استشهاد أبوعاقلة يشعل ردود فعل شعبية عالمية على تويتر

رنا أسامة

تتوالى ردود الفعل الشعبية الغربية الغاضبة في مختلف أنحاء العالم تنديدًا بجريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبوعاقلة.


شيع جثمان الصحفية الفلسطينية، شيرين أبوعاقلة، الخميس 12 مايو 2022، من مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله، لنقله إلى مدينة القدس، وتواصلت الإدانات العالمية لاغتيالها أمس برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ إعلان نبأ استشهاد مراسلة قناة الجزيرة، خلال تغطيتها اقتحام مخيم جنين شمال الضفة الغربية، توالت ردود الفعل الشعبية العالمية الغاضبة، تنديدًا بالجريمة، تحت هاشتاج شيرين أبوعاقلة، بالإنجليزية، الذي احتل المرتبة الثانية في تويتر، وأعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية فتح سجل عزاء للصحفية بمقار سفارات وبعثاتها.

سيناتور أمريكي يدعو لمحاسبة إسرائيل

قال النائب الديمقراطي في الكونجرس، أندريه كارسن، إنه واحد من ضمن عدد لا يُحصى شاركوا في الحداد على “وفاة” مراسلة الجزيرة شيرين أبوعاقلة، التي استشهدت برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطيتها.

ودعا كارسن في تغريدته المُعاد تغريدها أكثر من ألف مرة إلى “تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية “عن جريمة الاغتيال و”أعمال العنف الجائر الأخرى التي ترتكبها”.

“وفاة” شيرين أبوعاقلة تثير استياءً أمريكيًا

في تغريدة أثارت استياء مغردون، أعربت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، عن إدانتها الشديدة وفاة الصحفية الأمريكية شيرين أبوعاقلة، مشيرة إلى أنها التقت بها في رام الله في نوفمبر الماضي، وأنه يجب ضمان حماية الصحفيين الذين يؤدون عملًا بالغ الأهمية في خضم النزاع، داعيةً لإجراء تحقيق فوري وشامل في هذه المأساة.

ومن ضمن أكثر من 260 تعليقًا على التغريدة التي حازت إعجاب ألف و77 مُغردًا، وأُعيد تغريدها 333 مرة، أبدى مُغرّد أمريكي يُدعى، فور ديالوج إس كيه، استيائه من مصطلح “وفاة”، وردّ على تغريدة جرينفيلد، قائلًا: “إذا كنت لا تستطيعي إدانة مقتل الصحفية على يد آخر نظام فصل عنصري في العالم، فلا داعي لإدانة وفاتها بشدة”.

القدس حزينة.. خسارة كبيرة

نشر حساب لمُستخدم يبدو أنه إسباني، اسمه فيفا هيومانيداد، أو بالعربية تحيا الإنسانية، صورة للصحفية الفلسطينية الأمريكية الشهيدة، مُغرّدًا بالإسبانية: “أنا بنت القدس.. والقدس حزينة”.

وشارك مقطع فيديو يوثّق لحظة وصول جثمان أبوعاقلة إلى مكتب الجزيرة التي كانت تعمل لديها منذ عام 1997 في رام الله. وكتب بالإسبانية في تغريدة ثالثة: “خرجت من المكتب لتغطية الغارة الاسرائيلية على جنين وعادت قتيلة”. ووصفتها الصحفية الفرنسية أليس فروسارد، بأنها “صوت فلسطين”، وعدّت اغتيالها “خسارة كبيرة”.

قتل أبوعاقلة “هجوم على كل الصحفيين”

أعرب صحفي ومذيع أخبار يُدعى بانوس هاريتوس، عن صدمته إزاء اغتيال أبوعاقلة. وصفها هاريتوس، الذي يُعرف نفسه بأنه مُراسل شرق أوسطي سابق لدى هيئة البث اليونانية وشبكة بي بي سي البريطانية، بأنها كانت “صحفية مجتهدة ومثابرة وشجاعة”، معتبرًا أن قتلها بمثابة “هجوم على كل الصحفيين”.

ووصف حساب آخر اسمه شازادة جليشر، أعضاء الحكومة الإسرائيلية بأنهم “البرابرة الوحيدون في الشرق الأوسط”، متفوقين على داعش التي لم تستهدف صحفيين، متسائلًا: “لماذا تستهدف إسرائيل باستمرار صحفيين ومباني إعلامية إذا كان كل ما تفعله قانونيًا؟”.

