خبير يشرح لـ«رؤية» السبب الحقيقي وراء هجوم أسماك القرش

ياسمين سعد
هجوم أسماك القرش

بعد هجومها على سائحتين الجمعة الماضي، خبير يشرح لـ"رؤية" السبب الحقيقي وراء هجوم أسماك القرش على بعض السائحين بالغردقة.


لقيت سائحتان مصرعهما، يوم الجمعة 1 يوليو 2022، بمنتجع سهل حشيش جنوب مدينة الغردقة بمصر، وذلك إثر هجوم أسماك القرش عليهما، وهما يمارسان رياضة السباحة.

وذكرت وزارة البيئة المصرية، في بيان رسمي لها، الأحد الماضي، أن سيدتين توفيتا إثر هجوم أسماك القرش، ويجري حاليًّا جمع المعلومات والتحليل العلمي لملابسات الحادث طبقًا للبروتوكولات المستخدمة عالميًّا.

كسر الشعاب المرجانية

تواصلت شبكة رؤية الإخبارية مع أستاذ أمراض الأسماك والاستزراع السمكي بجامعة بنها، الدكتور عادل شاهين، الذي أكد على أن هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها حوادث بسبب أسماك القرش، فقد تكررت الواقعة منذ أعوام عدة، مثل 2016، و2018، مشيرًا إلى أنه في إحدى المرات، كان ضحية أسماك القرش مواطن مصري.

وشرح شاهين أن أسماك القرش تعيش، في الأغلب، حول الشعاب المرجانية، وتكسر هذه الشعاب عندما يصطاد بعض الأشخاص في هذه المناطق بطريقة خاطئة، ما يزعج أسماك القرش، مشيرًا إلى أن الشعاب المرجانية هي حياة البحر، لأنها الحاضنة لأكثر من 25% من الأسماك التي تعيش وتتكاثر حولها.

احذر من رائحة الدماء

أوضح دكتور شاهين أنه يعيش ما يقرب من 3 أنواع من أسماك القرش حول الشعاب المرجانية، فبجانب الصيد الخاطئ وكسرها، يصدر الصيادون أو أي شخص يقترب من المنطقة أصواتًا منخفضة التردد، تستطيع أسماك القرش سماعها، فتنجذب إليهم على الفور، خاصة عندما يعوم أحد الأشخاص باتجاه أسماك القرش دون أن يعلم أنهم بالمنطقة، ويصدر أصواتًا تنبه القرش لأماكن تواجدهم.

وأضاف، لا يجب أن يتجاوز أي شخص المنطقة المخصصة للسباحة، فعندما يضع المختصون حواجز لعدم السباحة في بعض الأماكن، لا يقصدون بالحواجز تحديد عمق المياه فقط، بل يحددونها أيضًا وفقًا لأماكن وجود أسماك القرش، خاصة وأن القرش حساس لرائحة الدماء، فإذا جُرح لأي سبب، حتى لو كان جرحًا صغيرًا، خرجت منه نقطة دم واحدة، فسيذهب إليه القرش على الفور.

هجوم أسماك القرش

هجوم أسماك القرش

استفزاز أسماك القرش

أشار شاهين إلى وجود خطأ بشري ثالث يرتكبه الناس، يحفز أسماك القرش على الهجوم عليهم، بجانب الصيد الخاطئ وتجاوز المناطق المخصصة للسباحة، وهو إلقاء فضلات السفن في أماكن وجود أسماك القرش، ما يزعجها، ويغير من سلوكها.

وأوضح أن هذه النفايات قد تكون أجزاء من سفن متدمرة، أو بقايا طعام، أو مواتير جرى إلقاؤها بجانب أسماك القرش، مشيرًا إلى أن كل ذلك يستفز الأسماك، فيجعلها تحتك بالإنسان وتهجم عليه، خاصة إذا كانت تشعر بالجوع، مؤكدًا أن الإنسان هو البادئ دائمًا وليس القرش.

هجوم أسماك القرش مدبّر

نفى شاهين الشائعات التي تقول إن هجوم أسماك القرش على السياح بالغردقة هجوم مخطط له، للتأثير بالسلب على السياحة في مصر، قائلًا: “هل من الممكن أن نوجّه الحيوانات؟ نعم يمكننا ذلك، فتوجد تكنولوجيا تفعل ذلك بسهولة، وهي ليست وليدة اللحظة، فنحن كعلماء نضع شرائح بالأسماك لنراقب سلوكياتها على الشاشة، وندرس أماكن تكاثرها، ولماذا تهاجر، ولماذا تستقر في أماكن معينة دون غيرها”.

وأضاف: “عندما تكون بحوزتنا كل تلك المعلومات عن  السمكة، نستطيع توجيهها إلى أماكن بعينها، ولكننا لا نستطيع توجيهها لتدمير شيء ما، أو لقتل إنسان، ولذلك فإن ما يقال عن أن هجوم القرش مدبر هو محض شائعات، فما حدث طبيعي، نتيجة للأخطاء البشرية التي ارتكبناها”.

ربما يعجبك أيضا