سجل مخترع التصوير الشمسي، جوزيف نيبس أول صورة في التاريخ بعنوان "منظر من النافذة في لوجرا" عام 1826، ربما لم يكن فنانًا لكن أعماله مهدت الطريق لتطوير التصوير الفوتوغرافي الحديث.
يحتفي العالم سنويًّا، في 29 يونيو، بيوم الكاميرا العالمي، تقديرًا لهذا الاختراع الذي مكّن الناس من توثيق التاريخ.
ومنذ اختراعها وحتى اليوم، أصبحت الكاميرا لا يمكن الاستغناء عنها، من لقطات تصور الحياة الخاصة للأفراد، إلى أخرى تسجل أهم الأحداث التاريخية والفنية والرياضية، بخلاف الصور الملهمة التي سلطت الضوء على قضايا مهمة.
أول صورة في التاريخ
سجل مخترع التصوير الشمسي، جوزيف نيبس، أول صورة في التاريخ بعنوان “منظر من النافذة في لوجرا” وذلك عام 1826، وربما لم يكن جوزيف نيبس فنانًا، لكن أعماله مهدت الطريق لتطوير التصوير الفوتوغرافي الحديث، بعدما كان نواة لهذه التقنية المبهرة.
والتقط إدوارد مويبريدج، صورة لحصان يركض عام 1878، فطوّر المصور تقنية لالتقاط حركة الحصان عبر 12 كاميرا جرى تشغيلها للتصوير في تتابع سريع، وعبر عرض الصور متتالية بدا كأن الحصان يتحرك، وهو ما أسهم في تطوير الصور المتحركة “الفيديو” ومهد الطريق إلى السينما.
الأُم المهاجرة
أسهمت صورة “فتاة مطحنة القطن” التي التقطها لويس هاين عام 1908، في تسليط الضوء على عمالة الأطفال في أمريكا والنضال من أجل حقوقهم، وكانت الصورة جزءًا مهمًّا من حملة أدت إلى تغيير التشريعات وانخفاض نسبة الأطفال العاملين إلى 50% خلال 10 سنوات.
وفي عام 1936، مرت المصورة الوثائقية دوروثيا لانج، بمخيم لمزارعين مهاجرين يتضورون جوعًا في الصقيع بلا عمل، فكانت “الأم المهاجرة” أبرز لقطات القصة المصورة التي تبرز ملامح تَعِسة لامرأة مع أطفالها السبعة، عالقة في المجهول.
نهاية سعيدة للحرب
مثّلت صورة القبلة الشهيرة بين بحار وممرضة للمصور ألفريد آيزنشتيد النهاية السعيدة لسنوات الحرب العالمية الثانية، وحجزت مكانًا بين أشهر صور القرن العشرين، التقطها ألفريد في “تايمز سكوير” بمدينة نيويورك الأمريكية عام 1945.
وبعد محاولات مضنية للوصول إلى زعيم الهند الروحي، نجحت أول مصورة لمجلة “لايف” بالولايات المتحدة الأمريكية، مارجريت بورك وايت، في أن تلتقط صورة للسياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلالها عن بريطانيا، المهاتما غاندي مع المغزل الدوار عام 1946 قبل عامين من اغتياله.
كسر نمطية القوالب
التقط فيليب هالسمان صورة دالي أتوميكوس، 1948، لإنجاح فكرته، وبعد 26 لقطة نجح في التقاط الصورة التي تضم ملامح فن الفنان السيريالي الشهير في وقت لم يكن فيه “فوتوشوب”، وأسهمت محاولات هالمسان في كسر القوالب التقليدية، وخلدت عدسته المشاهير مثل: ألبرت أينشتاين ومارلين مونرو وألفريد هيتشكوك.
وخلال جنازة لعمال قتلوا في انفجار ميناء بكوبا عام 1960، التقط المصور ألبرتو كودا، الصورة الأيقونية الشهيرة للمناضل إرنستو جيفارا بقبعته “البيريه” ونظرته الحزينة، وقد أصبحت الصورة بعد وفاة جيفارا عام 1967 رمزًا للتمرد والثورة حول العالم.
أهوال حرب فيتنام
فيما كان المصور إيدي آدامز يتجول في شوارع سايجون، في فبراير عام 1968 التقط ما يبدو أنه عملية إعدام في الشارع، اتضح في ما بعد أنه اغتيال، وتحولت اللقطة إلى صورة أيقونية أسهمت في تأجيج الحركات المناهضة لحرب فيتنام، عبر المشهد المرعب الذي يوضح حجم العنف الذي تشهده البلاد.
وفي عام 1972 التقط المصور نيك أوت، صورة مروعة لطفلة عارية عمرها 9 سنوات تصرخ، في حين تتساقط عليها قنابل النابالم الحارقة، ورغم حصوله على جائزة بوليتزر عام 1973، فإنها قد أثارت أزمة بسبب عُري الطفلة، ولا تزال توجد قيود على نشرها إلى اليوم.
أخلاقيات التصوير
وثّق المصور ستانلي فورمان لحظة سقوط امرأة وطفل هربًا من حريق بإحدى البنايات، والمحزن أن اللقطة انتهت بوفاة المرأة، ما أثار جدلًا أخلاقيًّا حول متى يجب على المصور التوقف عن التصوير، وإذا كان من المناسب نشر صورة مزعجة، لكنها الصورة أسهمت في فرض قوانين صارمة للسلامة في حالات الهروب من الحريق.
وجدل أخلاقي آخر أشعلته صورة “الطفل الجائع والنسر” التي التقطها المصور كيفن كارتر عام 1993، خلال المجاعة في جنوب السودان، ما أثار هجومًا كبيرًا على المصور الذي التقط صورة الطفل الموشك على الموت، في حين أن النسر يترقب للانقضاض عليه، فانتهي الهجوم المتواصل على المصور بانتحاره عام 1994، بعد حصوله على بوليتزر.
وقد اشتهر المصور الصحفي ستيف ماكوري بصورته “فتاة أفغانية” التي عدَّها البعض موناليزا القرن العشرين، وظهرت الصورة على غلاف عدد يونيو 1985 من مجلة ناشيونال جيوجرافيك، لتصبح الصورة الأكثر شهرة في تاريخ المجلة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1198281