بسبب الحرب.. إيران تصبح طريقًا تجاريًّا جديدًا مثيرًا للجدل

هالة عبدالرحمن

مع الاضطرابات في أوروبا الشرقية ومنطقة البحر الأسود بسبب الحرب الروسية الأوكرانية تبرز إيران كجسر جديد محفوف بالمخاطر بين البلدان غير الساحلية في آسيا الوسطى.


رغم العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، ذكر خبراء الملاحة العالمية أن إيران أصبحت طريقًا بريًّا رئيسًا لنقل البضائع عبر أوراسيا.

وفرضت الحرب بين روسيا وأوكرانيا على معظم المستوردين والمصدرين حول العالم اللجوء إلى الطريق التجاري الجديد رغم مخاطره، وفقًا للإندبندنت.

ما طرق الشاحنات الجديد؟

تعبر الشاحنات طرق الشاحنات، التي جرى إطلاقها لأول مرة عام 2021 متوجهة من باكستان إلى تركيا عبر إيران، ما يزيد من اندماج طهران في الاقتصاد العالمي، ويضيف إلى خزائنها ويزيد من نفوذها رغم العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة لعزلها.

جرى افتتاح ممري النقل بين الإمارات وباكستان إلى تركيا أواخر العام الماضي، ومع الاضطرابات في أوروبا الشرقية ومنطقة البحر الأسود بسبب الحرب الروسية الأوكرانية تبرز إيران أيضًا كجسر جديد محفوف بالمخاطر بين البلدان غير الساحلية في آسيا الوسطى وبقية العالم.

وتعمل طرق التجارة الناشئة حديثًا على تقليل أوقات النقل بين أوروبا وغرب آسيا والشرق الأوسط إلى أقل من 6 أيام، ما يوفر على المستهلكين والمصدرين.

غضب أمريكي من الإفلات الإيراني من العقوبات

كشف مسؤول سابق في البيت الأبيض متخصص في شؤون التجارة والعقوبات للصحيفة البريطانية أنه إذا سمح لإيران بأن تخرج من عزلتها الاقتصادية عبر دمجها بقدر أكبر في التجارة الدولية وتحدي العقوبات المفروضة، فإنه سيغضب الإدارة الأمريكية.

وأوضح أحد الاقتصاديين لصحيفة الإندبندنت أن طرق الملاحة الدولية أصبحت تعاني من اختناقات ما بعد كوفيد19، ونقص حاويات الشحن البحري في جميع أنحاء العالم، وأن خيار إيران أصبح مغريًا بنحو متزايد في وقت ارتفعت فيه تكاليف الشحن البحري إلى 25 ألف دولار لكل حاوية، ولكن لم يجر الإعلان عن تلك الطرق على نطاق واسع خوفًا من إغضاب الأمريكيين.

مؤشرات حركة الملاحة عبر إيران

يقدر مسؤولو النقل الدولي حاليًّا أن حوالي 40 ألف شاحنة تمر سنويًّا عبر إيران، وأن رسوم النقل بالشاحنات التي تتراوح بين 400 دولار و800 دولار، لكل مركبة يمكن أن تعوض تأثير العقوبات، بما في ذلك في بعض الأحيان قيود ثانوية مطبقة بصرامة على السعي لممارسة الأعمال التجارية مع إيران.

وبيّنت صحيفة طهران تايمز، أنه يمكن لإيران أن تلعب دورًا في نقل البضائع في المنطقة للاستفادة الكاملة من موقعها الجغرافي، ولدى البلاد العديد من الخطط قيد التنفيذ ، وعلى جدول الأعمال، لتعزيز قدرتها على النقل.

مخاطر الطريق التجاري عبر إيران

أوضح المسؤولون التنفيذيون في صناعة النقل الدولي، لصحيفة الاندبندنت، أن الطريق التجاري عبر إيران به بعض المتاعب، بما في ذلك فترات الانتظار الطويلة أحيانًا عند نقاط التفتيش الجمركي وعلى الوقود في محطات البنزين الإيرانية.

وذكر مدير الأسطول في شركة أليوسترانس لوجيستيك، المتخصصة في نقل البضائع الدولية، حسن جوني، “هذا طريق لا يعرفه الكثير من الناس ولا يجري استخدامه كثيرًا، ولكنه منخفض من حيث التكاليف”.

عقوبات بانتظار المستخدمين لطرق الشحن الإيرانية

أوضح جوني أنه مع وجود العديد من الاختناقات ورسوم الشحن البحري المتصاعدة، فقد ارتفعت تكاليف نقل البضائع عبر الأراضي الأوروبية الآسيوية، إلا أن اتجاه الشركات لاستخدام الطريق عبر إيران فيه الكثير من المخاطر بالإضافة إلى الخوف من العقوبات الأمريكية.

ووفقًا للقانون الأمريكي يمكن اعتبار أي منتج يمر عبر إيران منتجًا إيرانيًّا، ويمكن أن يخضع لقيود وعقوبات، ويخضع الميناء الإيراني في بندر عباس لسيطرة الحرس الثوري جزئيًّا، وأي تعامل معه قد يؤدي إلى فرض عقوبات.

إيران في مأزق اقتصادي

وتسعى إيران إلى تعزيز اقتصادها بعدما قفز التضخم في البلاد إلى نحو 40%، وهو أعلى مستوى له منذ 1994، وظلت بطالة الشباب مرتفعة بنحو قياسي أيضًا، في حين سجل مركز الإحصاء الإيراني وجود ما يقارب 30% من الأسر في البلاد تحت خط الفقر، وفقًا لـ“إيه بي سي نيوز”.

رغم أن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، قد وعد عند انتخابه الصيف الماضي بخلق فرص عمل ورفع العقوبات وإنقاذ الاقتصاد، لكن محادثات إعادة إحياء الاتفاق النووي المتداعي مع القوى العالمية وصلت إلى طريق مسدود.

ربما يعجبك أيضا