إخلاء مدرستين لمنع «حمّام دم».. إلى أي مدى يهدد اليمين المتطرف ألمانيا؟

آية سيد

أعلنت شرطة مدينة إسن الألمانية عن إخلاء مدرستين لمنع وقوع هجوم إرهابي والتحقيق مع طالب مشتبه به، ما يثير المخاوف من صعود اليمين المتطرف داخل ألمانيا.


شنت الشرطة في مدينة إسن الألمانية عملية واسعة النطاق على مدرستين، اليوم الخميس 12 مايو 2022، ما أسفر عن إخلائهما وإغلاقهما.

وبحسب ما أورد موقع يورو ويكلي نيوز، عن تقارير محلية فإن عملية الشرطة بدأت بعد أن نما إلى علمها أن طالبًا في المرحلة الثانوية لديه ميول يمينية متطرفة خطط لـ”حمام دم”، في ظل ارتفاع غير مسبوق للجرائم ذات الدوافع السياسية في ألمانيا.

قنابل وسلاح أبيض

ذكر التقرير أن الشرطة الألمانية عثرت على أكثر من 10 قنابل أنبوبية، وقنبلة مسمارية بحوزة الطالب، وذكرت وسائل إعلام العثور على أقواس وسلاح يدوي الصنع.

وكتبت الشرطة عبر حسابها على تويتر “تجري عملية كبرى للشرطة حاليًّا في مدرسة دون بوسكو بحي بوربيك”. وأضافت، “عملية الشرطة تمتد أيضًا إلى المدرسة الثانوية في بوربيك كاسل. ستظل المدرستان مغلقتين اليوم. يوجد شك في أن الطالب أراد ارتكاب جرائم في كلتا المدرستين”.

هجوم نازي

أفاد بيان شرطة إسن أن المشتبه به طالب ألماني يبللغ 16 عامًا، وأن الشرطة فتشت شقته بغرض العثور على أدلة وأدوات. وذكر أن “عمليات التفتيش لا تزال جارية في الشقة والمدرستين”. وذكر تقرير لموقع ميركور الألماني أن الشرطة تلقت بلاغًا من طالب بأن زميله يخطط لارتكاب “حمام دم”، كما أخبره سابقًا أنه يريد وضع قنبلة في المدرسة.

وأعلن نائب رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا، خواكيم ستامب، على تويتر أنه جرى منع “هجوم إرهابي نازي مشتبه به”. ووفقًا للتقرير، لفتت وكالة الأنباء الألمانية إلى وجود ميول يمينية متطرفة لدى الطالب الشاب. وذكرت أن الشرطة وجدت بيانًا يحدد فيه الطالب عدة أشخاص يقول إنه يكرههم.

مؤتمر صحفي لوزير الداخلية

نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن متحدثة باسم شرطة إسن أنها حصلت على “أدلة متعددة” عند تفتيش شقة الطالب. وقالت “لكننا لا نستطيع الإفصاح عن ماهيتها في الوقت الحالي”. لكن وزير داخلية ولاية شمال الراين ويستفاليا، هيربرت رويل، قال في مؤتمر صحفي إن الشرطة عثرت على “أسلحةً ومواد يمينة متطرفة تدعو لمعاداة السامية والمسلمين”.

وشملت هذه الأسلحة وفقًا لتقرير ميركور، سلاحًا ناريًّا منزلي الصنع، وقوس وأسهم، ومادة تُستخدم في صناعة القنابل. وقال رويل إن الشرطة “منعت كابوسًا محتملًا”. وأعلن متحدثون باسم وزارة داخلية ولاية شمال الراين ويستفاليا أن مكتب المدعي العام لداسلدورف المسؤول عن الإرهاب تولى التحقيق في الواقعة.

أكبر تهديد متطرف على ألمانيا

أورد تقرير لوكالة أسوشيتد برس، في 10 مايو 2022، أن ألمانيا شهدت ارتفاعًا في الجرائم ذات الدوافع السياسية خلال العام 2021. وبحسب وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، ارتفعت هذه الجرائم العام الماضي 23% بعد أن شهدت 55 ألفًا و48 جريمة ذات دوافع سياسية، وهو أعلى رقم منذ بداية تسجيل البيانات في 2001.

وبحسب التقرير، شملت الجرائم ذات الدوافع السياسية 3 آلاف و889 جريمة عنيفة. وذكرت فيزر أن 41% من ضحايا العنف ذي الدوافع السياسية تعرضوا لهجوم من متطرفي جناح اليمين، وهي القوة التي وصفتها بأنها “أكبر تهديد متطرف على بلادنا”.

الجرائم ذات الدوافع السياسية تتضاعف

وزيرة الداخلية الألمانية أعلنت أبضًا ارتفاع الجرائم المعادية للسامية 29% مقارنة بالعام السابق، وبلغت 3 آلاف و27 جريمة، وأوضحت أن معظم هذه الجرائم يرتكبها أتباع اليمين المتطرف.

وقال رئيس مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية، هولجر مونش، إن عدد الجرائم ذات الدوافع السياسية في ألمانيا تضاعف خلال آخر 10 سنوات. وقالت إن هذا الإتجاه يعكس “ميولًا استقطابية ومتطرفة” لدى قطاعات من الشعب، ما يشكل تحديًا كبيرًا على التعايش الاجتماعي، وسيادة القانون والديمقراطية.

جرائم يمينية عبر الانترنت

تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية نشر في 4 مايو 2021، قال إن شرطة ألمانيا سجلت نحو 24 ألف جريمة مرتبطة باليمين المتطرف خلال العام 2020. وتراوحت هذه الجرائم من استعراض شعارات نازية، وعبارات معادية للسامية إلى هجمات جسدية وجرائم قتل.

ووفقًا للتقرير، استهدف النشطاء المهاجرين واللاجئين، والألمان من أصحاب البشرة السوداء. وشملت هذه الجرائم ارتفاع في العنف ضد الآسيويين الذي جرى ربطه بجائحة فيروس كورونا المستجد. وقال وزير داخلية ألمانيا السابق، هورست زيهوفر، إن الهجمات المعادية للسامية ارتفعت بنحو 16% ووقعت على نحو رئيس عبر الإنترنت.

ربما يعجبك أيضا