إنتاج معدن اليورانيوم.. رصاصة أخيرة للاتفاق النووي

محمد عبدالله
الملف النووي الايراني

رؤية – محمد عبدالله

نددت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك بقرار إيران إنتاج اليورانيوم المعدني، معتبرة إياه خرقا لالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي، وتقويضا لفرص العودة إلى الدبلوماسية. في حين رفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الانتقادات الأوروبية، ودعاها إلى التركيز في فقرات خطة العمل الشاملة المشتركة قبل مطالبة بلاده بوقف إجراءاتها.

138042182 247173583592642 6927680294836283880 n

انزعاج أوروبي

بقلق وانزعاج استقبلت عواصم أوروبية تأكيد وكالة الطاقة الذرية خبر إنتاج إيران معدن اليورانيوم في منشأة أصفهان، بعدما كشفت مفتشو الوكالة أنهم تحققوا في الثامن من الشهر الجاري من وجود 3.6 جرامات من هذه المادة . مادة ووفقا للاتفاق الحي الميت، تعهدت إيران بوقف إنتاجها وعدم إجراء البحوث فيها لمدة 15 عاما!

«إيران تجازف بفرصة استئناف الجهود الدبلوماسية بشأن الاتفاق النووي».. تحذير أوروبي مباشر تضمنه البيان الأوروبي الثلاثي من مغبة المضي في اتخاذ المزيد من الخطوات على طريق تطوير برنامجها النووي خارج المتفق عليه بعد إنتاج طهران اليورانيوم المعدني.

الخارجية الفرنسية دعت طهران إلى الحفاظ على الحيز السياسي للبحث عن حل تفاوضي والابتعاد عن أي انتهاك جديد قد يفاقم الأزمة . وعلى نحو مماثل قالت بريطانيا وألمانيا إن زيادة عدم امتثال إيران لاتفاق فيينا لا يسهم في تحقيق أهداف خطة العمل الشاملة المشتركة.

وكان تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أشار إلى أن طهران نفذت خطتها لإنتاج معدن اليورانيوم وأنها قد تمنع تفتيش منشآتها النووية هذا الشهر.

تصعيد سياسي وآخر عسكري

تصعيد سياسي تزامن وآخر عسكري ترجم أنه رسالة مباشرة لإيران. تغييرات في القيادة الأمنية الإسرائيلية شملت مديرا جديدا للمخابرات في الجيش الإسرائيلي. لا همّ يعلو في إسرائيل هذه الأيام على الهم الإيراني خصوصا في ظل التصعيد النووي والعسكري والكلامي الذي تنتهجه إيران في الأيام الماضية.

إسرائيل التي تنتظر مصير أي مفاوضات محتملة بين الولايات المتحدة وطهران تعمل على تمتين جبهتها الداخلية في وجه أي اختراق ممكن. لهذا السبب عمدت إلى تعيين مدير جديد للمخابرات في الجيش في خطوة فسرها مراقبون على أنها رسالة مباشر لطهران مفادها أن تل أبيب تستعين بأفضل قيادييها العسكريين لاجتياز المرحلة المقبلة.

ولعل التعيين الأبرز في هذا الإطار لمنصب مستحدث غير عسكري هو تعيين رئيس مجلس الأمن القومي «مائير بن شبات» ممثلا له في مسألة الاتصالات مع القوى العظمى بشأن الاتفاق النووي مع إيـران ومبعوثا لهذه القضية.

موقف أمريكي حازم

ضرورة امتثال إيران بالتزاماتها بشكل كامل بموجب الاتفاق تعتبره واشنطن شرطا أساسيا للعودة إلى الصفقة النووية، وفق تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض التي أشارت إلى احتمالية إطلاق محادثات مع الشركاء والحلفاء عبر مجموعة 5+1 في وقت لاحق .

الموقف الأمريكي تجاه إيران، يبدو أكثر حزمًا، في الملف النووي وسواه من القضايا. فالبنتاجون، يصفُ طهران بأنها عاملُ عدم استقرار من خلال نشاطها المتمثل في دعم الإرهاب في المنطقة،ويصرّ على عودتها إلى التزاماتها النووية قبل أي خطوة أخرى.

منذ 2018 أصيب الاتفاق النووي بالشلل وبأعراض أخرى بعد انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه. وبعد عودة إدارة الرئيس بايدن إليه، تقابله تحديات وحسابات داخلية وخارجية قبل تحقيقه إن تحقق. وحتى الآن طهران وواشنطن في أوج حرب تصريحات بشأن من ينبغي عليه اتخاذ الخطوة الأولى.

ربما يعجبك أيضا