100 يوم على الحرب الروسية الأوكرانية في أرقام «رسم بياني»

رنا أسامة

قدّرت دراسة لكلية كييف للاقتصاد، الخسائر الاقتصادية جراء تضرر البنية التحتية لأوكرانيا بـ92 مليار دولار.


مرت 100 يوم على الحرب الروسية الأوكرانية، التي انطلقت في 21 فبراير 2022، موقعة عشرات آلاف القتلى وملايين المُشردين، وتواصل القوات الروسية تركيز هجماتها على شرق البلاد.

وحذرت الأمم المتحدة من أزمة غذاء عالمية جراء الحرب التي طال أمدها في أوكرانيا، دون بادرة أمل تنبئ بنهاية وشيكة، وسط توقعات “بعدم انتصار أي طرف”. “شبكة رؤية الإخبارية” تستعرض في التقرير التالي حصيلة بالأرقام لتداعيات 100 يوم من الحرب.

كم عدد الضحايا؟

لا أحد يعرف تحديدًا عدد الجنود أو المدنيين ضحايا الحرب. الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، قال، في مقابلة تليفزيونية يوم 1 يونيو، إن 60 إلى 100 جندي أوكراني يلقون حتفهم يوميًّا ويُصاب 500 آخرين، فضلًا عن مقتل 32 مراسلًا صحفيًا. بحسب مفوضية حقوق الإنسان، قتل 4 آلاف و169 مدنيًّا بأوكرانيا، بينهم 268 طفلًا، وأصيب 4 آلاف و982 آخرين حتى 1 يونيو، مُرجحة أن الحصيلة الحقيقة أعلى بكثير.

وأبلغت موسكو رسميًّا عن مقتل 1351 جنديًّا روسيًّا، وهو أقل من نصف الحصيلة التي قال موقع آي ستوريز الروسي الاستقصائي إنه تحقّق منها، بواقع 3 آلاف و43 قتيلًا بصفوف القوات الروسية، وتتراوح تقديرات أخرى للقتلى الروس من 15 ألفًا، مثلما تقول وزارة الدفاع البريطانية، إلى 30 ألف وفق مسؤولين أوكرانيين.

ما حجم الدمار؟

حوّل القصف المستمر والضربات الجوية المتبادلة مساحات شاسعة من مدن وبلدات أوكرانية إلى أنقاض، مدمرًا بنية تحتية بمليارات الدولارات. وقالت اللجنة البرلمانية الأوكرانية لحقوق الإنسان، إن الجيش الروسي دمّر 38 ألف مبنى سكني، بجانب ألف و900 منشأة تعليمية، وتضرر 24 ألف كيلومتر من طرق، وقصف 32 مليون متر مربع من المساحات السكنية.

خسائر الحرب في أوكرانياوتشمل الخسائر الأخرى في البنية التحتية بأوكرانيا، 90 ألف سيارة، و300 جسر لسكك حديدية، و500 مصنع، و500 مستشفى، و350 مُنشأة طبية، وفق تقديرات الرئيس زيلنسكي بمؤتمر عبر الفيديو بأواخر إبريل، وأحصت منظمة الصحة العالمية 296 هجومًا على مستشفيات وسيارات إسعاف وعاملين طبيين بأوكرانيا هذا العام.

خسائر أوكرانيا جراء الحرب

ما كُلفة إعادة بناء أوكرانيا؟

قدّرت دراسة لكلية كييف للاقتصاد، الخسائر الاقتصادية جراء تضرر البنية التحتية لأوكرانيا بـ92 مليار دولار، متوقعةً ارتفاعها إلى 600 مليار دولار، أي قُرابة 4 أضعاف ناتجها المحلي الإجمالي سنويًّا.

وتوقّعت الدراسة أن يُكلّف إعادة بناء أوكرانيا ما بين 500 مليار دولار وتريليون دولار، بحسب موقع إن بي آر الأمريكي. وكان صندوق النقد الدولي رجّح في إبريل الماضي انكماش الاقتصاد الأوكراني بنحو 35% العام الجاري.

ما الخسائر العسكرية للروس؟

يُقدّر مسؤولون أوكرانيون بأن روسيا فقدت حتى الآن ألف و361 دبابة، و3 آلاف و343 مركبة قتالية مدرعة، و175 طائرة هليكوبتر، و208 طائرات، وفق هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان على صفحتها عبر فيسبوك يوم 31 مايو.

وبلغ إجمالي الخسائر القتالية للقوات الروسية بين 24 فبراير و1 يونيو الجاري، 659 نظامًا مدفعيًّا، و207 من راجمات صواريخ “إم إل آر إس”، و120 صاروخ كروز، و13 سفينة وقارب، وألفين و290  سيارة وخزان وقود.

