وأنا أولد وإنتوا عارفين شو الولادة القيصرية بره! كيف بالسجن وأنا مكلبش لحالي… أنا كثير تعبانة وصابني آلام حادة في الحوض ووجع قوي في أجري نتيجة النوم على “البرش” هذا جزء من رسالة الأسيرة أنهار الديك إلى أهلها في ديسمبر 2021.

وقُدّرَ للأسيرة الفلسطينية (25 عاماً) أن تحرر من سجون الاحتلال قبل أيام فقط من موعد ولادتها بكفالة 40 ألف شيكل ما يوازي 13 ألف دولار، و أن تخضع لسجن منزلي في بيت والدتها، لتنجو من حال كان يمكن أن يودي بها وبجنينها، كما حدث لـ 9 أسيرات فلسطينيات وضعن حملهن في سجون الاحتلال.

اسطبل خيل تحول إلى سجن للفلسطينيات

سجن “الدامون” الذي تحتجز فيه الأسيرات الفلسطينيات على قمة الكرمل أنشئ ثلاثينات القرن الماضي، خلال الانتداب البريطاني، لكن لم يكن من المفترض أن يكون سجنًا، بل اُستخدم في البداية أسطبلًا للخيل، ثم تحول إلى مصنع للتبغ.

وفي العام 1953 بدأت السلطات الإسرائيلية استخدامه كمعتقل، قبل أن يغلق لفترة وجيزة وفي العام 2000 ويعاد فتحه خلال الانتفاضة الثانية.

تنكيل منذ لحظة الاعتقال

تبدأ عمليات التعذيب والتّنكيل التي تُمارسها أجهزة الاحتلال بحقّ الأسيرات منذ لحظة الاعتقال، عبر إطلاق الرصاص عليهنّ في أثناء عمليات الاعتقال، والتفتيش العاري، والاحتجاز داخل زنازين غير آدمية، إضافة إلى إخضاعهنّ للتحقيق لمدد طويلة.

يرافق كل ذلك أساليب التعذيب الجسدي والنفسي منها: الشبح بوضعياته المختلفة، وتقييدهنّ طوال فترة التحقيق، والحرمان من النوم، والعزل والابتزاز والتهديد، ومنع المحامين من زيارتهنّ خلال فترة التحقيق، وإخضاعهنّ لجهاز كشف الكذب، والضرب المبرّح والصفع المتواصل.

الانتهاكات داخل السجون

بعد نقلهنّ إلى السجون، ينفذ الاحتلال بحقّ الأسيرات سلسلة من السياسات والإجراءات التنكيلية منها: الإهمال الطبي، والحرمان من الزيارة، وحرمان الأسيرات الأمهات من الزيارات المفتوحة ومن احتضان أبنائهنَّ، علاوة على سياسة العزل الانفرادي التي تزايد استخدامها خلال العامين الماضي والحالي.

وتعاني الأسيرات ظروفًا حياتية صعبة في سجن “الدامون”، منها وجود كاميرات في ساحة الفورة، وارتفاع نسبة الرطوبة في الغرف، وتضطرّ الأسيرات لاستخدام الأغطية لإغلاق الحمّامات، عدا عن “البوسطة” التي تُشكّل رحلة عذاب إضافية لهنّ، وسياسة المماطلة في تقديم العلاج اللازم لهنّ، وتحديداً الجريحات.

وخلال العام الماضي 2021، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 184 فلسطينية، وبلغ عدد الشهيدات الإناث 69  خلال ذات العام، ولا تزال قوات الاحتلال تحتجز جثامين 4 شهيدات وتمنع تسليمها إلى ذويهن لدفنها.

ربما يعجبك أيضا