غيوم فوق المتوسط.. مصر تبحث تأمين حدودها ضد أطماع تركيا في ليبيا

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تتزايد أطماع تركيا في منطقة البحر المتوسط في الآونة الأخيرة للاستحواذ على مناطق التنقيب عن الغاز والثروات النفطية محاولة التغول على حقوق دول الجوار في المنطقة منها اليونان وقبرص وليبيا مستغلة اتفاقًا للتنقيب عن النفط والغاز وقعته حكومة تركيا مع حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، وهو ما رفضه البرلمان الليبي واعتبره الجيش الوطني بزعامة المشير خليفة حفتر اعتداءً صارخًا على السيادة الليبية وبمثابة احتلال.

الغيوم تتكاثف في سماء المتوسط، منذرة باندلاع نيران الصراع عقب ساعات من إقرار البرلمان التركي توقيع اتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع حكومة الوفاق وترسيم الحدود البحرية بينهما، التي وقعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، أواخر الشهر الماضي.

في الوقت نفسه تسعى مصر لتأمين حدودها ومشاورة أطراف إقليمية نحو مزيد من التعاون ضد أطماع “أنقرة” في غاز المتوسط والتدخل في الشؤون الليبية والدخول بالمنطقة في آتون صراع كبير، فأبرمت القاهرة مشاورات قوية مع اليونان وقبرص وإيطاليا والمغرب، فضلًا عن التدابير والإجراءات التي تتخذها القوات المسلحة لحماية الحدود المصرية وخاصة البحرية.

تدابير عسكرية

اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس السبت، مع الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية المصرية.

وصرح بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في بيان، أمس، بأن الاجتماع تناول استعراض آخر المستجدات على صعيد التدابير والإجراءات التي تتخذها القوات المسلحة لحماية الحدود المصرية وتأمينها وإحكام السيطرة عليها، فضلًا عن آخر تطورات جهود القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره وتعزيز قدرات التأمين الشامل على امتداد الحدود البرية والبحرية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة.

وأشاد الرئيس المصري بما يبذله الجيش من جهد لمكافحة الإرهاب وتدعيم الأمن والاستقرار في مصر، موجهًا بمواصلة رفع مستوى القدرات والتدريب والاستعداد القتالي.

وتتزامن التدابير العسكرية المصرية مع قول مصادر ليبية، إن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج سيطلب من تركيا إرسال قوات إلى ليبيا، بحسب موقع “العربية”.

فيما أفادت وسائل إعلام تابعة لحكومة الوفاق الخميس الماضي، بموافقة السراج على طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرسال قوات من الجيش التركي إلى طرابلس لمساندته بوجه الجيش الليبي.

مشاورات دبلوماسية

وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، مساء السبت، اتصالًا هاتفيًا بنظيره المغربي “ناصر بوريطة”، وذلك في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين.

وذكر المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، في بيان، أن الوزيرين تبادلا الرؤى حول قضايا المنطقة، وعلى رأسها الشأن الليبي، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك بغية تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، واستعراض سبل الدفع قُدمًا بجهود التوصل لتسوية شاملة للأزمة.

وفي السياق ذاته، تلقى وزير الخارجية المصري اتصالًا هاتفيًا، الخميس الماضي، من وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو. تطرق الاتصال لآخر مستجدات الأزمة في ليبيا وسبل دفع جهود استعادة الأمن والاستقرار هناك ودعم مسار التحضير لمؤتمر برلين.

وأطلع “دي مايو” نظيره المصري على نتائج زيارته الأخيرة إلى ليبيا ولقاءاته هناك، وتناول الوزيران مخاطر التصعيد الراهن جراء خطوة توقيع مذكرتي التفاهم بين الحكومة التركية و”فايز السراج”، لما تمثله تلك الخطوة من انتهاك لاتفاق الصخيرات، وتعارضها مع جهود التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة في ليبيا.

كما توافق الوزيران على العمل على الدفع قدمًا نحو تشجيع الأطراف الليبية على الانخراط الفوري والتعاون الكامل مع المبعوث الأممي، وذلك سعيًا لتحريك مسار برلين السياسي.

المسرح الليبي

أعلن رئيس أركان القوات البحرية في الجيش الليبي اللواء فرج المهدوي، حالة التأهب القصوى ورفع الجاهزية الأمنية؛ تحسبًا لاحتمال دفع أنقرة بمزيد من الأسلحة والجنود إلى ليبيا.

وقال اللواء المهدوي، بحسب قناة “العربية” الإخبارية، اليوم الأحد، إن القوات البحرية مستعدة لكل الاحتمالات ولديها من القوة ما يكفي لصد أي انتهاك تركي للسواحل الليبية، مشيرًا إلى أن هناك رقابة ومتابعة دقيقة على كل السفن القادمة إلى الغرب الليبي.

شدد رئيس أركان القوات البحرية في الجيش الليبي على جاهزية الجيش للتدخل في أي وقت وتحت أي ظرف، كما سيعمل جاهدًا لمنع دخول أي دعم للمليشيات المسلحة ووصول الأتراك إلى الأراضي الليبية.

وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي خالد المحجوب أن قطر وتركيا تستخدمان السفن التجارية لأغراض عسكرية لدعم الميليشيات في طرابلس.

يأتي ذلك تعقيبًا على توقيف البحرية الليبية، سفينة يقودها طاقم تركي عليها علم جرينادا، واصطحبتها إلى ميناء رأس الهلال شرقي ليبيا للتفتيش، حسب ما أفادت فضائية “سكاي نيوز عربية”، أمس السبت. وأوضح الجيش الليبي، أنه يجري التحقق من حمولة السفينة التركية والتعامل معها، واتخاذ الإجراءات المتعارف عليها دوليًا.

ربما يعجبك أيضا