وداعًا بوتفليقة.. أبرز المحطات في حياة الرئيس الجزائري الراحل

محمود طلعت
الرئيس الجزائري الراحل عبدالعزيز بوتفليقة

محمود طلعت

رحل عن عالمنا في ساعة متأخر من مساء الجمعة (17 سبتمبر 2021)، الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة، عن عمر ناهز 84 عامًا حيث أمضى قرابة الـ20 عاما في السلطة، وحفلت حياته بالكثير من الأحداث.

المولد والنشــأة

ولد عبدالعزيز بوتفليقة في الثاني من مارس عام 1937م بمدينة وجدة المغربية التي عاش وترعرع فيها إلى أن أنهى دراسته الثانوية.

وفي سن التاسعة عشرة من عمره التحق بجيش التحرير الوطني عام 1956م، حيث خدم في الولاية التاريخية الخامسة «منطقة وهران»، وكلف بمهام بعضها على الحدود الجزائرية المالية.

بوتفليقة 1

العمل السياسي

وفي سن الخامسة والعشرين وتحديدا خلال العام 1962م عقب استقلال الجزائر، انضم بوتفليقة إلى حكومة بن بلة في حقيبة الشباب والرياضة والسياحة وبعد بضعة أشهر، عين وزيرا للشؤون الخارجية.

وفي عام 1965، قرر بن بلة إقالته من وزارة الخارجية، وفي اليوم التالي، حدث الانقلاب العسكري الذي نفذه وزير الدفاع آنذاك، هواري بومدين، في ما بات يعرف بـ«التصحيح الثوري»، وعاد بوتفليقة لمنصبه الذي لم يفارقه إلا بعد 14 عاما.

حافظ الأسد

فترة عصيبة

أما عام 1978 فكان شاهدا على فترة صعبة وعصيبة من حياة بوتفليقة حيث سحبت منه حقيبة الخارجية عقب وفاة الرئيس هواري بومدين وتولي الشاذلي بن جديد رئاسة الجمهورية، وبعدها في العام 1979، عين وزيرا للدولة دون حقيبة.

طرد بوتفليقة من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني في العام 1981، كما طرد هو وعائلته من الفيلا، التابعة للدولة، التي كان يشغلها في أعالي العاصمة الجزائرية، وفي نفس السنة، غادر الرئيس الجزائري الراحل البلاد ولم يعد إليها إلا بعد 6 سنوات.

في 8 أغسطس 1983، أصدر مجلس المحاسبة حكما يدين بوتفليقة باختلاس أموال عمومية تتجاوز قيمتها 60 مليون دينار جزائري آنذاك.

وبضمانات من الرئيس الشاذلي بن جديد بعدم ملاحقته، عاد بوتفليقة إلى الجزائر عام 1987م بعد 6 سنوات قضاها خارج بلاده، وشارك في المؤتمر السادس لحزب جبهة التحرير الوطني سنة 1989 وانتخب عضوا في لجنته المركزية.

11872365161554314035

منصب الرئاسة

قدّم الرئيس الجزائري الراحل عبدالعزيز بوتفليقة عام 1999م نفسه مرشحا مستقلا للانتخابات الرئاسية إثر استقالة الرئيس اليامين زروال، وفاز فيها بعد انسحاب جميع منافسيه بسبب تهم بالتزوير.

وفي أبريل 2004، فاز بولاية ثانية بعد حملة انتخابية شرسة واجه خلالها رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، ثم أعيد انتخابه لولاية ثالثة في أبريل 2009، بأغلبية 90.24%.

متاعب صحيـة

بدأت رحلة المتاعب الصحية للراحل بوتفليقة في العام 2005 عندما تعرض لوعكة صحية نقل على إثرها إلى مستشفى عسكري في فرنسا، وأجرى خلالها عملية جراحية في المعدة.

والأزمة الصحية الأكبر كانت في أبريل من عام 2013، حيث أصيب بوتفليقة بجلطة دماغية، نقل على إثرها إلى المستشفى الفرنسي نفسه، وبقي إلى يوم عودته إلى الجزائر في 16 يوليو 2013 على كرسي متحرك.

بعد عودته، ورغم تشكيك الكثيرين في قدرته على ممارسة صلاحياته كرئيس للدولة، إلا أن بوتفليقة، خاض معترك الانتخابات لولاية رئاسية رابعة عام 2014 وفاز بها بعد حملة انتخابية أدارها بالنيابة عنه أعضاء الحكومة ومسؤولون في حزبه.

بوتفليقة 2 1

حراك شـــعبي

وكاد بوتفليقة يشق طريقه لعهدة خامسة، إلا أن الحراك الشعبي الذي اندلع في فبراير عام 2019 أفشل ذلك، ودفعه إلى الاستقالة من منصبه في أبريل 2019، ومنذ ذلك الوقت لم يظهر إلى الرأي العام، حتى أعلنت الرئاسة الجزائرية فجر السبت (18 سبتمبر 2021) وفاته.

كما أعلن الرئيس الجزائري الحالي عبدالمجيد تبون تنكيس العلم الوطني، لمدّة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم السبت 18 سبتمبر 2021، عبر كامل التراب الوطني، على إثر وفاة بوتفليقة.

ربما يعجبك أيضا