بعد جدل «نوم أبوالهول».. لماذا ترتبط الآثار المصرية بالأساطير؟

رنا الجميعي
يرتبط تمثال أبو الهول بالكثير من القصص الغريبة

ارتبط تمثال أبوالهول على مر التاريخ بقصص غريبة وعجيبة منها أنه تجسيد للنبي إدريس وآخرها تحذير أبوالهول لكوارث قادمة بإغماض عينيه.


ضجت منصات التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية بصور ومقاطع فيديو تظهر تمثال أبو الهول كما لو كان مغمض العينين على عكس المعتاد.

وارتبط تمثال أبو الهول الشهير في منطقة أهرامات الجيزة بقصص وأساطير غريبة، ويعد من أبرز وأشهر الآثار على مستوى العالم، وهو تمثال لمخلوق أسطوري بجسد أسد ورأس إنسان، منحوت من الحجر الجيري، ونُحت التمثال في عهد الملك خفرع.

تجسيد للنبي إدريس

أثار حديث لمفتي مصر السابق، علي جمعة، في العام 2019، لموقع بي بي سي، جدلًا كبيرًا، حين قال إن النبي إدريس أول من بنى الأهرامات، وأن أبو الهول تجسيد له.

ولكن وزير مصر السابق لشؤون الآثار، زاهي حواس، فنّد تلك التصريحات في مداخلة هاتفية لبرنامج “الحكاية” قائلًا إن كل الأدلة تشير إلى أن بناء أبو الهول في عصر الملك المصري خفرع، وأنه ليس أول تمثال يبنى بوجه إنسان وجسد أسد، ولدينا تمثال لابن خوفو بنفس الشكل، وكل ملوك مصر القديمة لهم تماثيل بذلك الشكل، وجسد الأسد رمز للقوة”.

عالم المصريات زاهي حواس يقف أمام تمثال أبو الهول

نابليون كسر أنفه

يرتبط تمثال أبو الهول بقصة أخرى هي كسر أنفه على يد القائد العسكري الفرنسي، نابليون بونابرت، خلال الحملة الفرنسية على مصر، نهاية القرن الثامن عشر، لكن زاهي حواس نفى ذلك أيضًا في حوار تلفزيوني  بث في العام 2019.

وقال الأثري المصري الشهير إنه يوجد إشارات لاعتقاد أن صوفي اسمه صائب الدهر عاش خلال القرن التاسع الميلاد هو من كسر أنف أبو الهول، وأشار إلى أن المؤرخ المصري المقريزي هو من كتب تلك القصة، وزعم أنه فعل ذلك غضبًا من تقديس الناس لأبو الهول.

لعنة الفراعنة

شائعة أخرى يرتبط بها المصريون القدماء، وهي لعنة الفراعنة، وأشار حواس في حواره التلفزيوني إلى اعتقاد البعض بوجود سرداب داخل أبوالهول تصيب من يدخله اللعنة، ونفى حواس صحة ذلك الاعتقاد أيضًا بقوله: “إذا أغلقت مقبرة لمدة 3 آلاف عام ستتكون داخلها جراثيم غير مرئية، وبمجرد فتح تلك المقبرة أو السرداب من الطبيعي أن تؤثر على صحة من يدخلها”.

وذكر حواس بعض القصص الغريبة الأخرى في حديثه، منها ارتباط أبو الهول بسكان جزيزة أطلانطس، وهي قارة افتراضية أسطورية لم يثبت وجوها حتى الآن، وأشار أيضًا إلى شائعة أخرى هي بناء أبو الهول على يد الكائنات الفضائية، وسخر حواس من تلك الشائعات.

تمثال أبو الهول

أستاذ آثار يرد: تلك الشائعات مثار سخرية

توجد الكثير من القصص الخرافية الأخرى التي يرتبط بها أبو الهول، ويشعر تجاهها أستاذ الآثار والديانة المصرية القديمة بجامعة القاهرة، ميسرة عبدالله، بغضب شديد، ويقول في تصريح لـ”شبكة رؤية الإخبارية” “هذا الحديث مثير للسخرية، نحن ننظر لماضينا بكثير من الإسفاف، وعلم الآثار له قواعد يجب أن تحترم، وعلينا أن نحترم الحضارة المصرية القديمة”.

وتلك ليست المرة الأولى التي يرى فيها الأكاديمي الأثري شائعات عن أبوالهول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أنه عندما حاول الرد وتفنيد شائعات سابقة تعرّض لهجوم شديد من رواد فيسبوك، لكنه في كل الأحوال يرى ضرورة رد المتخصصين والدارسين على تلك الشائعات: “يجب أن تتوجه وسائل الإعلام للمتخصص وليس للشخص المحب للظهور دون دراسة أو تخصص”.

لماذا تنتشر الأساطير والشائعات حول أبوالهول؟

وفي سؤاله عن سبب ارتباط أبوالهول بقصص وأساطير عديدة، يقول أستاذ الآثار والديانة المصرية القديمة بجامعة القاهرة إن أبوالهول وأهرامات الجيزة تعد من أعظم الآثار على مستوى العالم، والهرم الأكبر يعدّ أدق مبنى معماري على الأرض، ولا توجد نصوص ووثائق تتحدث عن كيفية إنشائها”.

وذكر دكتور عبدالله أن علم الآثار المصرية ظهر في العام 1928، لذا أصبح أبوالهول وأهرامات الجيزة من أكبر الآثار التي أحيكت حولها الأساطير وكلام غريب الأطوار، مشيرًا إلى أن تلك الأساطير انتشرت حول العالم أيضًا حتى دخلت في كتب التراث التاريخي والديني، وقال إن أن سبب انتشار تلك الأساطير بين الناس كونها أجمل من الواقع المادي الحي، على حد قوله.

ربما يعجبك أيضا