الروهنجيا.. الموت مرضًا أو حرقًا !

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

أكبر مجموعة محرومة من الجنسية في العالم يعاملون كأجانب في بورما، حيث فرّ أكثر من نصف مليون شخص من الروهنجيا إلى بنجلاديش منذ آب / أغسطس الماضي، يضافون إلى نصف مليون آخر كانوا يقيمون في مخيمات لللاجئين وسط ظروف صعبة.

يقول المهاجرون إنه ليس بوسعهم العودة إلى بورما حيث لا يعترف بهم كمواطنين، كما أنهم يتعرضون للاضطهاد بصفة منتظمة.

كارثة صحية

في ظروف معيشية صعبة، ومخيمات غير مهيئة لإيواء اللاجئين، يعيش نحو مليون روهينجي في بنجلاديش. اللجنة الدولية للصليب الأحمر حذرت من كارثة صحية ومن انتشار الأوبئة خاصة في ظل ظهور حالات من الإسهال الشديد في مخيمات تفتقر إلى البنى التحتية والخدمات الصحية المطلوبة.

منظمة الصليب الأحمر حذرت من انتشار وباء الكوليرا بين الروهينجا في بنجلاديش، وذكرت أنه في بعض المخيمات يستخدم مئات الأشخاص مرحاضاً واحداً، منددة بالصرف الصحي.

وأعلنت المنظمة  الدولية عن وصول نحو مليون لقاح ضد الكوليرا في المخيمات التي يشك فيها بانتشار الأوبئة، وتقدّر المنظمة حاجة المخيمات من المياه الصالحة للشرب يومياً بنحو 3 مليون لتر يوميًا.

كما أشارت  إلى حالات سوء التغذية التي كان يعاني منها لاجئو الروهينجا في بورما نتيجة الفقر الشديد.

الأمم المتحدة نددت بوضع اللاجئين في بورما محملة السلطات البورمية المسؤولية، ومطالبة إياها بوقف أنشطتها العدائية تجاه الروهنجيا معتبرة ما يحدث كابوساً انسانياً.

مساعدات مفقودة وفئات منسيّة

نسبة من لاجئ الروهنجيا بالمخيمات يتسلمون نسبة من المساعدات الغذائية التي تقدمها المنظمات الدولية، إلا أن فئات أخرى لا تزال “منسيّة”.

معاناة الروهنجيا لا تتوقف فقط على الفارين من بورما إلى مخيمات بنجلاديش، إذ لا يزال هناك مئات الآلوف منهم محاصرون داخل قراهم وسط وشمال إقليم أراكان وجنوبها.

ويروي الفارين من ويلات الاضطهاد في مخيمات بنجلاديش ملاحقتهم المرعبة من قبل جنود وشرطة ميانمار، الأمر الذي يعزز الشواهد على استمرار عمليات التطهير العرقي الممنهجة نحوهم والتي تحدثت عنها الأمم المتحدة أكثر من مرة.

الثابت أنه منذ نهاية آب/ أغسطس الماضي حرقت عشرات من قرى مسلمي الروهنجيا وأبيد ساكنوها وتتواصل مطاردات الفارين منهم عبر حملات حكومية منظمة فيما لم تبد سلطات ميانمار أية استجابة لنداءات الأمم المتحدة لإيقاف العنف في إقليم أراكان.

يلاحق البوذيون مسلمي الروهنجيا حتى خارج ميانمار وإقليم أراكان حيث تفرقوا في البقاع بحثاً عن الأمان، وكعادتها أبدت الأمم المتحدة القلق ودعت مفوضيتها السامية لشؤون اللاجئين المجتمع الدولي إلى إبداء التعاطف المطلوب نحوهم بموجب المواثيق الدولية باعتبارهم فارين من الاضطهاد والعنف، في الوقت الذي لا يزال مئات الآلاف من الروهنجيا ينتظرون الموت إما بالمرض أو بأيدي البوذيين.

ربما يعجبك أيضا