لماذا تجددت الاشتباكات الحدودية بين طاجيكستان وقيرغيزستان؟

آية سيد

تجددت الاشتباكات الحدودية بين طاجيكستان وقيرغيزستان، ما يثير المخاوف من تحولها إلى صراع أوسع بين البلدين.


وقع تبادل لإطلاق النار بين طاجيكستان وقيرغيزستان، يوم الجمعة 3 يونيو 2022، على الحدود المتنازع عليها بين البلدين.

واتهمت طاجيكستان، أمس السبت، جارتها قيرغيزستان بإثارة الاشتباك الحدودي الذي يُعد الأخير في سلسلة من المواجهات المُسلحة بين الدولتين الواقعتين في آسيا الوسطى، بحسب ما أوردت رويترز في 4 يونيو 2022.

ماذا قالت طاجيكستان عن الاشتباكات؟

في ما يخص الاشتباكات الأخيرة، قالت وزارة الخارجية الطاجيكية يوم الجمعة الماضية في بيان عبر موقعها الإلكتروني “إن جنودًا من قيرغيزستان عبروا الحدود بالقرب من قرية “فوروخ” بطريقة متعمدة وغير قانونية”.

وأضاف البيان أنه “عندما طلب حرس الحدود الطاجيكي من الجنود القيرغيز المغادرة، رفضوا وبادروا بإطلاق النار. وردًا على هذا، أطلق حرس الحدود الطاجيكي النار ثم اتفق الجانبان على وقف إطلاق النار”.

وأوضح أن قيرغيزستان خالفت اتفاقية تنص على عدم إرسال قوات نظامية إلى المناطق الحدودية. ووصف البيان هذا بأنه “خطوة غير مقبولة تؤدي إلى تصعيد الموقف على الحدود”.

اشتباكات

موقف قيرغيزستان

صرّحت لجنة الأمن القومي في قيرغيزستان أن قواتها تبادلت إطلاق النار مع طاجيكستان على الحدود المتنازع عليها يوم الجمعة الماضية، ما نتج عنه سقوط جرحى في كلا الجانبين، بحسب ما أورد موقع بارونز في 3 يونيو.

وقالت قيرغيزستان في بيانها “إن العنف بدأ بتوغل للقوات الطاجيكية داخل الأراضي القيرغيزية”. وذكر البيان، “في تجاهل للمطالب القانونية بمغادرة أراضي الجمهورية القيرغيزية، فتح حرس الحدود الطاجيكي النار على أفراد الجيش القيرغيزي”.

وتابع البيان، “أعقب ذلك مناوشة بين قوات حرس حدود التابعة للبلدين، استخدم خلالها الجانب الطاجيكي مدافع الهاون”.

حوادث الاشتباكات الحدودية السابقة

تشهد الحدود بين طاجيكستان وقيرغيزستان اشتباكات متكررة، بحسب تقرير لرويترز، في 27 يناير 2022. وتستضيف الدولتان قواعد عسكرية روسية، وتُعدان حليفتينن مقربتين من موسكو، إلا أن اتفافات الحدود بينهما تتسبب في أزمات بين فينة وأخرى.

وفي 27 يناير الماضي، وقع تبادل لإطلاق النار بين قوات حرس الحدود الطاجيكية والقيرغيزية بسبب غلق أحد الطرق. وقالت السلطات القيرغيزية إن مواطنين طاجيك أغلقوا طريقًا بين مقاطعة باتكين وقرية إسفانا القيرغيزية. وعلى الرغم من أن حرس الحدود من كلا الجانبين نجحوا في فتح الطريق، اندلع القتال بعدها.

اشتباكات طاجيكستان

اتفاقية لوقف إطلاق النار

بحسب تقرير رويترز، دعا الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ستانيسلاف ثاس، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار على خلفية اشتباكات يناير الماضي. وقال، “ينبغي أن تتوقف المواجهة المسلحة على الحدود الطاجيكية-القيرغيزية على الفور”.

وقالت السلطات القيرغيزية لاحقًا إن الجانبين وافقا على وقف إطلاق النار بحلول منتصف الليل، ولكن القتال استمر 10 دقائق بعدها. ووفق حكومة مقاطعة باتكين في قيرغيزستان، جُرح 4 جنود، في حين ذكر مصدر أمني طاجيكي أن شخصًا لقى مصرعه وجُرح 11 آخرين.

نزاع على المياه

في واحد من أسوأ الاشتباكات الحدودية بين البلدين منذ سنوات، اندلع اشتباك عنيف يوم 28 إبريل 2021 على اثر تبادل إلقاء الحجارة بين الجانبين، بسبب حقوق المياه والحق في تركيب كاميرات مراقبة. وبحسب تقرير لبي بي سي، تطورت الاشتباكات إلى تبادل لإطلاق النار، وجرى الاتفاق على عقد هدنة وسحب القوات، ولكن إطلاق النار استمر فترة.

وقالت وزيرة الصحة القيرغيزية في بيان متلفز إن 31 شخصًا قُتلوا وأكثر من 150 شخصًا جُرحوا منذ اندلاع العنف. وأوردت بي بي سي أنه جرى إجلاء 10 آلاف شخص من منازلهم.

تبادل لإطلاق النار بين طاجيكستان وقيرغيزستان

ما أسباب الاشتباكات الحدودية؟

كانت طاجيكستان وقيرغيزستان جزءًا من الاتحاد السوفيتي، ولكن بعد انهياره في العام 1991 وانفصال الجمهوريات السوفيتية، ظهرت الخلافات الحدودية التي تحولت إلى أحداث عنف في بعض الأحيان.

ووفق تقرير بي بي سي، يشهد ثلث الحدود المتعرجة بين طاجيكستان وقيرغيزستان، البالغ طولها 1000 كم، نزاعات بين الجانبين. وتتمثل أسباب النزاع في القيود المفروضة على إمكانية الوصول للمياه والأراضي التي يعتبرها السكان المحليون ملكًا لهم، وكثيرًا ما أدت إلى اشتباكات عنيفة في الماضي. وتثير هذه الاشتباكات المتكررة مخاوف من اندلاع صراع أوسع بين البلدين.

ربما يعجبك أيضا