اغتيال رئيس هايتي.. تفاصيل مثيرة في بلد العصابات

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

أعلن رئيس وزراء هايتي كلود جوزيف، الأربعاء، اغتيال رئيس البلاد جوفينيل مويز (53 عاما) على يد مجهولين هاجموا مسكنه في العاصمة بورت أبو برنس وقتلوه وزوجته بالرصاص. وأضاف جوزيف أنه تولى مهام قيادة البلاد داعيا المواطنين إلى الهدوء.

الرئيس مويس كان يواجه اتهامات بأنه يحاول تعزيز سلطاته بطرق غير مقبولة. وسبق أن نجا من محاولة اغتيال، حيث صرّح في خطاب وطني أدلى به في فبراير/ شباط الماضي، أن الشرطة تمكّنت من إحباط مؤامرة لقتله. وواجه مويس احتجاجات عنيفة بعد توليه الحكم عام 2017، إذ اتهمته المعارضة هذا العام بالسعي إلى إرساء دكتاتورية عن طريق البقاء في المنصب بعد انتهاء فترة ولايته، وهو ما نفاه.

تفاصيل مثيرة

أثارت عملية الاغتيال كثيرا من التساؤلات، ولا سيما لكيفية وصول المسلحين إلى عقر دار الرئيس، الذي يواجه معارضة شرسة تطعن في شرعيته.


وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقطع فيديو قصير تظهر عدد من المسلحين الذين ترجلوا من مركبات مدنية، وبدا أنهم عسكريون أو أمنيون.

وذكر موقع (miamiherald) وهي صحيفة أمريكية تغطي الأحداث في هايتي بانتظام أن المهاجمين زعموا أنهم عملاء في وكالة مكافحة المخدرات حسب فيديوهات صوّرها سكان في الحي الذي يسكن فيه مويس.

وربما كان هذه هي الحيلة التي انطلت على عناصر الأمن في المنطقة، ولم تلت الانتباه إلى وجود مخطط ضخم يستهدف رئيس البلاد، جوفينيل مويس. وكان مويس يعيش في حي بيليرين، الذي يحتل تلة تشرف على العاصمة بورت أو برنس.

أجواء ما قبل الاغتيال

أجواء ما قبل الاغتيال، كانت تشير إلى حالة من الجدل في البلاد حول شرعية الرئيس، إذ كان من المفترض أن تنتهي ولايته فبراير من العام المقبل، وخلافات حول موعد إجراء الانتخابات.

في عام 2015 أجريت الانتخابات قبل أن تلغى نتائجها لمخالفات شابت العملية الانتخابية، وأعيدت مجددا في 2016 أسفرت عن وصول الرئيس جوفينيل إلى السلطة.

وفيما كان جوفينيل الذي أدى اليمين الدستورية في فبراير 2017 يصر على أن انتهاء ولايته الدستورية التي تقدر بخمس سنوات، تنتهي فبراير 2022 ، كان للمعارضة تفسير آخر يرتبط بموعد إجراء الانتخابات، ونظرا لهذه الاختلافات كان من المفترض أن يكون الحسم من المجلس الدستوري . غير أن الأخير بدا وكأنه على الورق فقط، أضف إلى ذلك عدم وجود البرلمان ومجلس الشيوخ تم إقالة نحو ثلثي أعضائه من قبل الرئيس .

كل هذه الأجواء ساهمت في حالة من الغليان في البلد الكاريبي الأفقر والذي يشهد أوضاعا اقتصادية وأمنية وسياسية صعبة .

كلود جوزيف.. القفز على السلطة

إعلان رئيس الوزراء، كلود جوزيف تولي مهمة إدارة البلاد من شأنه أن يزيد الوضع تأزما، فبحسب النص الدستوري (149)من المفترض في حالة غياب الرئيس لأي سبب من الأسباب أن يقوم رئيس محكمة النقض بإدارة المرحلة الانتقالية، وإن لم يكن موجودا يقوم نائبه بهذه المهمة، فإن تعذر وجوده لسبب ما يتولى أكثر القضاة أقدمية زمام الأمور في المرحلة الانتقالية.

من بعدها تتم المصادقة من قبل البرلمان على هذه المرحلة الانتقالية بقيادة الشخص الذي نص عليه الدستور ومن يدعو إلى اجتماعات البرلمان هو رئيس الوزراء. المرحلة الانتقالية مدتها 90 يوما تتم خلالها الدعوة لانتخابات رئاسية، أما ما قام به كلود فيعد مخالفة للدستور من شأنها أن تثير الجدل في هايتي.

بحسب صحفيين فإن هايتي باتت تحت سيطرة العصابات بشكل غير مباشر، فالواجهة ممثلة في السلطة الحاكمة أو المعارضة كل منها تستخدم العصابات في تصفية الخصوم وهو ما يلقي بمزيد من الضبابية على المشهد في البلد التي تواجه تحديات أمنية كبيرة.

ردود فعل قوية

كانت أولى ردود الفعل الدولية من الولايات المتحدة، التي نددت باغتيال مويز ووصفته بـ”المروع”، وعبرت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض عن تضامن الولايات المتحدة مع شعب هايتي، وقالت إن الحكومة الأمريكية لا تزال تدرس ملابسات الهجوم.

وأدان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اغتيال مويز ودعا إلى الهدوء في هذا البلد. وكتب جونسون على تويتر “أشعر بصدمة وبالحزن لوفاة الرئيس مويز”، موجها تعازيه إلى هايتي. وأضاف “إنه عمل شنيع وأدعو إلى الهدوء في هذا الوقت”.

ربما يعجبك أيضا