«شكة دبوس».. الحقيقة العلمية وراء تخدير الفتيات وخطفهن في مصر

ياسمين سعد

انتشرت على السوشيال ميديا مؤخرا تحذيرات من خطف الفتيات عن طريق تخديرهن بشكة دبوس، فهل يوجد إمكانية لتخدير فتاة في ثوانٍ معدودة؟


انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، منشورات تحذر من اختطاف الفتيات عن طريق تخديرهن بالحقن، في ما عرف بـ”شكة دبوس”.

وتناقل المواطنون في مصر رسائل صوتية، عبر تطبيقات التراسل، لشخص يقسم إن ابنته تعرضت لمحاولة خطف عن طريق التخدير، بجانب منشور كتبته الفنانة المصرية بدرية طلبة، قالت فيه إن ابنة شقيقتها تعرضت لمحاولة مشابهة.. فهل يمكن علميًّا تخدير شخص بهذه السهولة؟

الخطف بشكة دبوس

تواصلت “شبكة رؤية الإخبارية” مع أستاذ التخدير في مستشفى القصر العيني، عبدالمنعم عبيد، الذي نفى وقوع أي شخص تحت تأثير المخدر بهذه السهولة، موضحًا أن التخدير يحتاج إلى إجراءات كبيرة داخل المستشفيات تحت إشراف دقيق، ويحتاج تنفيذه وقتًا طويلًا، وتوافر عدد من الشروط، مستبعدًا أن يتحقق كل ذلك بـ”شكة دبوس”.

وقال عبيد إن عملية تخدير المريض تنقسم إلى أنواع عدة، أولها يجري في المستشفيات داخل غرف العمليات من خلال توصيل المريض بجهاز كبير متصل بأنابيب بها أجهزة وأسطوانات مليئة بالغازات، توضع على وجه المريض عن طريق قناع يركب على الأنف، ويستغرق وقوع المريض تحت تأثير التخدير تمامًّا 10 دقائق تقريبًا.

تخاريف سوشيال ميديا

أضاف أستاذ التخدير فى القصر العيني أن النوع الثاني من التخدير هو حقن المريض في الوريد بأدوية مخدرة أو عن طريق الفم، وكذلك يمكن تخدير المريض عن طريق حقن بالعمود الفقري، بحسب احتياج المريض، وبحسب ما يتحمله جسده.

وشدد عبيد على أن تخدير أي شخص في مكان عام وخطفه غير وارد تمامًا، نظرًا إلى صعوبة الحصول على مخدر قوي للعامة، مضافًا إليه الوقت الذي يستغرقه وقوع الشخص تحت تأثير التخدير، وقال: “خلال خبرتي في العمل بمجال التخدير طوال 60 عامًا، لم أر أي شخص وقع تحت تأثير المخدر بهذه السرعة، هذه تخاريف تنتشر على السوشيال ميديا ليس إلا”.

يدعون إلى طب جديد

علّق عشرات الأطباء والمتخصصون على قضية اختطاف الفتيات عبر السوشيال ميديا، كان بينهم أستاذ كهرباء القلب وعميد معهد القلب السابق، جمال شعبان، الذي قال: “استحالة شكة دبوس تعمل تخدير كلي”، موضحًا أن التخدير يحتاج إلى حقن في الوريد بجرعات معينة ليست قليلة.

منشور دكتور جمال شعبان

منشور دكتور جمال شعبان

وتساءل شعبان: “ما المادة السحرية التي تفقد الشخص وعيه بشكة دبوس تحت الجلد؟”، موضحًا أنه في غرفة العمليات أطباء التخدير يحقنون المريض مباشرةً في الدم بجرعات غير قليلة، وفي أحيان كثيرة يستعصي فقدان الشخص للوعي، قائلاً: “إنهم يدعون لطب جديد”.

الدولة تنفي تخدير الفتيات

من ناحية أخرى، نفى المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ما تداولته بعض صفحات التواصل الاجتماعي من رسائل تحذيرية تتضمن وجود محاولات اختطاف لبعض الفتيات بالمواصلات العامة وقطارات المترو عن طريق تخديرهن بوخزة إبرة.

وأوضح المركز الإعلامي أنه بالتواصل مع وزارة الداخلية التي نفت تلك الأنباء جملة وتفصيلًا، مشددًا على أنه لا صحة لوجود أي محاولات اختطاف لبعض الفتيات بالمواصلات العامة وقطارات المترو عن طريق تخديرهن بوخزة إبرة، وأنه لم تُرصد أي شكاوى أو بلاغات بأي من المحافظات بشأن وقائع مماثلة، وأن كل ما يتداول في هذا الشأن “ادعاءات زائفة تستهدف إثارة البلبلة”.

ربما يعجبك أيضا