«أرجوحة».. دار نشر تبحث عن جذب جيل الـ«تيك توك» للقراءة

رنا الجميعي
ثقافة ومرح شعار دار نشر أرجوحة

تتوجه دار نشر أرجوحة المطلقة حديثًا إلى الأسرة العربية بشقيها الأطفال والأباء، سعيًا للتغلب على ندرة المحتوى المخصص لليافعين في العالم العربي.


دشن الكاتب الصحفي المصري، محمد فتحي، مطلع هذا الشهر، مشروع “أرجوحة” أحدث دار نشر مصرية عربية متخصصة في أدب الطفل.

وتهتم دار “أرجوحة بالصغار في مرحلة ما قبل المدرسة حتى 18 عامًا، أو من يطلق عليهم بـ”اليافعين”، وستعمل الدار خلال 6 أشهر على إصدار الكتب، قبل الشروع في تحويل الأعمال المنشورة إلى أفلام رسوم متحركة، فما تفاصيل “أرجوحة” وكيف تساعد الأسرة في التعامل مع أطفالها؟

أدب الطفل والأسرة

بشير مدير “أرجوحة”، محمد فتحي، لشبكة رؤية الإخبارية إلى غياب المحتوى الثقافي المخصص لليافعين في سن 12 إلى 18 عامًا في مصر والعالم العربي، ويوضح “لا توجد سوى محاولات فردية غير منظمة، ما يدفع تلك الفئة بالتحديد للتوجه نحو التطبيقات الإلكترونية، مثل تيك توك”، وتقدم الدار بجانب ذلك قصصًا للمراحل العمرية الأقل، ومرحلة ما قبل المدرسة.

ولا يقتصر المحتوى الذي تقدمه “أرجوحة” على كتب الأطفال واليافعين فقط، بل تتوجه أيضًا إلى عماد الأسرة من أب وأم، بحسب فتحي، الذي يضيف “سنعد أيضًا كتبًا عن التربية، لأن الوالدين بحاجة أيضًا لتعلم كيفية تربية أطفالهما بحسب الشريحة العمرية للطفل”.

كتب الأطفال تحت إشراف مستشارين تربويين ونفسيين

تضع “أرجوحة” أمام عينها بعض القضايا الشائكة، وعن هذا يقول مدير الدار: “يجب مواجهة بعض القضايا العالقة، والأسر العربية في أمسّ الحاجة لكيفية التعامل مع قضايا مثل المثلية والتربية الجنسية والتحرش والتنمر الإلكتروني، جميعها موضوعات لا يتحدث فيها أحد على نحو علمي دقيق”، وتتعاون الدار مع نخبة من أشهر كتّاب أدب الطفل في مصر والعالم العربي.

مدير دار نشر أرجوحة دكتور محمد فتحي

مدير دار نشر أرجوحة دكتور محمد فتحي

ولأن المحتوى المقدم عبر الدار شديد الحساسية كونه موجهًا للطفل، يتوفر مستشارين تربويين ونفسيين للإشراف على إصدارات الدار، كما يذكر فتحي، ويشير في حديثه إلى أنه “يجب تحديد الفئة العمرية الموجه إليها القصة، ولكي يحدث ذلك، يجب عرض القصص على المستشارين لمعرفة مدى ملائمته للفئة العمرية، من حيث أسلوب الكتابة والمعلومات المتوفرة فيه”.

مواهب جديدة وتفاعل مع الأطفال

تحاول “أرجوحة” أيضًا سد الفجوة في سوق أدب الطفل العربي عبر التواصل مع كتاب ورسامين من كل أنحاء العالم العربي، كما يقول مدير الدار، وتتوجه فلسفة الإدارة في تقديم مواهب جديدة في الكتابة للطفل والرسم عبر المسابقات، ويوضح فتحي “يظن البعض أنهم كتّاب أدب الطفل، لكن كتاباتهم أبعد عن تلك الاهتمامات والتعبير عنها بقدر حقيقي”.

وتركز الدار التي دُشنت حديثًا أيضًا على التفاعل مع الأطفال، ويوضح فتحي “نحاول الاقتراب أكثر من عقول الأطفال عبر التحدث معهم، وليس عنهم فقط، وستصدر التجربة الأولى للنشر خلال الفترة المقبلة التي اختبرناها على عينة من الأطفال، حتى نعرف مدى استقبالهم لها”، مُشيرًا إلى أن ذلك الأسلوب التفاعلي ستتعامل به الدار مع أغلب إصداراتها.

أرجوحة دار نشر مصرية عربية

أرجوحة دار نشر مصرية عربية

تعاون مع مبادرات مصرية رسمية ومجتمعية

تتعاون “أرجوحة” أيضًا مع مبادرات مجتمعية، منها مبادرة “عربية الحواديت” لصاحبها هيثم عبدربه، التي تقدم ورش حكي في محافظات مصر، وعن هذا يقول فتحي: “نتعاون مع هيثم عبدربه لتقديم قصص في قالب ورش الحكي التي يقدمها، حتى نعرف مدى استقبال الأطفال للقصص في شكلها المحكي”.

وفي محاولة دار النشر المصرية لتوحيد الجهود في مجال أدب الطفل، كما يقول فتحي، تتعاون أيضًا مع بعض الجهات الرسمية المصرية، على رأسها المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” المعنية بتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا، لتدشين جولات قراءة في القرى التابعة للمبادرة، وذلك بالتعاون أيضًا مع مؤسسة “اسمعونا” الخيرية.

تحويل القصص إلى أفلام متحركة

لا يقتصر عمل الدار فقط على إصدار الكتب، بل يعد هذا مرحلة أولى فقط تستغرق 6 أشهر، ويشير مدير دار “أرجوحة” إلى أنهم سيعملون على تحويل القصص في مراحل متقدمة إلى أفلام متحركة وألعاب، كذلك تحويلها إلى أغان وعروض مسرحية وورش حكي، مضيفًا “هدفنا بالأساس هو تذكير الناس بأهمية القراءة، لذا سنركز على إصدار الكتب في المرحلة الأولى”، وتعكف الدار في مرحلة أخرى إلى تدشين منصة إلكترونية للأطفال.

ربما يعجبك أيضا