شغب الملاعب الأردنية يظهر ويختفي.. ما الأسباب؟

علاء الدين فايق

قرر الاتحاد الأردني لكرة القدم، إقامة مباراة الوحدات والفيصلي، الجمعة المقبل، ضمن دور ربع النهائي من كأس الأردن 2022، دون جمهور، بناءً على طلب الجهات الأمنية.

وبحسب بيان رسمي صادر عن الاتحاد، أمس الاثنين 10 أكتوبر 2022، يأتي القرار حفاظًا على سلامة أركان منظومة كرة القدم، وسط مطالبات بوضع حل جذري لظاهرة شغب الملاعب التي تظهر وتختفي لأسباب كثيرة، خاصة بين قطبي كرة القدم الأردنية، الفيصلي والوحدات.

تحريض على العنف

أوقفت الأجهزة الأمنية الأردنية، أمس الأول الأحد، شخصين بثا منشورات وفيديوهات تحض على العنف والكراهية في ملاعب كرة القدم. وقال الناطق باسم مديرية الأمن العام، العقيد عامر السرطاوي، إن وحدة الجرائم الإلكترونية تراقب كل ما ينشر بهذا الخصوص، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق الحسابات والصفحات التي تحض على العنف والكراهية، وإغلاقها “أيًّا كان مصدرها”، وملاحقة القائمين عليها.

وشدد السرطاوي على عدم التهاون مع أي سلوك يهدد السلم المجتمعي، مهيبًا بالجميع “نبذ مثل هذه السلوكيات الدخيلة على أسرتنا الأردنية الواحدة، والتي لا تمت إلى أخلاقنا وعاداتنا بصلة”.

شغب المشجعين الغاضبين

مساء يوم الجمعة الماضي، استخدمت قوات الدرك التابعة لمديرية الأمن العام الأردنية، الهراوات والغاز المسيل للدموع، لتفريق مجموعات من المشجعين الغاضبين، في أعقاب خسارة فريق الوحدات أمام الحسين إربد. وأقيمت المباراة على استاد القويسمة الواقع شرقي العاصمة عمّان، وهي المنطقة التي تقطنها أعلى نسبة من جماهير فريق الوحدات.

ويعد اللقاء المقبل بين فريقي الوحدات والفيصلي، حاسمًا ومهمًا في تكريس صدارة الدوري. ومع تعادل الفيصلي والرمثا، على ملعب الملك عبدالله الثاني في القويسمة الجمعة، رفع الفيصلي رصيده إلى 44 نقطة في صدارة الدوري، في حين رفع الرمثا رصيده إلى 23 نقطة في المركز السابع.

ظاهرة تحتاج إلى علاج

يقول مختصون في الشأن الرياضي، إن الشغب داخل الملاعب الأردنية وخارج أسوارها عقب انتهاء المباريات، بات ظاهرة تحتاج إلى علاج فوري. ويرى ناشطون أن عوامل كثيرة أسهمت في إبراز هذه الظاهرة، مع مجموعة من الأسباب النفسية والتربوية والاجتماعية، إضافة إلى الظروف الاقتصادية التي يعيشها المواطن الأردني عمومًا.

وتوصلت دراسة سابقة، إلى أن التوتر والقلق والعصبية الزائدة، وبخاصة في أثناء المنافسات النهائية، يؤدي إلى شغب الملاعب، وأن غياب الدور التربوي للأسرة في توعية الأبناء نحو الممارسة الرياضية الصحيحة يؤدي إلى الشغب الرياضي. وعادة ما يثير تلفظ بعض المشجعين بالألفاظ النابية حفيظة مشجعي الفرق الأخرى، وهذا بدوره يؤدي إلى الشغب الذي تكون نتيجته تدمير الممتلكات العامة والخاصة.

ضعف التوعية الإعلامية

وفقًا للدراسة، فإن ضعف التوعية الإعلامية يؤدي هو الآخر إلى الشغب الرياضي. وفي هذا الصدد، قال الإعلامي الرياضي الأردني، عوني فريج، إنها المرة الأولى منذ سنوات التي تشهد فيها مباراة الفيصلي والوحدات شحنًا سلبيًّا وتهديدات تنذر بكارثة. واستنكر فريج في منشور على فيسبوك، دور الأندية التي “تترك الساحة للجماهير تقرر وتوجه وترسم حتى سيناريو ما سيحدث”.

وتساءل فريج: “لماذا لا تجتمع الأندية وتبلغ الجماهير بأنها مقبلة على مباراة كرة وليس حربًا؟ نحن ما زلنا نعيش مأساة قتلى الملعب في إندونيسيا”. وعقب: “الموضوع يثير قلق كل أجهزة الدولة، مع الثقة بأن الأجهزة الأمنية لديها القدرة الفائقة على التعامل بحزم مع كل من يحاول إخراج المباراة عن سياقها الرياضي النظيف”.

ربما يعجبك أيضا