بايدن يستضيف قمة آسيان في البيت الأبيض.. لماذا الآن؟

آية سيد

يستضيف البيت الأبيض قمة لمجموعة آسيان اليوم الخميس، في محاولة لإظهار أن الولايات المتحدة لم تفقد تركيزها على منطقة المحيط الهادئ ومواجهة تحدي الصين في المنطقة.


يستضيف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مساء اليوم الخميس 12 مايو 2022، في قمة تمتد ليومين قادة من مجموعة آسيان، في البيت الأبيض.

وبحسب وكالة أسوشيتد برس، في 12 مايو 2022، تُعتبر القمة جزءًا من جهد موسع لإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإظهار أن الولايات المتحدة لم تفقد تركيزها على منطقة المحيط الهادئ حتى أثناء التعامل مع الحرب الروسية الأوكرانية.

من سيحضر القمة؟

ذكر تقرير أسوشيتد برس أن قادة 8 دول من مجموعة آسيان سيحضرون القمة، وهم بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وسنغافورة وتايلاند وفيتنام. ومتوقع قادة ميانمار والفلبين عن القمة.

وأشار التقرير إلى أن المجموعة منعت ميانمار من إرسال قادة غير حكوميين إلى الاجتماعات، على خلفية إطاحة الجيش بالحكومة المنتخبة في فبراير 2021 والأزمة التي تسيطر على البلاد منذ حينها.

ماذا ستناقش قمة آسيان؟

أفاد تقرير لمعهد بروكنجز، في 11 مايو 2022، أن القمة ستركز على القضايا الاقتصادية، ما يعكس جهود الولايات المتحدة لمواجهة الصين وتوسيع المشاركة الاقتصادية مع المنطقة. ومتوقع أيضًا أن يدفع بايدن قادة آسيان لتبني مواقف أكثر انتقادًا لروسيا بسبب الحرب الأوكرانية.

وسيشهد اليوم الثاني للقمة اجتماعات في وزارة الخارجية، ستركز المباحثات خلالها على البنية التحتية، ومرونة سلاسل الإمداد، وتغير المناخ، والاستدامة. وستختتم الاجتماعات بجلسة عامة مع بايدن.

ماذا يأمل الطرفان من القمة؟

بحسب التقرير، تمثل القمة فرصة لتقييم العلاقات بين الولايات المتحدة ودول آسيان في العام الثاني لإدارة بايدن. لكن يبدو أن الجانبين لديهما توقعات غير واقعية. فدول آسيان تريد تقليل اعتمادها على الصين، والأمل يتمثل في أن واشنطن ستلتزم باستراتيجية اقتصادية إقليمية تشمل التزامات تجارية وعودة لاتفاق الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ.

وتأمل واشنطن، وقوف دول آسيان في مواجهة الصين أو على الأقل تُعرب عن دعمها لاستراتيجيات من شأنها تقييد السلوك الصيني. لكن هذا لا يُجدي نفعًا لدول آسيان، لأنها منقسمة داخليًا ولا تريد الانحياز لواشنطن أو بكين.

التحدي الصيني

بحسب التقرير، أصبحت منطقة جنوب شرق آسيا في السنوات الأخيرة نقطة محورية في المنافسة الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة. فبكين، إلى جانب جهودها العدوانية لفرض مطالبها الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، تحقق أهدافها الاستراتيجية على نحو متزايد عبر الدبلوماسية الاقتصادية.

ومتوقع أن تؤدي مبادرة الحزام والطريق الصينية، التي تركز على البنية التحتية، والاتفاقيات التجارية الإقليمية الجديدة مثل الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، إلى تسريع الاندماج الآسيوي حول الصين.

إطار العمل الاقتصادي لمنطقة “الهندي الهادئ”

بحسب تقرير لموقع سي إن بي سي الأمريكي، في 12 مايو 2022، قد تناقش الولايات المتحدة إطار العمل الاقتصادي لمنطقة الهندي الهادئ. وكان بايدن أعلن عنه في قمة شرق آسيا العام الماضي.

وقالت الباحثة في مركز دراسات آسيان بمعهد “إسياس/ يوسف إسحاق” في سنغافورة، جوان لين: “الولايات المتحدة لا تزال تبلور محتوى إطار العمل ومستبعد أنيثير إعجاب آسيان”.

تشكُك في الدوافع الأمريكية

استبعد خبراء في تقرير لصحيفة جلوبال تايمز الصينية، في 11 مايو، تعاون دول آسيان مع الولايات المتحدة في هدفها الجيوسياسي الرامي إلى الانفصال عن الصين في المنطقة. وبخصوص إطار العمل الاقتصادي لمنطقة الهندي الهادئ، أثار الخبراء الشكوك حول أن تصبح المقترحات الأمريكية لآسيان حقيقة، لا سيما وأن الصين تفوقت عليها من ناحية التجارة والمشاركة الاقتصادية في جنوب شرق آسيا.

وقال الباحث ونائب مدير معهد العلاقات الدولية بأكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية، لي كايشينج، “دول آسيان، لا تزال الصين هي السوق الأكبر. إنها ليست مستعدة لبناء سلسلة إمداد منفصلة بالكامل عن الصين ومرجحة أكثر لتبني موقف يقوم على الموازنة بين الطرفين”.

آسيان..أكبر شريك تجاري للصين

وفقًا لتقرير جلوبال تايمز، تظل آسيان أكبر شريك تجاري للصين. فبحسب أحدث بيانات صدرت عن الجمارك الصينية يوم الاثنين الماضي، مثلت آسيان 14.6% من إجمالي التجارة الخارجية للصين في الـ4 شهور الأولى من 2022. وجاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في المركزين الثاني والثالث.

وأظهر استطلاع حديث أجراه مركز أبحاث جلوبال تايمز بالاشتراك مع مركز الدراسات الاستراتيجية الخارجية الصينية بجامعة رنمين الصينية، أن حوالي 80% من الخاضعين للاستطلاع قالوا إن الولايات المتحدة أكبر مزعزع لتنمية العلاقات بين الصين وآسيان. وقال لي: “لا يرغب أعضاء آسيان في التورط في صراع أو أن يصبحوا أرض معركة لمنافسة القوى العظمى. ولديهم شك في احترام الولايات المتحدة لمصالحهم”.

ربما يعجبك أيضا