جريمة قتل بدم بارد

الصحفية الهندية، رنا أيوب، كاتبة عمود رأي بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، وصفت في تغريدة بالإنجليزية، حادث اغتيال أبوعاقلة بأنه “جريمة قتل إسرائيلية بدم بارد. كانت شيرين واحدة من هؤلاء الصحفيين الذين وثقوا الوحشية اليومية التي تمارسها قوات الاحتلال، نشأ جيل من المشاهدين يشاهدون تقاريرها العنيدة من فلسطين. هل سينهض العالم؟”.

الأكاديمي الأمريكي من أصل لبناني ومؤسس المعهد العربي الأمريكي، جيمس زغبي، فتحدّث عن آلة الدعاية الإسرائيلية القائمة على الإنكار والتعتيم والكذب، التي حاولت بعد اغتيال أبوعاقلة إلصاق الجريمة بالجانب الفلسطيني، متعهدةً بفتح تحقيق في الحادث، مضيفًا: “هذه طريقتهم في التعامل مع مثل هذه الاعتداءات، الإنكار والتعتيم والكذب”.

فشل أمريكي

قال زغبي إن إسرائيل لن تغير سلوكها إلا إذا طلبت منها الولايات المتحدة ذلك، على أساس أن شيرين أبوعاقلة مواطنة أمريكية، متابعًا: “خلال عملي 45 عامًا في ملف حقوق الإنسان الفلسطيني، شاهدت الولايات المتحدة تفشل في حماية مواطنيها الذين تعرّضوا لقتل وسجن وتعذيب”.

وأضاف: “عندما يكون الضحايا أمريكيين من أصل عربي، ويكون الجاني إسرائيل، تكتفي واشنطن بالصمت أو بإدلاء تصريحات روتينية، ثم تتجاوز الأمر، لكن إذا كان الضحايا من أصل آخر والجاني بلد آخر، لا يمر الحادث مرور الكرام. لماذا لا يحدث ذلك الآن؟”. واتفقت معه أول عضوة من أصل فلسطيني بالكونجرس، رشيدة طليب، مُغرّدة: أبوعاقلة اُغتيلت “على يد حكومة تتلقى تمويلًا غير مشروط من بلدنا دون أي مساءلة”.

جدارية في الدنمارك ورصاصة “ليست طائشة”

شارك مُغرّد يُدعى باري موليجان، يُعرف نفسه على أنه اشتراكي عُمّالي سابق في اسكتلندا وأيرلندا، صورة لجدارية في كوبنهاجن بالدنمارك، “تخليدًا لذكرى الصحفية الفلسطينية”. في الجدارية تظهر الصحفية الشهيدة على شعرها دماء، في إشارة إلى الرصاصة التي أردتها قتيلة، بجانبها وصف بالإنجليزية: “شيرين أبوعاقلة، قُتلت اليوم 11 مايو 2022، على يد إسرائيل”.

وأدان مُغرّد تركي يُدعى فوركان جوربيت أوغلو، اغتيال أبوعاقلة، قائلًا في تغريدة بالإنجليزية إنها استشهدت برصاصة قناص “ليست طائشة”، مكملًا: “تواصل القوات الإسرائيلية الغازية والقاتلة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية”، مُرفقًا إياها برسمة تعبيرية لاغتيال مراسلة الجزيرة البالغة من العمر 51 عامًا.

إدانة من قلب هوليوود

الإدانات الشعبية لجريمة اغتيال أبوعاقلة لم تتوقف حدّ نشطاء على التواصل الاجتماعي أو ساسة، لكنها وصلت إلى هوليوود أيضًا. فكتبت الممثلة الأمريكية، سوزان ساراندون، عبر تويتر: “شيرين أُعدمت برصاصة في الرأس على يد قناصة اسرائيليين، بينما كانت ترتدي خوذة وسترة واقية من الرصاص مكتوب عليهما صحافة”.

وفي تغريدتها التي حازت على إعجاب أكثر من 100 ألف مُغرد، تساءلت ساندرسون باستنكار: “إلى متى سنبقى صامتين بينما يقتل حلفاؤنا صحافيين لأنهم يقولون حقيقة غير ملائمة للقاتل؟”، مُرفقة تغريددتها بهاشتاج شيرين أبوعاقلة بالعربية. كانت ساندرسون عبرت أكثر من مرة عن دعمها للشعب الفلسطيني في تغريدات عبر تويتر، من بينها تغريدة في أكتوبر الماضي تزامنت مع يوم السكان الأصليين بالولايات المتحدة.

ربما يعجبك أيضا