اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث.. تاريخ دموي لبريطانيا في الشرق الأوسط

رنا أسامة

شهدت منطقة الشرق الأوسط تحوّلات عدة خلال فترة حكم الملكة إليزابيث الثانية، الأطول عُمرًا وحُكمًا في التاريخ الحديث، منذ اعتلائها العرش في عام 1952.


يوافق يوم 2 يونيو 2022، مرور 70 عامًا على اعتلاء الملكة إليزابيث الثانية عرش بريطانيا، في ما يُعرف بـ”اليوبيل البلاتيني” الذي يمثّل لحظة تاريخية لملكة تحظى بشعبية كُبرى.

وشهدت منطقة الشرق الأوسط تحوّلات عدة خلال فترة حكم الملكة الأطول عُمرًا وحُكمًا في التاريخ الحديث، منذ اعتلائها العرش في عام 1952 في سن 25 عامًا، بعد وفاة أبيها الملك جورج السادس. وتستعرض “شبكة رؤية الإخبارية” أبرز محطات التي شهدتها المنطقة خلال 70 عامًا.

ثورة 1952

ثورة 1952

تحرك عسكري قاده ضباط جيش مصريون ضد الحكم الملكي المدعوم من بريطانيا في 23 يوليو 1952، عُرف بداية بـ”الحركة المباركة”، ثم “ثورة 23 يوليو” بعد حل الأحزاب السياسية وإسقاط دستور 1923 في يناير 1953.

ووفق بيان تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري، بنيت الثورة على 6 مبادئ “القضاء على الإقطاع، وعلى الاستعمار، وعلى سيطرة رأس المال على الحكم، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة، وجيش وطني قوي، وعدالة اجتماعية”.

العدوان الثلاثي

العدوان الثلاثي 1

في عام 1956 شهدت منطقة الشرق الأوسط أزمة قناة السويس أو ما عرف بـ”العدوان الثلاثي” البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على مصر. تقول دائرة المعارف البريطانية، إن الأزمة اندلعت في 26 يوليو عندما أمم الرئيس المصري آنذاك جمال عبدالناصر شركة قناة السويس، التي كانت تسيطر عليها فرنسا وبريطانيا.

وخشيت بريطانيا وفرنسا إغلاق ناصر القناة، وقطع شحنات النفط المتدفقة من الخليج العربي إلى أوروبا الغربية. وعندما فشلت الجهود الدبلوماسية لتسوية الأزمة، أعدت بريطانيا وفرنسا سرًا لعمل عسكري لاستعادة السيطرة على القناة. بحسب بي بي سي.

انقلاب مصدّق

انقلاب مصدّق

في عام 1953، وقع في إيران ما يُعرف بـ”انقلاب مصدق”، بتدبير استخباراتي بريطاني أمريكي للإطاحة برئيس الوزراء المُنتخب حينها، محمد مصدّق، في عملية أطلقت عليها المخابرات البريطانية اسم “حرب التمهيد”، وأسمتها المخابرات الأمريكية “مشروع أجاكس”.

وخاصمت بريطانيا مصدّق في المحاكم الدولية، بعد قراره تأميم نفط إيران، متهمة إياه بانتهاك حقوقها النفطية، حتى وقع الانقلاب إثر احتدام الصراع بينه وبين الشاه في أغسطس 1953، وعُيّن الجنرال فضل الله زاهدي خلفًا له. وحُكم عليه بالإعدام ثم تخفّف لاحقًا لتحديد إقامة جبرية انفرادية بقرية أحمد آباد، وفق كتاب “جذور الثورة الإسلامية في إيران” للكاتب حامد الكار.

حرب 1967

حرب 1967..

في 5 يونيو عام 1967 شهدت الشرق الأوسط حربًا قصيرة لـ6 أيام بين إسرائيل وجيرانها العرب، دمّر خلالها سلاح الجو الإسرائيلي نظيره المصري في هجوم خاطف، مُحققًا نبوءات استخباراتية بريطانية وأمريكية خلُصت إلى أن انتصار العرب في هذه الحرب “أمر لا يُمكن تصوّره”. وفق شبكة بي بي سي البريطانية.

وكشفت مذكرات الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك بخصوص حرب أكتوبر، في نسختها الأحدث المنشورة عام 2013 باسم “كلمة السر”، عن أن مطارات مصر كانت مكشوفة لإسرائيل معلوماتيًّا بسبب خدمة القائد الإسرائيلي عيزرا وايزمان فى الجيش البريطاني خلال احتلاله لمصر، ما عزز من احتمالية كشف المطارات وتدميرها في الغارات الجوية يوم 5 يونيو 1967.

الثورة الإيرانية

الثورة الإيرانية

في عام 1979، اندلعت احتجاجات مناهضة للنظام الإيراني، أجبرت الشاه محمد رضا بهلوي على الفرار من البلاد، وهيمن رجال دين على الحكومة الجديدة، ممهدين الطريق لإنشاء الجمهورية الإسلامية. وفق وثائق للخارجية البريطانية العام الماضي، صدر أمر بإجراء مراجعة فورية لتحديد أسباب فشل بريطانيا مخابراتيًّا ودبلوماسيًّا في التنبؤ بما حدث.

وجاء في الوثائق التي أوردتها بي بي سي، أن السفير البريطاني بطهران كتب في 10 مايو 1978، لوزير الخارجية آنذاك ديفيد أوين، أن “المعارضة المؤلفة من رجال دين وراديكاليين يساريين وشيوعيين، والتي يتزايد صخبها، ليست تهديدا جديًا للشاه”، لتُفاجأ الحكومة البريطانية بعد 8 أشهر بمغادرة الشاه إيران التي كانت تتمتع فيها بريطانيا بوجود قوى في كل المجالات.

حرب الخليج الثانية

حرب الخليج الثانية

في أغسطس 1990، بعد إعلان الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، انتصاره على إيران، وسط أزمة اقتصادية حادة أثقلت كاهل بغداد بالديون، غزا الرئيس العراقي الراحل الكويت التي كان يعدّها المحافظة الـ19 للعراق. في 17 يناير 1991، بدأت عملية تحرير الكويت من الغزو العراقي.

وقادت الولايات المتحدة العملية المعروفة بحرب الخليج الثانية أو عاصفة الصحراء، بمشاركة بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا ومصر والسعودية والإمارات وسوريا وقطر وعمان والمغرب، وانتهت العملية بإعلان الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الأب، وقف إطلاق النار و”تحرير الكويت” في 27 فبراير 1991، وفق شبكة بي بي سي البريطانية.

غزو العراق والحرب بأفغانستان

الغزو الأمريكي للعراق

في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 بأمريكا، نشرت بريطانيا قواتها بأفغانستان لمواجهة تنظيميّ القاعدة وطالبان، بحسب موقع متحف الجيش الوطني في لندن. وفي 2003، شاركت بريطانيا في غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة، وبحسب وزارة الدفاع البريطانية، فالعملية المعروفة رمزيًّا في لندن باسم “تليك” تُعد إحدى كُبريات العمليات العسكرية بتاريخ بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

وحشدت بريطانيا في مارس وإبريل 2003 نحو 46 ألف جندي لغزو العراق، في رقم يتجاوز عدد قواتها بحرب فوكلاند عام 1982 وحرب الكويت عام 1991 والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956. في عام 2016، وصف نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق جون بريسكوت، الغزو بأنه كان “غلطة كارثية” و”ليس شرعيًّا”.

ربما يعجبك أيضا