«يوم حاسم» في ليبيا.. تصويت على القاعدة الدستورية وتحذيرات من مخطط الإخوان

محمود طلعت

محمود طلعت

تعقد بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يوم الأربعاء (11 أغسطس 2021) اجتماعا افتراضيًا للنظر في النتائج التي خلصت إليها لجنة التوافقات ومناقشة ملتقى الحوار الليبي والتصويت على القاعدة الدستورية التي من شأنها تنظيم الانتخابات المقرر عقدها أواخر العام الجاري.

مقتــرحات «القاعدة الدستورية»

اختتمت لجنة التوافقات المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي مداولاتها التي جرت أيام 16 و27 و30 يوليو، و2 أغسطس، دون التوصل لاتفاق بشأن أي منها، وفق ما أعلنه منسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ريزدون زنينيغا.

ومن المقرر أن يبحث ملتقى الحوار غدًا 4 مقترحات تتمثل في: إما انتخابات برلمانية ورئاسية في ديسمبر، وإما برلمانية فقط وتأجيل الرئاسية لحين استكمال الدستور.

أما بخصوص المقترح الثالث فهو تأجيل كلي للانتخابات لحين وضع دستور دائم، والمقترح الرابع يتوقع أن يتضمن  تحديد فترة زمنية لإنجاز دستور دائم تقام على أساسه الانتخابات.

61 155155 libya elections dialogue constitutional

تنظيـــــمات الإسـلام الســـياسي

والمقترح الثالث وضع بناء على طلب من تنظيمات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان، حيث إن تأجيل انتخاب الرئيس سيرفع عنهم خطر قدوم رئيس ينتخبه الشعب مباشرة؛ فيكون له صلاحيات وشرعية قوية يستخدمها في تطهير المؤسسات من الإرهابيين.

ومقترح تأجيل الانتخابات لحين وضع دستور من شأنه إطالة أمد الانتخابات لمدة قد لا تقل عن عامين؛ ما يوفر فرصة لتنظيم الإخوان الإرهابي لإعادة لملمة وتقوية صفوفه.

ووفقا لمراقبين، فإنه في حالة عدم إنجاز الدستور في الـ6 أشهر، يُحول الأمر إلى مجلس النواب ليصدر قاعدة دستورية ملزمة للجميع.

يقول خبراء إن أعضاء ملتقى الحوار رضخوا لابتزاز الإخوان وتهديداتهم بعد أن كان هناك قاعدة واحدة يجب أن تقام عليها المباحثات، وهي انتخاب مباشر من الشعب للرئيس والنواب، إلا أنه الآن استطاعت تنظيمات الإسلام السياسي إضافة مقترحين آخرين يخدم فكرتهم.

تحذيرات من تلاعب «الإخوان»

عدد كبير من السياسيين حذروا بلهجة شديدة من تلاعب تنظيم الإخوان الإرهابي بالقاعدة الدستورية للانتخابات للتآمر على العملية الانتخابية، معتبرين أن الحياد عن إجراء انتخابات مباشرة رئاسية وبرلمانية «أمر غير مقبول».

ويؤكد ذلك الكاتب السياسي سلطان الباروني، والذي قال إن أفضل الاختيارات هو ما تم التوافق عليه سابقا، واعتمدته السياسة الدولية بشأن الانتخابات الليبية، ألا وهو الاقتراع المباشر من الشعب الليبي لاختيار النواب والرئيس.

ويرى الباروني أن تنظيم الإخوان وأذرعه يسعون بكل جهدهم لإيقاف الانتخابات التي قد تطيح بهم نهائيا من المشهد السياسي في ليبيا، حيث أنهم أعلنوا أكثر من مرة انقلابهم على الانتخابات حال اختيار رئيس ليس متوافق مع توجهاتهم الخبيثة.

اســـتهداف مفوضية الانتــخابات

الكاتب الصحفي الليبي محمد بعيو، حذر من أن هجمات الإخوان على المفوضية العليا للانتخابات وفي حق رئيسها الشرعي «يتجاوز الحماقة إلى السفه، ومحاولة لعرقلة الانتخابات بأي شكل من الأشكال».

الإخوان

وقال بعيو موجها حديثة للشعب الليبي «إذا أردتم انتخابات حقيقية في ليبيا، يجب على مجلس النواب، والمجلس الرئاسي، والحكومة المؤقتة، والمجلس الأعلى للقضاء، والنائب العام، اتخاذ الإجراءات اللازمة والحاسمة والحازمة، بمنع وإيقاف أبواق الفتنة والتحريض».

وأضاف أن الذهاب إلى الإنتخابات واختيار السلطات من خلال التصويت الشعبي المباشر، أصبح واقعاً لا خلاف عليه، ولا مناص ولا مهرب منه، لهذا يجب على مؤسسات السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية، اتخاذ كل التدابير التي تضمن إجراءها ونزاهتها والقبول بنتائجها مهما كانت.

الجيــش الليبي.. صمام أمان

وأمس الإثنين قال قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر في كلمة بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش الليبي، إن «الجيش لن يكون خاضعاً لأي سلطة إلا إذا كانت منتخبة من الشعب كونه مصدر السلطات، وذلك مهما بلغت حنكة الكائدين وتألقهم في المراوغة والتحايل والخداع باسم المدنية».

وأضاف «رغم الاختلافات الحادة في المواقف تجاه الوطن في الماضي والحاضر وما نتج عنها من تصعيد بلغ حد المواجهات المسلحة، ها نحن نمد أيدينا للسلام العادل بكل شجاعة وثقة في النفس من أجل المصلحة العليا للبلاد ومن أجل الأجيال القادمة».

وتابع قائد الجيش الوطني الليبي: «ستبقى أيادينا ممدودة لكل من يعمل على المصالحة.. وتضميد الجراح وطي صفحات الماضي بكل مآسيها لنبني ليبيا جديدة يعم فيها الخير والسلام ويعيش فيها المواطن عزيزا كريما».

ربما يعجبك أيضا