بوشكين.. من قلبه انطلقت أشعار على هيئة جداول حب

شيرين صبحي

رؤية- شيرين صبحي

“أيتها الأحلام، أين حلاوتك، يا أيتها الأحلام؟، وأين بهجة الليل؟، لقد تلاشت أحلامي، والآن ها أنا ذا مستيقظ لوحدي، وسط العتمة العميقة، والليل الساكن يطوّق سريري، على حين غرة، تتسلل الرعشة إلى أحلام حبي، فتفرّ مني”.

36 عاما فقط، هي كل السنوات التي عاشها ألكسندر بوشكين، أمير شعراء روسيا، الذي أطلقت على فترة إنتاجه في القرن التاسع عشر بالعصر الذهبي للشعر الروسي.

ولد بوشكين مثل هذا اليوم 6 يونيو 1799 لأسرة من النبلاء، وعلى الرغم من ذلك فقد جسد بأعماله الشعرية والنثرية الشخصية النموذجية، التي تنتمي إلى مختلف الحياة الروسية من فلاحين وأميين وعبيد.

جسد بوشكين روح الحياة الروسية، كما تقول ناتاليا سيرغفنا، المتخصصة في الأدب الروسي، وهو كان أول من دعا إلى المذهب الواقعي وله الفضل في صياغة اللغة الروسية، ففي زمنه كانت اللغة الفرنسية هي لغة القصور والأدب، مما يعني أن بوشكين هو الذي أعاد للروسية كرامتها وأصبحت بفضله لغة جبارة.

أحب بوشكين، ناتاليا جاتشروفا، وهي واحدة من أجمل حسناوات موسكو، فتزوجها وأنجب منها أربعة أبناء، ولم يعبا بتحذيرات عرافته التي أخبرته أن نهايته ستكون على يد تلك المرأة.

لم تستمر حياته السعيدة طويلا، حيث ضاق البلاط القيصري بأشعاره، حتى أن القيصر ألكسندر الأول قال إن بوشكين أغرق روسيا بالأشعار المثيرة والمناهضة التي تحفظها الشبيبة عن ظهر قلب لذلك يجب إيقافها.

تم تدبير مكيدة للايقاع ببوشكين، من خلال ترويج شائعات عن ارتباط زوجته بالنبيل الفرنسي جورج دانتس، مما جعله يدعوه إلى مبارزته.

في غابة بضواحي سان بطرسبورغ، وقف الرجلان وهما يوجهان مسدسيهما. لكن البارون دانتس، كان هو من أطلق أولاً. سقط بوشكين على الثلج، فتم نقله إلى منزله، ولم تجدي مساعدة الأطباء. ليقول بوشكين آخر كلماته لأصدقائه: “لقد انتهى الأمر، أنا ذاهب، بالكاد أستطيع التنفس، سأختنق”. وبالفعل رحل بوشكين بعد ثلاثة أيام من تلك المبارزة.

من قصيدته “الليل” نقرأ..
صوتي الذي يضفي عليه الحب
رقة وشوقاً
يزعج سكينة الليل الحالم..
في حين تحترق شمعة ناحلة شاحبة
قرب سريري فتذيب نفسها..
من قلبي تنطلق أشعارٌ متسارعة
على هيئة جداول من الحب
تترنم
تنشد
ثم تتمازج.
تنطلق، مليئة بكِ
زاخرة بشوق متعاظم.
يخيل إليّ أنني أبصر عينيكِ
تشعّان في الظلمة
وتلتقيان عينيّ
أرى ابتسامتكِ
وأراكِ تتحدثين إليّ وحدي، هامسة:
أي صديقي!
يا أعز أصدقائي
أحبــ…كَ
أنا لكَ..
خاصتكَ
 

ربما يعجبك أيضا