لطي أيام «ترامب».. «بايدن» يهدي الجنسية الأمريكية لـ 9 ملايين مهاجر

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

بعد 4 سنوات من القيود الصارمة التي فرضها دونالد ترامب على آلاف المهاجرين في أمريكا، يفتح جو بايدن أبواب الأمل أمامهم من جديد، لا سيما بعد أن أعلن دعمه لبرامج حماية المهاجرين التي حاول ترامب إلغاءها، مثل الإجراءات المؤجلة بموجب برنامج داكا للمهاجرين غير المصرح لهم والذين تم جلبهم إلى الولايات المتحدة في سن الطفولة، إذ تمنح الأطفال حماية من الترحيل وتسمح لهم بالعمل.

في غضون ذلك، كشف مسؤولون أمريكيون، أن الرئيس جو بايدن سيصدر تعليمات لحكومته، اليوم الثلاثاء، بتسهيل تجنيس 9 ملايين مهاجر مؤهلين للحصول على الجنسية الأمريكية، كما سيوقع أمرًا تنفيذيًا بلم شمل العائلات على جانبي الحدود مع المكسيك.

ونقلت «العربية نت» عن هؤلاء المسؤولون الكبار في الإدارة الأمريكية، إن هذه التعليمات ستصدر في سلسلة من المراسيم الخاصة بالهجرة التي سيوقعها بايدن خلال النهار، مؤكدًا من خلالها رغبته في مواصلة تقليد الترحيب بالمهاجرين، الذي عطله سلفه دونالد ترمب.

بحسب تصريحاتهم، تستند استراتيجيته إلى أساس أن بلاده أكثر أمانًا وقوة وازدهارًا بوجود نظام هجرة سليم وعقلاني وإنساني.

مهاجرين بأمريكا

تأتي تلك الأنباء بعد نشر البيت الأبيض إلغاء حظر السفر الذي فرضه سلفه، دونالد ترامب، على رعايا عدد من الدول ذات الغالبية المسلمة.

وكانت تقارير إخبارية وتصريحات ممثلين من فريق بايدن قالت إن الرئيس الجديد عازم على إلغاء هذا الحظر، ضمن حزمة قرارات “تنقلب” على سياسات الرئيس السابق.

في الوقت ذاته، لفتت تقارير إعلامية إلى أن أحد وعود حملة بايدن الانتخابية كان يتعلق بتشكيل مجموعة عمل تكلف لم شمل عائلات المهاجرين الذين تم التفريق بينهم جراء سياسة وقف دخول المهاجرين على الحدود التي اعتمدتها إدارة ترمب في 2018، وبعد إثارة جدل، تخلت حكومة الجمهوريين في النهاية عن هذا الإجراء، لكن مئات الأطفال لم يجتمعوا بعد بأهاليهم.

لذلك ستكون مهمة مجموعة العمل هذه تحديد العائلات واقتراح لم شمل المهاجرين “بحسب رغباتهم وأوضاعهم”، كما أوضح المسؤولون الأمريكيون بدون القول ما إذا كان ذلك يمكن أن يشمل إعادة أهالي أو أطفال طردوا إلى الأراضي الأمريكية.

مهاجرين

إعادة قنوات الهجرة القانونية

هناك مرسوم آخر يتعلق بدول المهاجرين، فبالإضافة إلى العمل على إعادة تفعيل المساعدات الاقتصادية، يهدف المرسوم إلى إعادة قنوات الهجرة القانونية من المصدر من خلال إحضار مئات القاصرين الذين كانوا آبائهم موجودين بالفعل في الولايات المتحدة الأمريكية دون أن يسلكوا طرقات الهجرة الخطرة.

أما المرسوم الثالث فيهدف إلى تعزيز اندماج المهاجرين المقيمين بشكل قانوني في الولايات المتحدة، إذ ينص على “جعل التجنس أكثر سهولة لتسعة ملايين شخص مؤهلين للحصول على الجنسية الأمريكية”، بحسب ما قال المسؤولون الأمريكيون.

تقييم للوضع المالي للمهاجرين

وهذا الهدف يتضمن مراجعة القاعدة المسماة «الكلفة على المجتمع» التي وضعتها الإدارة الجمهورية في أغسطس 2019 لرفض منح البطاقة الخضراء أو الجنسية الأمريكية لمهاجرين يتلقون مساعدة اجتماعية، مثل الرعاية الصحية أو بدل السكن.

وقال أحد المسؤولين الكبار «لقد كان ذلك بمثابة تقييم للوضع المالي للمهاجرين».

مهاجرين2

خطوة مقلقة

من جانب آخر، انتقد البعض الخطوة التي يعزم الرئيس الأمريكي الجديد عليها بشأن تعديل سياسة المهاجرين ووصفوها بأنها “مقلقة” للغاية، كما رفع  النائب العام في تكساس كين باكستون، دعوى قضائية لمنع أمر الرئيس بايدن القاضي بوقف عمليات الترحيل لمهاجرين ترى السلطات أنه لا يحق لهم البقاء في أمريكا، حسب الواشنطن تايمز.

واتهم باكستون، وهو جمهوري، إدارة بايدن بتجاوز السلطات التنفيذية، وقال إن الأمر التنفيذي لبايدن «غير دستوري، غير قانوني، وسيئ لأهل تكساس وللأمة».

وأضاف قائلا: “ولايتنا تدافع عن أكبر قسم من الحدود الجنوبية في البلاد. إن عدم تطبيق القانون بشكل صحيح سيعرض للخطر بشكل مباشر وفوري مواطنينا وموظفي إنفاذ القانون”.

من جانبه، اعتبر الحقوقي محمد الطيب الدعوى القانونية في ولاية تكساس “خطوة مقلقة”، ولم يستبعد أن “تحذو ولايات أخرى ذات صبغة جمهورية حذو ولاية تكساس”، وفقا لموقع “الحرة”.

وحذر الطيب من تداعيات مثل هذه التحركات على مستقبل الحزب الجمهورية في أمريكا.

يذكر أن عدد المهاجرين غير الشرعيين في أمريكا يقدر بنحو 11 مليون شخص.

وفي اليوم الأول لبايدن في البيت الأبيض، وقع نحو 15 أمرا تنفيذيا كان بعضها جراء وعود أطقلها خلال حملته الانتخابية، أما الأمر التنفيذي الخاص بالمهاجرين في أمريكا، فقد دعا بايدن إلى مراجعة عمليات الترحيل، وقال إن وقفها مؤقتا “لمدة 100 يوم” سيخلق مساحة للقيام بذلك.

ولقيت خطوة بايدن بشأن وقف ترحيل المهاجرين ترحيبًا واسعًا من نشطاء الهجرة، لكن خبراء أمنيون حذروا من أنها ستشجع على الهجرة غير الشرعية وترسل رسالة خاطئة لمن يعيشون في أمريكا بشكل غير قانوني.

ربما يعجبك أيضا