مطالبات بتغيير الاسم العلمي لـ«جدري القرود» لإزالة الوصمة الاجتماعية

ياسمين سعد
جدري القرود

قدم الباحثون طلباً لمنظمة الصحة العالمية لتغيير الاسم العلمي لجدري القرود، لإزالة الوصمة الجغرافية عن البلاد التي انتشر فيها، فما القصة؟


طالب مجموعة من العلماء من 11 دولة بتغيير الاسم العلمي لسلالات جدري القرود، لإزالة الوصمة الاجتماعية عن سكان غرب قارة إفريقيا وحوض الكونغو.

نشر 29 باحثًا من 11 دولة نسخة من آرائهم في مجلة virological، مشيرين إلى أن سلالة جدري القرود المنتشرة حاليًا خارج أوروبا، ربما تكون مختلفة عن فيروس الحيوانات الذي انتشر في إفريقيا، مطالبين بسرعة اتخاذ القرار واعتماد اسمًا جديدًا لجدري القرود.

الفيروس خرج من أفريقيا

بحسب موقع Science، فإن تغيير أسماء الأمراض لإزالة الوصمة الاجتماعية عن البلدان التي اكتشفت فيها يحدث باستمرار، وهو ما دفع العلماء إلى تغيير اسم فيروس SARS-CoV-2 باستبدال اسم البلد ووهان بحروف يونانية، وبالمثل يريد الباحثون الآن تغيير اسم جدري القرود لاسم عملي ومحايد.

ويقول اختصاصي الأمراض المعدية في مستشفيات جامعة كوليدج لندن، نيل ستون لموقع Science: “سعيد برؤية المطالبات بتغيير اسم جدري القرود لاسم علمي يزيل الوصمة الجغرافية عن إفريقيا، فالمرض حاليًا انتشر خارجها، وأصاب ما يقرب من ألف و500 شخص في 47 دولة حول العالم”.

 السلالة الحالية مختلفة عن الأصلية

على مدار السنوات الماضية، قسّم الباحثون فيروسات جدري القرود إلى مجموعات أو فروع في غرب إفريقيا وحوض الكونغو، تتفاوت كلًا منها في الجينات ودرجة الخطورة.

يعتقد الباحثون أن ما نراه حاليًا من تفشي لجدري القرود حول العالم هو سلالة جديدة من المرض، لها خصائصها المختلفة من ناحية الأعراض والانتقال من مريض إلى آخر، وهذا ما كشفه عالم الأحياء التطورية بجامعة كوازولو ناتال، توليو دي أوليفيرا، الذي قال إن المرض الحالي مختلفًا تمامًا عن السلالات السابقة.

جدري القرود

جدري القرود

أوروبا سبب التفشي

تفشي جدري القرود في إفريقيا لأنه انتقل بين القوارض وليس القرود فقط، فأصابت القوارض بعضها البعض حتى أصبحت مستودعات للمرض والسبب الأول لانتشاره بين الجنس البشري، بينما السلالة المنتشرة حاليًا في أوروبا، لم يعثر فيها على أي رابط حيواني ساهم في تفشيها بين البشر.

ويقول دكتور أوليفيرا لموقع Science: “وجدنا تكيف كبير للمرض مع المضيف من الجنس البشري، ومن الواضح أن المصدر الحقيقي لتفشي جدري القرود هو أوروبا، فهي من نشرته في كل مكان آخر في العالم”.

الاسم الجديد لجدري القرود

اقترح العلماء اسم hMPXV ليكون الاسم الجديد لجدري القرود البشري، وهو اسم يرمز لعدة معلومات عن الفيروس ولا يذكرها مباشرة، أولها مكان اكتشافه الأول في الكونغو وغرب إفريقيا، واسم السلالة الحالية، والتي يمكن أن يطلق عليها اليورو. ويرى بعض العلماء أن اليورو سيكون اسمًا غير مناسبًا على الإطلاق.

ويوضح أوليفيرا أن التسمية الجغرافية للأمراض لها عديد العواقب السلبية، فالإعلان عن مرض معين وحصره في بلدة معينة يحظر السفر إليها فورًا، وممكن أن يتكتم البعض عن الإعلان عن انتشار فيروسات جديدة حتى لا يقال إنها انتشرت في بلادهم، مبينًا أن الباحثين قدموا اسمهم المقترح لمنظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات ICTV، ومقرر أن يعلنا عن رأيهما النهائي قريبًا.

ربما يعجبك أيضا