خفر السواحل الأمريكي يشارك للمرة الأولى في مناورات «ريمباك 2022».. ما التفاصيل؟

علاء بريك
ريمباك

إنها المرة التي يشارك فيها خفر السواحل في مناورات على هذا المستوى والحجم.


شهد مناورات حافة المحيط الهادئ، المعروفة بـ”ريمباك”، عديد التطورات المهمة هذا العام، وتحمل في طياتها رسائل لدول العالم على اختلاف توجهاتها.

ومن التطورات البارزة في هذه المناورات، وهي أكبر تدريب بحري دولي في العالم، كانت مشاركة خفر السواحل الأمريكي للمرة الأولى في مناورات على هذا المستوى، فما القصة؟

خفر السواحل.. الحدث الأبرز

جذبت مناورات “ريمباك” انتباه العالم هذا العام لمشاركة كامل الأسطول الأمريكي من السفن المتوسطة الآلية القيادة، بحسب موقع “ماريتايم إكسكيوتيف“، لكن رغم أهمية ذلك، تظل المشاركة الأهم من نصيب خفر السواحل في هذه المناورات القتالية المتقدمة.

وتشارك البحرية الأمريكية في عمليات خفر السواحل بانتظام، وتؤمن الدعم لفرق مكافحة المخدرات التابعة لخفر السواحل في منطقة البحر الكاريبي، وتعملان معًا في المحيط الهادئ، حيث تضطلعان بعمليات حرية الملاحة، ولكن مرت فترة طويلة منذ أن شاركت خفر السواحل في مناورات البحرية القتالية من هذا النوع.

جديد خفر السواحل في «ريمباك 2022»

في هذا العام، شهد دور خفر السواحل في “ريمباك” عديد التطورات المهمة، فبدايةً كان الضابط المسؤول عن الخفر يتحكم في فرقة عمل كاملة للمرة الأولى في تاريخ هذه المناورات. وقاد قائد السفينة “ميدجت كو”، النقيب ويلي كارمايكل، عمليات المدمرة “يو إس إس تشافي” والمدمرة “جريدلي”، والفرقاطة البحرية الفرنسية “إف إس برايرال” والبيروفية “باب جايز”.

ثانيًا، كان أداء “ميدجت” جيدًا في دور القوة المعارضة، وتعقب السفن الأخرى التابعة لفريق العمل ومطاردتها. وحققت 9 “عمليات قتل ناجحة” من خلال توفير معلومات الاستهداف عن سفن “الفريق الأزرق”. وثالثًا، شارك الخفر في مناورات ضد الغواصات، وهي المرة الأولى في العصر الحديث التي ينضم فيها خفر السواحل إلى البحرية في هذا الدور.

أخيرًا، كانت “ميدجت” أول سفينة تابعة لخفر السواحل تحمل على سطحها وتطلق طائرة “سيهاوك إم إتش-60 آر” التابعة للبحرية الأمريكية، وهذه الطائرة مخصصة للحروب ضد الغواصات، وبنجاح الإطلاق سيؤمن خفر السواحل بديلًا مؤقتًا للنقص في السفن الحاملة لهذه الطائرات.

«ريمباك 2022».. مناورات غير عادية

تنعقد مناورات “ريمباك” في نسختها 28 هذا العام، بمشاركة 38 سفينة سطح و25 ألف فرد. ورغم أن الإحصائيات الأساسية للمناورات تبدو روتينية نسبيًّا، فالتفاصيل تكشف قصة أخرى، بحسب الباحث في شؤون القوات البحرية والأمن البحري، نيك تشايلدز، والباحث المعني بالتحليل الدفاعي والعسكري، جيمس هاكيت.

وفي هذا الإطار، يذكر الباحثان أن الولايات المتحدة تظل المساهم الأكبر في المناورات، وتشارك بحاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن”، والسفينة الهجومية البرمائية كبيرة السطح “يو إس إس إيسكس”، إضافة إلى الطراد “يو إس إس مايكل مونسور” من فئة “زوموالت” الذي يشارك للمرة الأولى.

الصين والمناورات

يصر القادة الأمريكيون على أن مناورات “ريمباك” ليست موجهة ضد أي دولة، إلا أنه، بحسب الباحثين، كل هذه الأنشطة واتجاهات التدريب مدفوعة إلى حد كبير بالقدرات البحرية المتنامية والجزم المتزايد للصين، وتعكس جهود الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها لمواجهتها، كما أنها تعكس أيضًا إحساسها بالمنافسة البحرية المتزايدة.

في حين رأى الكاتب جين ينان، في مقاله على موقع “تشاينا ميليتاري أون لاين”، أن الأهمية السياسية لمناورات “ريمباك” تفوق أهميتها العسكرية بكثير. وأشار الكاتب إلى التعديلات الكبرى التي جرت على الدول المشاركة في المناورات لتضم أعضاء في تحالفات مثل الكواد وأوكوس، لاستعراض العدد الهائل من الحلفاء في منطقة الهندوباسيفيك.

ربما يعجبك أيضا