فن العيالة.. «الرقصة الشريفة» التي صاحبت الانتصارات

يحاكي فن “العيالة”، قصص النصر أو البطولات أو المواقف الشجاعة، وهو يحتاج إلى حنجرة قوية، تروي أمجاد البلاد.

يحكي “العيالة” التاريخ، لذلك يحضر في الاحتفالات الوطنية والاجتماعية، فهو يصور الهوية والتراث. وهو الفن الذي أدرجته منظمة اليونسكو على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

العيالة فن شعبي

فن العيالة

العيالة هي رقصة الحرب العربية، أو رقصة ما بعد الانتصار في الحرب، وهي من الفنون الأدائية والشعبية الأكثر شهرة في الإمارات، والمعروفة بين أهل الساحل والبدو معًا.

ويمكن أن يمارس البدو هذا الفن، بالرقص مع البندقية، ويطلق عليه فن الرزيف. كما يشتهر فن العيالة لدى دول الخليج، مع تغير اسمه، فهو يعرف في السعودية والكويت والبحرين بـ”العرضة”، بينما يعرف في سلطنة عمان، بالعيالة والرزيف.

صفوف العيالة

في تلك الرقصة يصطف الرجال في صفين متقابلين، يضم الصف الواحد 20 رجلًا أو أكثر، ويلتصق الرجال بعضهم ببعض، ويضع كل واحد منهم يده اليسرى وراء ظهر زميله.

يبدأ الراقصون في حركات متتالية، تعتمد على تحريك الرأس مع الأكتاف مع تحريك العصي، في حركات متناسقة مع دق الطبول المصاحبة للفرقة. ويحمل الراقصون عصا من الخيزران الرفيعة، التي ترمز إلى الرماح والسيوف.

الرقصة الشريفة

في الرقصة يردد الرجال أبياتًا من الشعر النبطي، تعلي من قيم الشجاعة والفروسية والبطولة، وهي تعرف بـ”الرقصة الشريفة”، التي لا يقوم بها إلا العرب الشرفاء.

وتعتمد العيالة على الآلات الموسيقية، وهي الدفوف، الصناجات، المرواس وهو نوع من الطبل الكبير، والتخامير وهي طبول متنوعة في الحجم والشكل.

مقامات العيالة

رقصة العيالة

لفن العيالة 4 مقامات، تؤدى حسب الأوقات اليومية، فالمقام الأميري يبدأ بعد صلاة العصر، ويعرف المقام الثاني بـ”البداوي”، وهو مقام يتصف بالأداء الملحن له صفة السجع، ويكون في ذروة الحماس، ويستمر أداؤه قبل غروب الشمس، وفقًا لصحيفة “البيان”.

المقام الثالث يسمى “التعوشير” أو العاشوري، وهو من أجمل مقامات العيالة، ويمثل خاتمة الرقصة، وينشد قبل أذان المغرب، أما المقام الرابع فهو “المشي”، إذ يمشي أفراد الفرقة خلف العريس متجهين إلى بيت العروس، ويتبادل الصفان إلقاء القصيد، ويستمر الأداء والانحناء والرقص على إيقاع الطبول، حتى ينتهي أداء نص القصيد.