خسائر الروس عسكريا

كم كلّفت الحرب أوكرانيا اقتصاديًّا؟

قالت أوكرانيا إن الحرب أفقدتها 35٪ من ناتجها المحلي الإجمالي، وأكثر من 200 مصنع، مع تجاوز خسائرها الاقتصادية المباشرة فعليًّا 600 مليار دولار أمريكي، بحسب تصريحات رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، أندري يرماك، في كلمته باجتماع لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالبرلمان الأيرلندي، يوم 1 يونيو.

وتوقّع نائب وزير الاقتصاد الأوكراني، إيجور ديادورا، خسارة 50% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنهاية العام الجاري، في وقت لم تتمكن فيه أوكرانيا، وهي منتج زراعي رئيس، من تصدير 22 مليون طن حبوب بسبب الحصار الروسي، متهمة روسيا بسرقة نحو نصف مليون طن من الحبوب.

الحبوب الأوكرانية

ماذا عن روسيا؟

تواجه روسيا أكثر من 5 آلاف عقوبة، مع تجميد 300 مليار دولار من الذهب واحتياطي النقد الأجنبي الروسي بالغرب، وتراجعت الحركة الجوية من 8.1 مليون إلى 5.2 مليون مسافر بين يناير ومارس الماضيين، وفق ما جاء في ورقة بحثية كتبها المدير الأكاديمي للحوار الأوروبي، إيفجيني جونتماخر.

ووفق شبكة إيه بي سي نيوز الأمريكية، انخفض مؤشر مويكس المُسعّر بالروبل، بنحو 40% منذ بداية العام، وبلغ التضخم السنوي في روسيا 17.8% بشهر إبريل، بحسب البنك المركزي الروسي الأسبوع الماضي.

الاقتصاد الروسي

كم عدد اللاجئين؟

فرّ نحو 6,9 مليون أوكراني من بلدهم منذ بدء الحرب، وفق بيانات مفوضية شؤون اللاجئين حتى 1 يونيو الجاري. وتسببت الحرب في زيادة عدد النازحين داخل بلادهم والمهجّرين خارجها قسرًا لأكثر من 100 مليون شخص للمرة الأولى، مُشيرة إلى ارتفاع أعداد النازحين قسرًا إلى 90 مليونًا بنهاية عام 2021، مدفوعةً بالعنف في إثيوبيا وبوركينا فاسو وميانمار ونيجيريا وأفغانستان والكونغو الديمقراطية.

وبحسب المفوضية الأممية، غادر 3 ملايين شخص و690 ألفًا أراضي أوكرانيا إلى بولندا، ومليون إلى روسيا الاتحادية، وأكثر من 587 ألفًا إلى رومانيا، و466 ألفًا إلى سلوفاكيا، وأكثر من 698 ألفًا إلى المجر، و16 ألفًا إلى بيلاروسيا، مُشيرة إلى عودة 2.2 مليون إلى أوكرانيا مع انحسار القتال قُرب كييف وإعادة انتشار القوات الروسية في شرق وجنوب البلاد.

ما حجم المساعدات الغربية لأوكرانيا؟

قال رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميجال، في مؤتمر للمانحين بوارسو، إن أوكرانيا تلقّت مساعدات مالية وعسكرية غربية بأكثر من 12 مليار دولار، بحسب وكالة أنباء يوكرينفورم الأوكرانية.

وتحتل الولايات المتحدة صدارة الدول الداعمة عسكريًّا لأوكرانيا، التي تعهّدت منذ بداية الحرب بتقديم 26 مليار دولار في هيئة دعم عسكري، بخلاف حزمة مساعدات جديدة بـ700 مليون دولار، وتأتي بريطانيا ثانيًا، بـ2.5 مليار دولار، وبولندا ثالثًا بـ1.62 مليار دولار، وفق بيانات مُتعقّب الدعم الأوكراني الصادر عن معهد كيل للاقتصاد العالمي، الذي يتتبع حجم الدعم الذي تعهّدت 37 دولة بمنحه لأوكرانيا.

ما تداعيات الحرب عالميًا؟

رفعت الحرب الروسية الأوكرانية أسعار النفط الخام في لندن ونيويورك بنحو 20 إلى 25%، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود والمنتجات القائمة على النفط. وتعطلت إمدادات القمح في دول القارة السمراء، التي استوردت 44٪ من قمحها من روسيا وأوكرانيا بالسنوات التي سبقت الحرب مباشرة.

وأفاد بنك التنمية الإفريقي بأن الأسعار القارية للحبوب زادت 45٪. قال أمين عوض، منسق الأمم المتحدة لشؤون أوكرانيا، إن نقص الحبوب والأسمدة قد يؤثر على 1.4 مليار شخص حول العالم.

ربما يعجبك أيضا