الضغوطات والاستقالات تُعيق مستقبل الساسة الأوروبيين في الشركات الروسية.. من هم؟

أعلنت شركة روسنفت الروسية، أنَّ رئيس مجلس الإشراف على الشركة المستشار الألماني السابق، جرهارد شرودر، يعتزم التخلي عن منصبه الحالي.

قبل الاستقالة الإجبارية المزمعة، تعرض جرهارد شرودر لضغوطات من الطبقة السياسية الألمانية وقد جرَّده البرلمان الألماني من جزء من امتيازاته. مَن أبرز الشخصيات السياسية الأوروبية التي واجهت مصير شرودر نفسه؟

سلاح بوتين الاستراتيجي

يصف مدير المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية في كييف، ألكسندر سُخُدُليا، في ورقةٍ بحثية الطاقة الروسية بالسلاح الروسي الذي يستخدمه الكرملين لتحقيق مآرب سياسية ضمن ما يسميه الحرب الهجينة.

وفي هذا الصدد، تسوق الباحثة في معهد كارنيجي، جودي ديمبسي، حالة هنغاريا كمثالٍ على دور الطاقة الروسية في كسب الطبقة السياسية لصالحها، فقد ربطتها روسيا بعقود طاقة أكسبتها نفوذًا على البلد الشرق أوروبي.

ماتيو سالفيني

شغل سالفيني منصب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الداخلية وينتمي إلى تيار اليمين المتطرف ويعد من الشخصيات السياسية البارزة. وبحسب مجلة “بروسبكت” البريطانية، وقَّع حزبه اتفاق تعاون مع حزب بوتين روسيا المتحدة في 2017. وفي تصريحٍ سابق، قال سالفيني إنَّه مستعد لتبادل اثنين من سيرجيو ماتاريلاس “الرئيس الإيطالي آنذاك” لقاء نصف بوتين.

تندرج علاقة سالفيني مع بوتين ضمن علاقة أوسع بين القيادة الروسية واليمين الأوروبي، والجامع بينهما هدف تقويض الاتحاد الأوروبي، لهذا قدّمت روسيا دعمًا للحركات اليمينة المتطرفة، منها الفاشي الجديد والنازي الجديد. وفي مارس الماضي، تعرض سالفيني للتقريع من عمدة إحدى المدن البولندية على خلفية علاقته مع بوتين.

فولفجانج شوسِل

شغل فولفجانج شوسِل، منصب المستشارية النمساوية بين 2000 و2007 والرئيس السابق لحزب الشعب النمساوي، وجمعته مع الرئيس الروسي، صداقة شخصية.

في 2019، انضم إلى مجلس إدارة الشركة الروسية، لوك أويل، وهذه الشركة هي ثاني أكبر شركة روسية في مجال النفط، لكن في مارس الماضي لم يعُد شوسِل عضوًا في مجلس إدارة الشركة بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا.

كارين كنيسل

شغلت كنيسل منصب وزيرة الخارجية النمساوية في السابق وهو منصب وصلت إليه بمساعدة اليمين المتطرف. ظهرت لكارين صور من حفل زفافها في 2018 تراقص بوتين تعرضت على إثرها لانتقادات شديدة. كما شغلت بعد ذلك عضوية مجلس إدارة عملاق الطاقة الروسية روسنفت.

على العكس من زميلها شرودر في الشركة، فإن كنيسل لا تزال ترفض الخضوع للضغوطات من أجل تقديم استقالتها من منصبها. وأدرجها البرلمان الأوروبي على قائمة سوداء تضم مجموعة من الشخصيات السياسية والبارزة التي لا تزال تتعامل مع الحكومة الروسية وحضَّها البرلمان على الاستقالة.

إسكو آهو

شغل آهو منصب رئيس الوزراء في فنلندا، وعضوية مجلس إدارة بنك سبِربَنك الروسي لمدة 6 سنوات متواصلة قبل أن يتخلى عن العضوية ويقطع علاقته المهنية مع البنك.

بحسب تقرير لفايننشال تايمز، كانت استقالة آهو خيارًا شخصيًا ولم يجبره أحد عليها، وعزا هذه الاستقالة إلى العقوبات التي ستعيق عمله بفعالية في البنك.

القائمة تطول

بحسب تقرير فايننشال تايمز، فالأسماء السياسية التي جمعت بين مقعد حكومي سابق ومقعد في مجلس إدارة الشركات الروسية كثيرة. تشير الصحيفة إلى رئيس الوزراء الإيطالي السابق، ماتيو رينزي، والمستشار النمساوي السابق، كريستيان كيرن، ورئيس الوزراء الفرنسي السابق، فرانسوا فيلون، وغيرهم آخرين.

تشير الاستقالات إلى الضغط الغربي وضغط النخب السياسية الممارس على الشخصيات المرتبطة بقطاع الأعمال الروسي، وذهاب بعض الأحزاب السياسية، مثل الحزب المسيحي الديمقراطي في ألمانيا، إلى حد التهديد بقطع الراتب التقاعدي للمستشار الألماني، شرودر، إذا لم يستقِل من منصبه.